سلط عدد من كبار الصحف المصرية الصادرة، اليوم الأربعاء، الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي. ففي مقاله صندوق الأفكار بصحيفة (الأهرام)، وتحت عنوان (تمثيلية عبثية)، قال الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الصحيفة، إن ما يحدث بين أمريكا من جانب، وإسرائيل من جانب آخر، بخصوص الأوضاع في غزة عموما، وكارثة رفح خصوصا- تمثيلية عبثية سوداء، لأن أمريكا هي «حامي حمى» إسرائيل، وإسرائيل نجحت في توريط الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل مباشر في هذه الحرب القذرة. ولفت إلى أن مشكلة رفح الفلسطينية أنها تحتضن ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني الآن؛ بعد أن نزحوا إليها من مناطق غزة المختلفة بتعليمات من الجيش الإسرائيلي، وأن الكارثة «الكبرى» في أن رفح ستتحول إلى أنهار من الدماء، لأنها أصبحت منطقة مخيمات للاجئين، واقتحامها يعني أن تتحول المخيمات إلى بِرَك من الدماء، والأشلاء. وأشار الكاتب إلى أن الإدارة الأمريكية (كالعادة) تقول الشئ وعكسه، وبعد أن كانت ترفض اقتحام رفح بدأت تُغير كلماتها إلى ضرورة تقليل الخسائر، وهو ما يعني أن أمريكا أعطت «الضوء الأخضر» للجيش الإسرائيلي لاقتحام رفح.. سكان رفح لا يجدون مكانا آخر للتوجه إليه، فهم قد هربوا إليها ظنا منهم أنها مكان آمن، لكنهم الآن لا يعرفون إلى أين يتجهون، خاصة بعد تدمير منازلهم، واستحالة عودتهم إلى تلك المناطق التي كانوا يعيشون فيها. وشدد الكاتب على أن إسرائيل تضرب بكل التحذيرات الأممية عُرض الحائط، وتسير في طريقها لاقتحام رفح، رغم المخاطر الإقليمية التي تهدد بتوسيع نطاق الحرب.. منوها إلى أن وقف الحرب في غزة لا يحتاج سوى استصدار قرار «ملزم» من مجلس الأمن، وأمريكا تستطيع أن تفعل ذلك اليوم قبل الغد، لو أرادت، بتعطيلها استخدام حق النقض (الفيتو)، أو الامتناع عن التصويت. وطالب الكاتب بجلسة «عاجلة» لمجلس الأمن قبل أن تنفجر «شلالات» الدماء في رفح، ووقف العدوان الإسرائيلي «الغاشم» الذي دخل شهره الخامس. ولفت الكاتب إلى أن جوزيف بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، دعا إلى وقف تسليح إسرائيل، وهي أول مرة يخرج فيها صوت مسئول أوروبي يطالب بإعادة النظر في تسليح إسرائيل، وهو كلام منطقي جدا، لأن من يقدم السلاح لإسرائيل هو الذي يساعدها في قتل كل هذه الأعداد من البشر.. للأسف الشديد لاتزال الأصوات العاقلة مثل بوريل، وبعض المسئولين الأوروبيين الآخرين، أصواتا فردية غير مؤثرة، وسرعان ما تتراجع هذه الأصوات تحت ضغوط «اللوبي» الصهيوني وسط عجز عربي شامل أظهرته أزمة غزة الأخيرة. وفي مقاله بدون تردد بصحيفة (الأخبار) وتحت عنوان (أمريكا وإسرائيل.. ورفح)، قال الكاتب الصحفي محمد بركات إنه "في تحدٍ فاضح وفج لكل القوانين الدولية والإنسانية، مازالت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والإرهابية مصرة على الاستمرار في عدوانها الوحشي واللاإنساني على غزة، ومواصلة حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب الفلسطيني لليوم الثلاثين بعد المائة". وأضاف الكاتب أنه لاتزال الحكومة الإسرائيلية ماضية في الاستعداد للقيام باكتساح بري وجوي وبحري لمدينة رفح، على الرغم من كل التحذيرات الإقليمية والدولية من الخطورة البالغة التي ستنجم عن ذلك، والتداعيات الخطرة الناتجة عن تلك العملية العسكرية والإرهابية المرفوضة. ولفت الكاتب إلى أن الواقع القائم أمامنا وأمام كل العالم الآن يؤكد أن ما تقوله الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن عدم دعمها أو موافقتها على قيام إسرائيل باجتياح رفح، وما سينتج عنه من مذابح وجرائم بشعة، هو مجرد أقوال فقط لا تعبر عن أفعال عملية لوقف المذابح وإيقاف الحرب. وأشار إلى أنه على عكس هذه الأقوال بات واضحا في ظل عدم التحرك الأمريكي الجاد والفاعل لوقف الحرب وتوقف المذابح، وجود موافقة أو على الأقل عدم معارضة أمريكية، لكل ما تقوم به إسرائيل من مذابح وقتل وتدمير، وإن ما تقوله عن خلافات مع إسرائيل حول ذلك هو خداع، وهو مجرد ذر للرماد في العيون. وقال الكاتب إن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي هي في واقعها وحقيقتها الداعم الرئيسي لإسرائيل، تدرك باليقين أن استخدامها لحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها كمبرر لاستمرار الحرب والقتل والدمار، هو استخدام لذريعة كاذبة وحجة مغلوطة في هذه الحالة بالذات. واختتم مقاله بأن "في هذا تدرك أمريكا عدم صحة وعدم قانونية الاستناد إلى هذا الادعاء، لأن الحقيقة والواقع يؤكد أن إسرائيل هي المعتدية على الفلسطينيين وأنها هي التي تحتل الأراضي الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني في الحقيقة والواقع وطبقا للقانون الدولي، هو الذي لديه الحق في الدفاع عن نفسه ضد المحتل". وفي مقاله /من آن لآخر/ بصحيفة (الجمهورية)، وتحت عنوان (عاصمة الحل والقرار)، أكد الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة أن مصر تسابق الزمن من أجل الوصول إلى تهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومنع العدوان الإسرائيلي، والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، تتواصل مع زعماء العالم، وتستقبل قادته وتحتضن جهود الوساطة والتفاوض، من أجل نزع فتيل اشتعال المنطقة وتفاقم الكارثة الإنسانية في ظل قرار إسرائيل بشن عملية وهجوم بري عسكري على رفح الفلسطينية. وأشار الكاتب في هذا الإطار إلى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لرئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، ورئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، وإنقاذ المنطقة من مصير مظلم. وشدد الكاتب على أن مصر جاهزة لكل السيناريوهات وستتعامل مع جميع المواقف، وتتصدى لكل محاولات فرض واقع لا ترضاه، ولن تستجيب لأي ضغوط تمارس عليها مباشرة أو غير مباشرة.