قال مصدر دبلوماسي لرويترز يوم الاثنين إنه من المرجح ان تستأنف القوى العالمية وإيران المحادثات بشأن تسوية نهائية للخلاف بشأن طموحاتها النووية في فبراير بعد قليل من بدء تنفيذ اتفاق مؤقت مدته ستة أشهر للحد من انشطتها النووية. وإذا نجحت الجولة القادمة من المفاوضات فإنها قد تدرأ خطر خروج مشاعر انعدام الثقة الباقية عن السيطرة وتتحول الى حرب أوسع في الشرق الأوسط بسبب برنامج طهران النووي. وسوف تواجه المحادثات التي تقودها مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التحدي المتمثل في تحديد نطاق الأنشطة النووية الإيرانية المسموح بها بما يهدىء المخاوف الغربية من احتمال أن يؤدي برنامجها الى تصنيع سلاح نووي. وفي المقابل تريد ايران من الحكومات في الولاياتالمتحدة واوروبا رفع عقوبات اقتصادية مؤلمة. وقال المصدر ان الاجتماع الأول في المرحلة الجديدة من الجهود الدبلوماسية بين ايران والقوى العالمية الست الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا سيضم أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "لن يعقد في يناير بسبب العام الصيني الجديد لكن من المرجح جدا جدا ان يعقد في فبراير." ويعقد دبلوماسيون كبار من الدول السبع والاتحاد الأوروبي محادثات قبل الاجتماع لإعداد جدول الأعمال. وأعلنت آشتون نفسها يوم الاثنين عن عزمها الذهاب إلى طهران في الأسابيع القادمة للإعدد لمزيد من المحادثات. وتقول ايران ان برنامجها للطاقة النووية يهدف الى توليد الكهرباء والاستخدام في الأغراض المدنية الاخرى وان كانت محاولات ايران السابقة لإخفاء نشاطها النووي عن مفتشي الأممالمتحدة قد أثارت القلق. ويقضي الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في 24 من نوفمبر تشرين الثاني بتجميد أكثر أنشطة إيران النووية حساسية وهي تخصيب اليورانيوم لمستويات مرتفعة في مقابل تخفيف قيمته 7 مليارات دولار من العقوبات المفروضة عليها. وقالت ايران والقوى الست مطلع الأسبوع إن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ في 20 من يناير كانون الثاني شريطة أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق. وفي تصريح يبرز الصعوبات التي تنطوي عليها المحادثات الجديدة قال ظريف اليوم الاثنين إن الاتفاق المؤقت "بداية طريق طويل وصعب." وأضاف في مؤتمر صحفي خلال زيارة للبنان "هناك نقص خطير جدا في الثقة في ايران تجاه الغرب. شعبنا يعتقد أنه تم التعامل مع برنامجنا النووي السلمي بطريقة لا أساس لها على الإطلاق." وقال مسؤولون روس يوم الاثنين إنه من المقرر أن يجتمع ظريف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في وقت لاحق من الأسبوع الحالي. واصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا يوم الاثنين ترحب فيه بقرار القوى الست وايران تحديد يوم 20 من يناير كانون الثاني لتنفيذ الاتفاق المؤقت. وقالت "نأمل أن يؤدي النجاح في تنفيذ المرحلة الأولية في تهيئة الظروف اللازمة للتوصل لاتفاقات أبعد من ذلك تسفر عن تسوية شاملة ونهائية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني." وقالت مصادر لرويترز إن روسياوايران تتفاوضان على اتفاق لتبادل النفط مقابل السلع بقيمة 1.5 مليار دولار شهريا. وتقول مصادر روسية وايرانية مطلعة على المفاوضات إن مناقشات تجري بشأن التفاصيل النهائية لاتفاق تشتري روسيا بموجبه ما يصل إلى 500 ألف برميل من النفط الإيراني يوميا مقابل معدات وبضائع روسية. وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الأحد إنه متأكد من "مدى صعوبة" التوصل لاتفاق شامل مع ايران لكن من المهم للغاية "لأمننا القومي وللسلام والأمن العالمي" التوصل إلى حل دبلوماسي. وترفض الولاياتالمتحدة واسرائيل استبعاد إمكانية اتخاذ إجراء عسكري ضد برنامج ايران النووي إذا لم يتسن حل المسالة بالسبل الدبلوماسية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه لم يتم بعد اختيار موعد محدد لجولة المحادثات القادمة.