ذكرت صحيفة (الأهرام) أن القصف الإسرائيلي على محافظة رفح الفلسطينية يُشَكِّل تطورًا وتصعيدًا خطيرًا وغير مبرر، حيث يقطن أكثر من 1,4 مليون فلسطيني نزح أغلبهم من مناطق قطاع غزة المختلفة ويعيشون في منطقة لا تتجاوز مساحتها 60 كيلو مترًا مربعًا. وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ بعنوان "تداعيات خطيرة للهجوم الإسرائيلي على رفح"- أن هذا يعني أن أي هجوم بري إسرائيلي سيوقع عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين وينذر بكارثة إنسانية كبرى في ظل الظروف القاسية والصعبة التي يعيشها هؤلاء، ولهذا كان الرد المصري حاسمًا واضحًا في رفض هذا الهجوم الإسرائيلي والتحذير من عواقبه الوخيمة، ومطالبة إسرائيل باحترام التزاماتها تجاه القانون الدولي الإنساني، والعمل على تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية في اتخاذ كل الإجراءات التي تمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية، كما أن إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مدينة رفح أو إعادة احتلال ممر صلاح الدين يعرض معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية للخطر والتي تفرض التزامات قانونية وأمنية على الجانبين يجب احترامها والالتزام بها من الجانب الإسرائيلي. وأكدت الصحيفة أنه لا شك في أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها اقتحام رفح بريًا يؤكد المخطط الخبيث الذي تسعى إليه هذه الحكومة واليمين المتطرف بها، وهو التهجير القسري للفلسطينيين، وإفراغ قطاع غزة من سكانه من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر أيضًا غير مقبول، حيث اعتبرت مصر أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر ولن تسمح به، ولذلك فإن ما تقوم به إسرائيل هو بمثابة اللعب بالنار، وستكون له تداعيات خطيرة ليس فقط على الفلسطينيين أو على العلاقات المصرية الإسرائيلية، وإنما أيضًا قد يفجر الصراع في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن استمرار حكومة الحرب الإسرائيلية في تحدي المجتمع الدولي وعدم الاهتمام بالرفض الدولي المتزايد والتحذير من وقوع مجازر جماعية ضد الفلسطينيين في رفح، يؤكد أنها تسعى لاستمرار العدوان على قطاع غزة لاعتبارات سياسية داخلية، كما أنه يقوض أي فرص نحو الوصول إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وأكدت (الأهرام) أن مصر تبذل قصارى جهودها بالتنسيق مع الشركاء في قطر وأمريكا من أجل العمل على الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الفوري والعمل على تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، والوقوف ضد مخططات إسرائيل في تهجير الفلسطينيين قسرًا وتصفية القضية الفلسطينية، ولذلك من المهم أن تدرك الحكومة الإسرائيلية العواقب الوخيمة المترتبة على خطتها باقتحام رفح.