تسلم الايادى ...تسلم يا شعب بلادى ...تسلم لولادك وبلادى ....اصبحت هذه الاغنية اليوم الاغنية الرسمية للشعب المصرى ...حيث علت وجلجلت فى كافة شوارعنا امس واليوم ... احتفالا ببدء العرس الحقيقى للديمقراطية فى مصر. اعلم ان معظمكم يتفق معى على روعة وجمال هذه الاغنية ولكن ستختلفون معى مؤكدا فى الكلمات التى كتبتها فى السطور الاولى وتتعجبون ... ستقولون اننى لا احفظ الاغنية جيدا لان كلماتها مختلفة عن الكلمات التى كتبتها ....لكن مهلا فاذا عرف السبب بطل العجب ...فأنا اعنى ما كتبته جيدا والسبب روعة المشاهد التى رأيتها من شعب مصر العظيم وانا ادلى بصوتى امس فى الاستفتاء على الدستور ومن الكم الهائل من المشاركة خاصة من قبل السيدات والتى جعلتنى اتوقع ان تصل نسبة المشاركة الى 90 % فوجدتنى دون ان اشعر اغنى طوال عودتى الى بيتى بعد التصويت الاغنية مثلما كتبتها فى البداية لاننى شعرت بعظمة هذا الشعب خاصة المرأة مثلما شعر هذا الشعب بعظمة الجيش وغنى له تسلم الايادى. فبعيدا عن التحيز ومع احترامى الشديد جدا لكل رجال بلدى الجدعان ...ومع تجاهل بعض التصنيفات الغير مجدية التى يصنفنا بها جماعة الاخوان الارهابيين من اننا ناقصات عقل ودين فقد أكدت المرأة المصرية امس واليوم انها عاقلة ومدركة لكافة حقوقها السياسية فى المشاركة بصوتها الذى لا يمكن تجاهله تحت اى ظرف من الظروف ... اما من الناحية الدينية فقد اثبتت ايضا انها مؤمنة ايمانا كاملا بدينها الذى يحثها على حب الوطن ... الذى اعتبره جزءا مهما من ايمان المرء بدينه ...نعم ديننا يحثنا على حب الوطن ....وعذرا لمن يختلف معى فى هذا الرأى ...اليس لنا فى رسول الله ( صل الله عليه وسلم ) قدوة حسنة فقد كان اكرم الخلق يعشق وطنه مكة الذى ولد على ارضها وأكل من خيراتها وحزن حزنا شديدا عندما خرج منها مجبرا ومهاجرا الى المدينةالمنورة ...حتى انه فى رحلة الهجرة التفت وراء ظهره وقال بنبرة يملأها الحزن والاشتياق والحنين (والله لانى اخرج منك وانى اعلم انك احب بلاد الله الى الله ... واحب بلاد الله الى ...ولولا ان اهلك اخرجونى منك ما خرجت ) ليتحمل الرسول الكريم فراق وطنه لمده 8 سنوات على امل ان يعود اليه مره اخرى الى ان أتت له البشارة بالفتح المبين ...فتح مكة الذى اعز الله به رسوله ودينه ليعود الى عشقه ووطنه ولكن عزيزا كريما حاكما بأمر الله محققا العدل والحب والسلام على ارض وطنه ليتغير حال مكة واهلها الى احسن حال تعود مكة وما عليها للرسول وقومه مرة اخرى كما كان يريد ويتمنى ... وما اروعها من عودة فى قلب رسولنا الكريم. تذكرت موقف الرسول الكريم هذا فى حبه لوطنه اليوم لعدة اسباب اهمها الرد على بعض قيادات الارهابية الذين كانوا يتشدقون بمقولة ... انه لا يوجد ما يسمى بالوطن وثانيها اننى امس شعرت باننا قد عدنا لوطننا وعاد وطننا المسلوب منا رغما عنا الينا ....والله لا ابالغ فيما اقول وارجو الا تتسرعون فى الحكم على بأننى انحاز انحيازا اعمى لشخص بعينه ....فما اقوله بعيدا كل البعد عن اى توجه قد يطرأ الى ذهن البعض وبعيدا ايضا عن اى رأى سواء مؤيد او معارض للدستور .... فانحيازى الكامل امس انا ومعظم من رأيتهم حولى يدلون بأصواتهم كان لبلدى مصر فقط ولا شئ غيرها .... وانحياز لتحقيق العدالة والديمقراطية فى وطن عانى كثيرا من قهر وظلم واستبداد على مدى سنوات طوال وانحياز الى التغيير الذى اصبحنا نحن اصحابه ونمتلك القدرة الكافية على تحقيقه ... نعم فقد اصبح الشعب الان حريصا على ان يخرج ليدلى بصوته فى صناديق الاستفتاء وهذا المشهد لم نكن نراه ولا نهتم حتى بمتابعته قبل ثورة 25 يناير التى اعتبر ان هذا الامر اهم مكتسباتها على الاطلاق. فخروج كل هذه الجماهير الغفيرة اذا دل على شئ فيدل على رغبة حقيقية لدى المصريين فى استكمال مشوار كفاح بدء وسيستمر ضد كل من يريد تخريب وتدمير هذا البلد العظيم ... كفاح لكى تكون مصر الوطن دولة عريقة بتاريخها وحضارتها وشعبها الذى لازال رغم كل هذه الصعاب والضغوط التى يعيشها من مئات السنيين من نهب لخيراتها وتجريف لثرواتها من كل طامع فى سلطانها مصرا على ان يعشق ترابها وان يفتح لابنائه على ارضها ابواب جنتها ... التى كان يحلم على مر السنين ان يجنى ثمارها الا ان الطغاة ابوا تحقيق ذلك . فقد ان الاوان وجاءتنا البشارة من الله عز وجل بان نبدأ فى فتح مصر الجديدة التى تحتاج منا الكثير ... فالازال المشوار امامنا طويلا فالتصويت على الدستور ليس نهاية المشوار بل هو البداية التى سننطلق منها نحو تحقيق اهدافنا فى وطن امن ومستقر ... وطن جدير بأن نكون ابناءه وأن نعمل من اجل رخائه .