أكد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادى الأهلى أن ما حدث هو مؤامرة مدبرة لا يمكن الصمت عليها ، وأن الملعب تحول لساحة حرب ، مشددا على ضرورة التحرى سريعا والكشف عن هوية المتسببين والمخططين لهذا الحادث الأليم ، وأن ينال عقابه ليبرد نار أسر الضحايا بعض الشئ قائلا: "مات من يستحق الحياة". بداية يقول سيد عبد الحفيظ إن الأجهزة الأمنية بمدينة بورسعيد حرصت على تأمين بعثة الفريق منذ لحظة وصولها بتواجد أمنى غير مسبوق فى السفريات السابقة للفريق إلى بورسعيد أو المحافظات الأخرى ، وتواجدت العشرات من سيارات الشرطة وسيارات الأمن المركزى وكأننا فى ثكنة عسكرية حينها تنبأ أحمد ناجى مدرب الحراس وتخوف من وقوع أحداث مؤسفة نتيجة هذا التأمين المشدد. وقال عبد الحفيظ وصلنا إلى فندق الإقامة ودارت بعض المناوشات من قبل جماهير المصرى حول الفندق وهو أمر اعتدنا عليه فى المباريات السابقة ونجح الأمن فى السيطرة على الموقف ، مؤكدا أنه فى اليوم التالى للمباراة مثلما هو معتاد تم الترتيب بينه وبين أجهزة الأمن لمعرفة موعد خروج الفريق من الفندق إلى الملعب وتم التنسيق. وأضاف أن الفريق وصل إلى ملعب المباراة وحينها بدأت الأحداث ، وتتوالى المفاجآت الصادمة من جماهير المصرى وبدأت بمجرد نزول الفريق لإجراء عمليات الإحماء وألقت الجماهير الشماريخ والألعاب النارية وتوجيه الشتائم إلى لاعبى الأهلى وجهازهم الفنى وتوجهت حينها إلى الحكم فهيم عمر لتسجيل تلك الوقائع وتم تدارك الأمر بواسطة الأعداد البسيطة من قبل رجال الأمن الذين لا يتناسب عددهم وقيمة مباراة المصرى والأهلى. وأوضح مدير الكرة أنه خلال شوطى المباراة علم باقتحام بعض الجماهير الملعب وأشعلت الشماريخ وهاجمت الأهلى وطلبت من أجهزة الأمن وحكم اللقاء بعدم نزول لاعبى الأهلى إلا بعد إخلاء المباراة تماما من العناصر التى اقتحمته وهو ما تم بالفعل. كما طلبت من الأمن عمل كردون أمنى على لاعبى الأهلى المتواجدين على دكة البدلاء قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق خوفا من حدوث أى شئ والحفاظ على اللاعبين ولا يهمنا النتيجة فرد مسئول الأمن بأنه لن يستطيع أحد النزول إلى الملعب ، مشيرا إلى أنه مع بداية الشوط الثانى بدأت الأجواء تتوتر من شماريخ وسباب جماعى وإلقاء الزجاجات على الجهاز الفنى وطلبنا من الحكم تسجيل كل هذه الوقائع ومع إحراز المصرى هدف التعادل اشتعلت الأحداث وزادت مع الهدف الثانى ووصلت لذروتها بعد الهدف الثالث وإطلاق الحكم صافرة النهاية وتحول الملعب الى ساحة حرب. وأشار عبد الحفيظ انه بمجرد نزول الجماهير هرب الجهاز الفنى واللاعبين "كما اتفقنا" إلى غرفة خلع الملابس وفى أثناء هروبى شاهدت تأخر شريف اكرامى واعتداء بعض الجماهير عليه ، وحاولت إنقاذه وأسرعنا إلى غرفة خلع الملابس وسط حالة من الرعب الشديد والهلع. وتابع قائلا: "إنه فى هذه الأثناء لم يشاهد اى فرد أمن يحاول إنقاذ لاعبى الأهلى وهو ما يؤكد شبه تورطهم خاصة وأن قيادات المدينة لم تحضر المباراة وعلى رأسهم المحافظ وقيادات مديرية الأمن ، وأثناء تواجدنا بغرف خلع الملابس سمعنا " الحقوا جماهيركم بتموت " وسرعنا بالتوجه إلى الجماهير وخلال دقائق نفذت الجماهير مخططها بقتل جماهير الأهلى. وأوضح عبد الحفيظ أن الأبواب كانت مغلقة وتشاجرنا مع الأمن الذي كان يرفض فتح الباب لدخول الجماهير وبعد فتح الباب وتوافد عدد من الجماهير أكدوا ان هناك عددا كبيرا من الجماهير فارقوا الحياة في المدرجات ، منوها إلى أنه أنه لم يكن يتخيل صعود هؤلاء لمدرج جماهير الأهلي. وتساءل عبد الحفيظ عن دور قوات الأمن المركزي التى تواجدت في ملعب المباراة وما نوع التعليمات التي تلقوها ولماذا أطفأت أضواء ستاد بورسعيد ولماذا لم يظهر قيادات بورسعيد إلا بعد المجزرة بساعة وأن الطريقة الناعمة في استقبال الفريق لدرجة عدم وجود شكوى واحدة أمر يثير الريبة؟ مؤكدا لابد من الإجابة على هذه التساؤلات. وحول ما يمكن تقديمه للضحايا ، أكد عبد الحفيظ أنه لا يوجد شئ يعوض ضحايا أحداث بورسعيد بقوله " ولو مال الدنيا كله وأيا كانت الاقتراحات لن تبرد نار المصريين إلا بمحاسبة المشاركين" أي كان عددهم ومناصبهم والقصاص العادل هو المطلب الأساسي وأن تطويل وتسويف القضية تصرف لا يحمل شيئا من الحكمة. ووجه عبد الحفيظ لمن ينفي التهمة عن مدينة بورسعيد بقوله " بلاش نضحك على بعض " متسائلاً أين الرجولة والجدعنة والشهامة في أهل بورسعيد الذين لم يتحركوا لإنقاذ جمهور الأهلى ، وأن اهالى بورسعيد عليهم أن يقدموا المجرمين للعدالة لتبرئة ساحتهم من التواطؤ ، مؤكدا أنه في كل مرة يتجه فيها النادي الأهلى إلى بورسعيد عبر التاريخ يتم تحطيم حافلة النادي الأهلي مختتما تصريحاته بقوله "لقد مات من يستحق الحياة".