أكد الدكتور أحمد صالح، باحث المصريات، أن المؤرخ المصري مانيتو هو أبو التاريخ الفرعونى وليس المؤرخ الإغريقى هيردوت، حيث يعد مانيتو أهم كاتب تاريخ عرفته البشرية، ولا يعرفه المصريون على الرغم من قيمته الكبيرة ودوره في تسجيل التاريخ المصري القديم، مشيرا إلى أن جميع علماء المصريات فى العالم مازالوا يعتمدون حتى الآن على التقسيم التاريخي لمانيتو بالرغم من مرور 22 قرنا على مؤلفه "اجيبتياكا". وقال صالح، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الجمعة، إن مانيتو ينسب إليه تقسيم الحكام الفراعنة إلى أسر، حيث يعد مصطلح "أسرة" أحد اختراعات مانيتو، كما قسم التاريخ المصري القديم إلى 30 أسرة ملكية جلست على عرش مصر بدءا من القرن الثاني والثلاثين ق. م وحتى دخول البطالمة إلى مصر في القرن الرابع ق. م. وأضاف أن المؤرخ المصرى مانيتو قسم التاريخ المصري في كتابه "اجيبتياكا" إلى ثلاثة مجلدات، ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب التاريخية التي يعتمد عليها باحثو التاريخ المصري عند دراسة تاريخ مصر القديمة، موضحا أن هناك اعتقادا أن مانيتو كتب هذا الكتاب ردا على ما كتبه هيرودوت عن مصر، حتى يقدم تاريخا وطنيا لمصر بدلا من المعلومات المغلوطة التي سجلها هيرودوت. وأشار إلى أن هذا المؤرخ العظيم ولد في مدينة سبنيتوس او ثب- نثر، وهى مدينة سمنود الحالية بمحافظة الغربية، ولذا يعرف باسم مانيتو السمنودي، وكان يعمل كاهنا للإله رع في هليوبوليس، وعاش في عهد الملك البطلمي بطليموس الثاني في القرن الثالث ق. م ، ويبدو أن اسمه هو نطق إغريقي لاسم مصري قديم وهو مر-ن- نيت أو مر-ن-ثوث أي محبوب الإلهة نوت أو محبوب الإله تحوت، وفي بعض الأحيان ينطق الاسم مانيتو، وفي أحيان أخرى ينطق مانيثون. وأكد أن مانيتو كان مصريا، وعاش في عصر الملكين بطليموس الأول والثاني، وليس كما يحاول البعض الزعم بأنه كان من روما، وأنه كتب مؤلفاته عن الحضارة المصرية في القرن الثاني الميلادي، ولكن هذا غير صحيح، لافتا إلى وجود إشارة لشخص باسم مانيتو في بردية الحيبة ببني سويف والتي تؤرخ بعصر الملك البطلمي بطليموس الثالث، وربما يكون هو المؤرخ المصري، الأمر الذى يؤكد أنه مصري وأن عمره امتد حتى عصر الملك بطليموس الثالث أيضا. وأوضح الدكتور أحمد صالح أن الملك البطلمي طلب من مانيتو كتابة التاريخ المصري باللغة الإغريقية لكي يطلع عليه الإغريق الذين يعيشون في مصر، وأن يكتبه ببساطة حتى يتم تدريس هذا التاريخ بمدرسة الإسكندرية التي كانت تغص بالتلاميذ الذين قدموا من اليونان.