رحبت أوساط أردنية اليوم الاثنين بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس المؤقت عدلي منصور إلى عمان غدا الثلاثاء، والتي تأتي في إطار رد الجميل إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وإلى الشعب الأردني بكافة طوائفه لمواقفهم المؤيدة والداعمة للشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو. كما تأتي هذه الزيارة ضمن أول جولة خارجية يقوم بها الرئيس منصور منذ توليه مهام منصبه في يوليو الماضي والتي تشمل أيضا السعودية، ومن المقرر أن تناقش القمة المصرية الأردنية سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات بما في ذلك أوضاع أبناء الجالية المصرية، فضلا عن مناقشة مجموعة من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وفي إطار الزيارة..يقول سمير الحياري رئيس تحرير صحيفة (الرأي) الأردنية إن "كل الأردنيين يرحبون بهذه الزيارة التي تعد خطوة على طريق تمتين العلاقات وتأكيدا لما قاله الرئيس منصور وهو أن مصر بدأت تعيد حساباتها وتشكل علاقاتها مع دول المنطقة. ويضيف الحياري أن "هذه الزيارة تعد بمثابة تعبير صادق ودقيق عن حرص مصر الأكبر على العلاقة الأخوية التي تربطها مع الأردن، خاصة وأن العاهل الأردني كان أول زعيم عربي ودولي يزور القاهرة بعد ثورة 30 يونيو". وأكد على أن موقف الأردن يعد الموقف العربي الأكثر وضوحا في المنطقة خاصة بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، منوها بأن زيارة العاهل الأردني جاءت أيضا للتأكيد على شرعية الثورة ودور الجيش المصري المشرف والمفصلي في إعادة مصر لحاضنتها العربية ولساحتها القديمة التي عرفت عنها على مدار العقود الماضية. وعلى الصعيد ذاته..يقول فيصل الشبول مدير تحرير وكالة الأنباء الرسمية الأردنية (بترا) إن "مصر بالنسبة لنا هي الدور الاستراتيجي والريادي في العالم العربي واستقرارها هو مصلحة للأردن ولكل الدول العربية". وأضاف الشبول أن "موقف الأردن من مصر هو تاريخي وهناك أولوية للعلاقات بين البلدين"، مذكرا بأنه بعد التطورات الأخيرة كان الأردن هو السباق لدعم ومساندة مصر لأنها لم تكن لنا في دور ثانوي ولن تكون. ونوه بأن الأردن كان دوما بجانب مصر حتي في ثمانينات القرن الماضي، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس منصور لكل من السعودية والأردن لها معنى كبير جدا وتعتبر زيارة تاريخية وجزء من العلاقاة الاستراتيجية بالأفعال وليس بالأقوال. وفي نفس الإطار، قال مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الأب نبيل حداد إن "مصر هي الشقيقة الكبرى للأمة العربية..فهي النيل والأزهر وكرسي مرقص .. وإننا من عمان نجدد الحب لها ولأهلها .. فهي الجديدة بعهدها الجديد ممثلة في الرئيس المصري". وأضاف أن "مصر ممثلة في شخص الرئيس منصور ستكون حاضرة معنا .. فالرئيس الآتي إلينا ليس ضيفا وإنما جهود صاحب بيت.. لذلك فإننا نرحب بهذه القمة المصرية الأردنية التي تأتي في هذه المرحلة المهمة التي تعيشها المنطقة وتتطلب تضافر الجهود للعمل معا من أجل شعوب المنطقة". وتابع أننا "كنا مع رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردني الدكتور عبدالله النسور عندما كان يشارك في احتفالات مصر بذكرى أكتوبر التي جاءت بعد عبور جديد ومتجدد حققته الملايين في 30 يونيو الماضي عندما عبرت عن إرادة جديدة وتجاوزت حاجزا لتفتح آفاقا جديدة ..مصر كانت وستبقى للأردن العزيزة". وعلى الرغم من معاناتها بسبب تداعيات الأزمة السورية، لم تنس المملكة الأردنية الهاشمية أن تشارك مصر في احتفالاتها بالذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة وذلك لتوصيل رسالة مفاداها بأن الأردن ملكا وحكومة وشعبا يقف بجانب مصر وشعبها في أفراحهم وأتراحهم. وأكد النسور خلال زيارته للقاهرة على أن مصر حفظت الإسلام والعلوم والثقافة..قائلا "ونحن في المشرق والمغرب العربي ممتنون لكل ما قدمته مصر للدول العربية وبخاصة التعليم والتعليم العالي، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها وأن يوحد قلوب أبنائها .. مشددا على أن سلامة مصر هي سلامة للأمة جمعاء". كما جاءت الزيارة التاريخية التي قام بها العاهل الأردني لمصر في 20 يوليو الماضي عقب ثورة 30 يونيو كأول زعيم عربي ودولي يزور القاهرة، للتأكيد على أهمية مصر وفضلها على الأمة العربية..وأيضا لدعم الخيارات الوطنية للشعب المصري ومساندتها لتجاوز الظروف التي تشهدها وصولا لترسيخ أمنها واستقرارها. وردا للفضل لها ولشعبها على ما قدماه للأمة العربية .. أوعز العاهل الأردني الشهر الماضي بتجهيز مستشفى عسكري ميداني (مصر/1) يضم كافة الاختصاصات الطبية لإرساله إلى مصر للمساهمة في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية للمواطنين المصريين، وتخفيف العبء عن القطاع الطبي المصري. ويستقبل المستشفى العسكري الأردني يوميا حوالي 500 حالة .. ويتألف من طواقم طبية وتمريضية وفنية وإدارية يصل قوامها إلى 121 ما بين طبيب وممرض وفني وإداري بينهم 24 طبيبا من مختلف التخصصات الطبية ويتسع لعدد 20 سريرا. وتؤشر الزيارات المتبادلة بين الجانبين إلى أن العلاقات بين مصر والأردن بدأت تعود إلى سابق عهدها من القوة والمتانة، وأن كلا البلدين لديهما رغبة حقيقية فى تفعيل العلاقات الثنائية بما يرقى لتطلعات الشعبين. يذكر أن حجم التبادل التجاري بين مصر والأردن يبلغ حاليا نحو 950 مليون دولار، 90 % منها صادرات مصرية أغلبها مواد طاقة..كما أن هناك نحو 1278 مشروعا استثماريا مشتركا في مصر بقيمة 3 مليارات دولار منها مساهمات أردنية بنحو 500 مليون دولار.