تناولت الصحف الخليجية في افتتاحيتها - اليوم الإثنين - قضية تجسس الولاياتالمتحدةالأمريكية على حلفائها وأصدقائها. ففي السعودية، ذكرت صحيفة "الوطن" أن الغضب الأوروبي يتزايد بعد كشف قضية تجسس الولاياتالمتحدة على حلفائها، وليس من المستبعد أن تؤدي التطورات الجديدة إلى إعادة رسم إطار جديد للتعاون الأمني والاستخباراتي بين أمريكا وحلفائها. وأشارت إلى أن ألمانيا وفرنسا حذرتا السلطات الأمريكية من تبعات مثل هذه الممارسات، وستتسع هذه الدائرة الاحتجاجية بلا شك مع الكشف عن أسماء باقي القيادات الدولية الذين طالتهم أجهزة التنصت الأمريكية. ورأت الصحيفة أنه حان الوقت لتفهم أمريكا أن من أهم مبادئ التحالفات الدولية احترام مصالح الطرف الآخر. وفي دولة الإمارات، أوضحت صحيفة "الخليج" أنه حينما أطلت فضيحة تجسس الولاياتالمتحدة على البلدان الأخرى برأسها بادر الكثير من المسئولين والإعلاميين الأمريكيين إلى القول: إن كل الدول تفعل ذلك وأن هذا أمر متاح للجميع، إلا أن الولاياتالمتحدة لها الأولوية في ذلك كونها دولة لها إمكانات أكثر من غيرها، وبالتالي فإن أيديها تمتد إلى مواقع وأماكن من الصعب على الكثير الوصول إليها، مؤكدة أنه تبرير يتناقض مع الشعارات الأخلاقية السامية التي ترفعها الولاياتالمتحدة. وقالت: إن ما قامت به الولاياتالمتحدة من الممكن أن يكون له تبرير لدى البعض حينما تفعل ذلك ضد أعدائها جماعات أو دول، ولكن هذه الأفعال تصبح مفضوحة حين تتم ممارستها ضد حلفائها وأصدقائها، فأي تبرير مقبول يمكن تقديمه لتجسسها على حلفائها وأصدقائها خاصة أن هناك اتفاقيات واجتماعات شفافة تجمعهم في العادة يدور فيها النقاش الواضح وتبادل الآراء، مؤكدة أن التجسس ضد الأصدقاء والحلفاء لا يهدم الثقة فقط بل يقوض الأسس الأخلاقية. ومن جانبها، أكدت صحيفة "الوطن" أن حلفاء الولاياتالمتحدة شعروا بطعنة موجعة وهم يعرفون أن هواتفهم النقالة وربما الأرضية مخترقة بالكامل من وكالة الاستخبارات الأمريكية وربما منذ سنوات طويلة. وقالت: إن خبر التجسس قد وقع على جميع زعماء دول أوروبا وقع الصاعقة لأنهم لم يكونوا يشكون لحظة واحدة أن أمريكا "الأخت الكبرى" تتجسس عليهم وعلى شعوبهم وربما على أبنائهم وهو ما يشكل خيبة ظن كبيرة. ولفتت إلى أنه إذا كان التجسس يمثل خطرا كبيرا يهدد وضع القادة والزعماء بسبب طبيعة عملهم ومكانتهم ودورهم فإن هناك أيضا ملايين البشر قد تم التجسس عليهم منهم رجال أعمال، وفنانون، ومفكرون، وسياسيون، وعسكريون كبار.. متسائلة هل يحق لهؤلاء مقاضاة الولاياتالمتحدة إذا ثبت التجسس على هواتفهم أو على حياتهم الخاصة، وما هو المدى الذي يحق فيه لأجهزة التجسس أن تخترق الحياة الشخصية للأفراد السياسيين والعاديين. وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير كشفت أن الولاياتالمتحدة كانت تتنصت على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأكثر من عشر سنوات، وأن الرئيس الأمريكي كان سيمنع التنصت " لو كان يعلم"، وإن كان يعلم فهذه مصيبة وأن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم فرئيس الولاياتالمتحدة لا يعلم بأن أجهزة بلاده تتجسس على حلفائه. وفي قطر، أعربت صحيفة "الراية" عن رفضها لما تقدمه الإدارة الأمريكية لحلفائها بدعوى "الحرب على الإرهاب" كمبرر لتجسسها وانتهاكها للحياة الخاصة للأشخاص.. منبهة إلى أن التجسس على الحلفاء والأصدقاء "يقوض جدار الثقة ويهدمه". وأشارت إلى فضائح التجسس التي مارستها الاستخبارات الأمريكية على رؤساء دول وحكومات.. هدمت جدار الثقة بين الحلفاء، وأظهرت الجانب المظلم في العلاقات الدولية. وقالت الصحيفة: "إن فضيحة التجسس الأمريكية دفعت دبلوماسيين من ألمانيا والبرازيل إلى العمل على إعداد قرار في الأممالمتحدة لحماية الحريات الفردية من خلال توسيع التشريعات الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية التي أقرتها الأممالمتحدة بحيث تشمل الأنشطة على الإنترنت". ورأت "الراية" أن نجاح الأممالمتحدة في استصدار قانون ملزم للدول لحماية الحياة الخاصة للأفراد "يوجه رسالة إلى كل من يستغلون النظام للتجسس على الأفراد، أو للتدخل التعسفي وغير القانوني في حياة الفرد، أو حياة عائلته، أو منزله، أو بريده، أو المساس بكرامته، أو سمعته بأن التشريعات الدولية لن تسمح بمثل هذه الانتهاكات تحت طائلة اتخاذ إجراءات قانونية".