أكد رومان بتروف سفير بلغاريا لدي مصر علي أهمية الاستمرار في العملية السياسية، والتغلب علي الانقسام الكبير وحالة الاستقطاب في المجتمع المصري التى لا تساعد علي التحسن وتشكل خطورة علي استقرار البلاد، موجها التهنئة للشعب المصرى والحكومة المؤقتة على النجاح في إجراء الاستفتاء علي الدستور والإلتزام بتنفيذ الجدول الزمني لخارطة الطريق. وأشار بتروف إلى أن بلغاريا واجهت نفس حالة الانقسام بين مؤيدي النظام الشيوعي والتغيير، وتبنت دستورها بعد مجهود كبير في المرحلة الانتقالية، معربا عن تفاؤله بمستقبل أفضل لمصر من خلال الصبر والحوار البناء لإيجاد حلول للمشاكل التى تواجهها. وردا علي سؤال حول الاستفادة من خبرة بلغاريا في المرحلة الانتقالية، أوضح بتروف استعداد بلاده لتقاسم هذه الخبرات حيث تمتلك صوفيا الخبرة في مجال الدعم علي الطاقة، فضلا عن خبرتها في المجال القانوني حيث وضعت آلية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة والإرهاب. ونوه بأن وفدا من منظمة المجتمع المدنى البلغارية "المبادرات المدنية والشبابية في وادي الوردي" شارك في ندوة عقدت في مدينة الأقصر لعرض نتائج الأبحاث التي أجريت في كل من بلغاريا و مصر حول مشاركة النساء في الحياة السياسية والاجتماعية في البلدين، مبينا أن هذا المشروع سيعمل علي توفير التدريب للنساء الذين سيجرون الأبحاث حول دور النساء في الحياة السياسية المعاصرة. ولفت بتروف إلى أن القاهرة وقعت علي مذكرة تفاهم مع بلغاريا التي تنص علي عقد المشاورات السياسية سنويا، والتي أجريت في القاهرة في نوفمبر الماضي، وأن الجولة التالية من المشاورات سوف تعقد في صوفيا هذا العام وهي فرصة لتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، نظرا للدور القيادي الذي تلعبه مصر علي الساحة الإقليمية والدولية. وأوضح السفير البلغارى بالقاهرة أن قيمة التبادل التجاري بين مصر وبلغاريا بلغت 169 مليون دولار في أول ثمانية أشهر من هذا العام، من بينها 40 مليون دولار صادرات مصرية بارتفاع يقدر بنحو 49% بالمقارنة بجملة التبادل التجاري في عام 2012، وذلك بالرغم من الظروف التي تشهدها البلدين، منوها بأن السفارة البلغارية بالقاهرة تجري اتصالات مع رجال الأعمال المصريين لتشجيعهم على العودة إلي السوق البلغاري. وأشار إلى أن مصر تصدر لبلغاريا عددا من المنتجات مثل "الأسمدة، والكيمياويات، والمنتجات الزراعية، وبعض المنتجات البترولية"، مؤكدا أن هناك فرص كبيرة لزيادة الصادرات المصرية للسوق البلغاري، خاصة في مجال الزراعة والمنتجات البترولية، لافتا إلى أن بلغاريا تصدر لمصر النحاس، الذي يمثل 40% من جملة الصادرات فضلا عن القمح. وقال بتروف "إن بلغاريا قامت بتسجيل اسمها كدولة مصدرة للقمح لمصر بهدف المشاركة في المناقصات التي تجري لتوريد القمح للسوق المصري، وتم تقديم معلومات عن انتاج القمح البلغاري، فيما من المقرر زيادة وفد مصري قريبا لصوفيا لبحث التعاون في هذا المجال". وأضاف أن شركة بلغارية تعمل في مجال تكرير البترول تفكر في إقامة مشروع تدوير الزيت، وهو مشروع صديق للبيئة سيعمل علي توفير فرص عمل للمصريين، موضحا أنه لا توجد استثمارات بلغارية في مصر لأنها مرت بمرحلة انتقالية صعبة حيث كان اقتصادها مركزي شيوعي واستغرقت وقتا طويلا لإقامة الأساس لقطاع خاص يمكن له المنافسة في السوق العالمي. وبشأن الوضع في سيناء، قال سفير بلغاريابالقاهرة "إن بلاده تتابع بقلق شديد الوضع في سيناء خاصة في شمال سيناء، وتدعم العمليات التي تنفذها الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب، حيث أن بلغاريا أصبحت مؤخرا لأول مرة ضحية للإرهاب، مؤكدا أنه هناك قنوات اتصال لتبادل المعلومات حول الإرهاب مع السلطات المصرية". وأضاف أن بلاده عدلت مؤخرا نشرة السفر الخاصة، حيث تشجع مواطنيها على السفر إلي مصر باستثناء شمال سيناء ورحلات الصحراء بالقرب من الحدود المصرية - الليبية، كما تنصح بالابتعاد عن المناطق القريبة من محافظة أسيوط، منوها باهتمام السائحيين البلغاريين بالسياحة الثقافية في القاهرةوالأقصر وأسوان. ودعا بتروف إلي العمل علي زيادة أعداد السائحيين البلغاريين لمصر، والذين بلغ عددهم ما بين 3 إلي 4 ألاف سائح عام 2013، مطالبا بإقامة خط طيران مباشر بين البلدين لخفض تكلفة البرامج السياحية، وزيادة أعداد البلغاريين المسافرين لمصر.