أصدر مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية الإصدار الخامس عشر ضمن سلسلة "دراسات فى الخطوط"، بعنوان "شواهد القبور الأيوبية والمملوكية فى مصر". وتأتى أهمية هذا الكتاب لكونه دراسة علمية تنشر لمجموعة من شواهد القبور الإسلامية التى ترجع إلى العصرين الأيوبى والمملوكى فى مصر يتم نشرها نشرًا علميًا لأول مرة، حيث تميزت مصر عبر عصورها الإسلامية المختلفة بكثرة ما عثر فيها من شواهد قبور إسلامية وجدت فى أرجائها المختلفة. ويهتم مركز الخطوط بنشر مجموعات متنوعة من شواهد القبور والدراسات المتنوعة عنها، حيث تُعد النقوش الكتابية الشاهدية القديمة من المصادر التاريخية المهمة التى تنقل لنا صورة موثقة للحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات القديمة، وهذه الأوعية التاريخية تعوض النقص وتسد الفراغ فى المصادر التاريخية فى هذا المجال، وتمتاز بصحة تواريخها والأعلام التى تذكر بها، وتفيد فى مراقبة أقوال المؤرخين وإثبات صحتها. وتعد شواهد القبور أحد هذه الأوعية التاريخية التى تحمل جانبًا معينًا يتعلق بتاريخ بعض الشخصيات ومكانتها ونسبها وفضائلها، تلك التى حرص من عاصروهم على تسجيلها على شواهد قبورهم بعد موتهم، وتعكس هذه الشواهد، وما عليها من كتابات، مظاهر اجتماعية ودينية ولغوية من مختلف العصور التى كتبت فيها. وتأتى الاستفادة من تلك المجموعة فى إظهار جوانب مهمة فى مصر خلال الفترة الأيوبية والمملوكية، ويستفيد منها الباحث فى الجوانب التاريخية أو معرفة التراجم والخطوط أو إيضاح جوانب تاريخية مغلقة تفتح آمالاً مهمة لدارس التاريخ، حيث عرض بالكتاب آراء بعض المؤرخين وأصحاب كتب الزيارات، وعلماء المسلمين والفقهاء فى شواهد القبور والكتابة عليها، وعرض الكتاب أيضًا لبعض صناع شواهد القبور الإسلامية فى العصرين الأيوبى والمملوكى.