يعد قرار تعيين هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي مديرا فنيا للمنتخب الأول، وتكليفه بإدارة مباراتي سيراليون والنيجر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية أحدث علامة تاريخية، باعتباره أول قبطي مصري يتولي منصب المدير الفني للمنتخب الأول لكرة القدم. ويعتبر هاني رمزي اسما كبيرا في عالم الكرة المصرية ، فهو أحد نجوم الجيل الذهبي الذي شارك في منافسات كأس العالم عام 1990، وحصل مع المنتخب المصري الأول على كأس الأمم الأفريقية عام 1998، كما يعتبر عميد المحترفين المصريين بعد قضائه 17 عاما متنقلا في أندية أوروبا المختلفة، وشرف بتدريب فريقي إنبي ومنتخب الشباب على التوالي، ويشغل حاليا منصب المدير الفني للمنتخب الأوليمبي . ومعه كان هذا الحوار لنتعرف معه عن كثب على هذه التجربة، وعلى أهم استعداداته للمباراتين المقبلتين في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، وسر اعتماده على لاعبي المنتخب الأوليمبي والشباب خلال المرحلة المقبلة. **بداية..هل كنت تتوقع أن تتولى مسئولية تدريب المنتخب الأول ؟ *لم أكن أتوقع أن أتولي هذه المسئولية، لأن كل المؤشرات في الفترة الأخيرة كانت تتجه نحو التعاقد مع مدير فني أجنبي، فضلا عن ارتباطي بالمنتخب الأوليمبي الذي لم ينته مشواره بعد، وفي نهاية الأمر المهمة تعد مؤقتة بالنسبة للمنتخب الأول. **وماذا عن كونك أول مصري قبطي يتولي تدريب المنتخب؟ * أؤمن بأن "الدين لله ومصر للجميع "، وأود أن أؤكد أن الشعور الذي سيطر على عند إعلان اختياري لتولي هده المسئولية من قبل مجلس الإدارة برئاسة كابتن سمير زاهر أنني مدرب وطني مصري . **ما هو رد فعلك فور علمك بالقرار؟ *تولي منصب المدير الفني للمنتخب الأول شرف سعيت له عندما قررت احتراف مجال التدريب، وأنا فخور بذلك القرار، لكنني لا يشغلني بريق المنصب بقدر اهتمامي بتقديم عروض قوية مع المجموعة الحالية أمام فرق سيراليون، والنيجر، وتحقيق حلم التأهل إلى دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة في لندن. **لماذا قررت الاعتماد على لاعبي المنتخب الأوليمبي والشباب؟ *لاعبو المنتخب الأوليمبي ممن تدربوا معي أو ممن اخترتهم من منتخب الشباب هي العناصر التي تمتلك حساسية المباريات في الوقت الحالي، بالإضافة إلي أنني أسعي إلى تقديم جيل جديد من اللاعبين يمكنهم تمثيل المنتخب في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلي كأس العالم المقبلة في البرازيل. **ما الذي تخشاه خلال الفترة القادمة ؟ *أخشي من تسرب حالة الإحباط في نفوس اللاعبين فى حالة الخسارة، كما أخشي أن يتسلل لهم الغرور، الأمر الذي ينعكس سلبا عليهم فى التصفيات المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية فى لندن، فضلا عن خشيتي من ثورة الجمهور فى حالة الخسارة . **هل ترى أن مصر تمتلك حظوظا كبيرة لاستعادة ريادتها الأفريقية؟ *بالطبع، فمصر تمتلك منتخبا أوليمبيا قويا، أسعي حاليا إلى قيادته للتأهل إلى دورة ألعاب لندن، فضلا عن أن منتخب الشباب قد أنهي مشواره في المونديال بعروض رائعة نالت احترام كل الخبراء، وكل هؤلاء اللاعبين إلى جانب اللاعبين الكبار في الأندية من أصحاب الأعمار العمرية المتوسطة مابين 23 و28 عاما يستطيعون التأهل بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم . **هل تم الضغط عليك لاختيار أحمد حسن لقائمة سيراليون؟ *لم يحدث ذلك على الإطلاق، وأود أن أشير إلى أن أحمد حسن يعد نجما كبيرا، قدم الكثير للمنتخب ولم يتأخر يوما عن تلبية نداء أي جهاز فني لمنتخب بلاده، ولا يزال لديه القدرة على العطاء في كرة القدم وضمه يأتي تقديرا لمشواره الدولي السابق في وقت أصبح فيه على بعد مباراتين فقط من أن يصبح عميد لاعبي العالم فلماذا لا ينال شرف هذا اللقب؟!!، خاصة أنه انجاز لمصر في المقام الأول. ** هل تقصد أنك قمت بضمه من أجل تكريمه؟ *تكريمي له جزء من قراري لضمه، ولكنه صاحب خبرة كبيرة، وقائد ذو خبرة كبيرة داخل الملعب وخارجه، ووجوده برفقة الشباب الصاعد يكسبهم خبرة هم في حاجة إليها، وهذا جانب آخر لابد من وضعه في الاعتبار. **فى حالة تأهل المنتخب الأوليمبي لأولمبياد لندن.. فمن هم الثلاثة لاعبين "فوق السن" الذين سوف يقع اختيارك عليهم ؟ *حسني عبد ربه، أحمد فتحي في وسط الملعب، وعصام الحضري في حراسة المرمي، وهم الثلاثي الذي أراه الأنسب للمنتخب في حال التأهل للاوليمبياد. **ألا يشغلك تولي منصب المدير الفني لمنتخب مصر بصفة رسمية؟ *بالطبع، فكل إنسان لابد أن يكون لديه طموحا، لكن المهم هو اختيار التوقيت المناسب لتحقيق هذا الطموح أو مجرد التفكير فيه، وأنا لا أود أن أشغل حاليا وقتي، وأستهلك تركيزي في هذا الأمر، لأن أمامي مشوار طويل للتصفيات ثم التأهل وتحقيق نتيجة مشرفة.. في هذا الوقت سيكون منطقيا وواقعيا أن أفكر في الخطوة التالية . **هل ترى أن الاعتماد على المدربين الشبان لقيادة المنتخبات الوطنية هو الأفضل؟ *بالطبع، فهذا الفكر سائد في أوروبا لكننا لم نطبقه إلا بالصدفة، فهل تعرف أن مدرب فريق "تشيلسي" الإنجليزي يبلغ عمره 33 عاما، ومدرب برشلونة الأسباني العبقري جارديولا يبلغ عمره 41 عاما، كما يبلغ عمر لويس أندريكا مدرب ايه.. سي.. روما 42 عاما، وبالتالي فإن تلك الإحصائيات تعكس أننا تخلفنا عن العالم، وأرى أن المدربين الشباب الذين تولوا قيادة الأندية المصرية تم تعينهم بالصدفة وليس نتيجة للتخطيط والفهم والدراسة، وأود أن أوضح أن هؤلاء المدربين العالميين حصلوا على ثقافتهم بالخبرة الدولية كلاعبين قدامي والدراسة، إلى جانب تمتعهم بالشخصية القوية الحازمة والموهبة والكاريزما التي تجعل الجميع يتقبلون المدرب، ولكن للأسف الشديد مازال المسئول يفكر في الرأي العام في المقام الأول قبل أن يفكر في الشخص الذي يصلح لإدارة العمل.