هذا الرجل يحمل في خزائن عقله وقلبه أسرار وحكايات عن الكنيسة المصرية ورجالها وتاريخها العريق بل تاريخ معظم السياسيين الذين عاصرهم منذ تولي محمد نجيب رئاسة الجمهورية ، انه من مواليد 1921 في قرية "الرحمانية " بنجع حمادى في قنا . سافر كبير المطارنة أو كما يلقبونه الأقباط أسد الصعيد الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الي ألمانيا ليستكمل علاجه بأحد المراكز الطبية المتخصصة هناك بعد تعرضه لوعكة صحية طارئة منذ أيام ، وأكدت مصادر كنسية لي ان الحالة الصحية للمطران الكبير مطمئنة جداً ولا صحة لما تردد من شائعات عن تدهور صحته ورفض جسمه لقبول العلاج .. أعرفكم شيء هام جدا .. وتاريخي أيضاً .. ان الأنبا ميخائيل هو المطران الوحيد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي عاصر أربعة بطاركة منذ عام 1946 حتي الأن ، حيث تم سيامته أسقفاً علي يد البابا يوساب يوم 5 أغسطس عام 1946 لما كان عمره 25 عاماً ليكون أصغر مطران في الكنيسة ، وعاصر البابا كيرلس السادس وشهد علي علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر ، وبعد وفاة البطريرك ال 116 ، شارك في تولي البابا شنودة الثالث البطريركية ومنذ عام مضي شارك ميخائيل في انتخابات الباباوية التي أدت الي جلوس البابا تواضروس الثاني علي الكرسي المرقسي . وأثناء اعتقال البابا شنودة الثالث بقرار من الرئيس السادات تعرض الانبا ميخائيل لاتهامات وشائعات بانه يريد ان يصبح البطريرك البديل ، الأمر الذي واجهه بشدة ونفي تلك الاتهامات والشائعات . كما ارتبط الانبا ميخائيل بظهورات السيدة العذراء مريم في دير درنكة بأسيوط حيث يزور الملايين من المصريين مسلمين ومسيحيين هذا الدير في كل عام لدرجة ان السياح يأتون خصيصاً لهذا الدير لمقابلة شيخ الأساقفة اة رؤيته من بعيد .. وأتذكر حينما تم سؤال البابا شنودة عن سر عدم زيارة الأنبا ميخائيل له فى القاهرة بعد عودته من أجراء العملية فى كليفلاند بأمريكا رغم زيارة كافة الأساقفة والمطارنة له؟ فأجاب البابا ان الانبا ميخائيل هو الوحيد الذى وقف بجانبه أثناء أجراء العملية الجراحية و حاول الطبيب أخراجه من غرفة العمليات لكنه لم يستطع علي الرغم انه من المعروف أن الانبا ميخائيل لم يزور امريكا علي الإطلاق ولم يحب ان يخرج من مقره في أسيوط إلا للضرورة القصوي .. انه بجد شاهد معاصرعلي تاريخ حقبة مصرية .
