"العالم يحترق" .. نعم هذا هو الواقع الذي تشهده دول العالم من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وانتشار حرائق في الكثير من غابات العالم، وخلال الأسبوع الحالي، سجلت درجات الحرارة في العديد من المدن حول العالم أرقام قياسية، فاقت ال50 درجة، وبالطبع كانت نتيجة هذا الوضع البيئي الكارثي، أن جفت المياة السطحية في تلك المناطق، وأصبحت الدول تعاني من شحة المياة، وانتشار الجفاف، وتوسح سرطان التصحر التي يضرب تلك البلاد. أرقام قياسية جديدة شمال غرب المحيط الهادئ
ووفق ما نشرته صحيفة npr الأمريكية، فقد أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات وإرشادات لموجة حر غطت شمال غرب المحيط الهادئ هذا الأسبوع، حيث يتم إصدار العديد من التحذيرات والإرشادات المتعلقة بالحرارة لموجة حر خطيرة تغطي شمال غرب المحيط الهادئ إلى جبال روكي الشمالية هذا الأسبوع، وحثت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) الناس في أجزاء من واشنطن وأيداهو وأوريجون ومونتانا وشمال كاليفورنيا على الاستعداد لدرجات حرارة خطيرة مكونة من ثلاثة أرقام هذا الأسبوع، مع القليل من التأجيل بسبب درجات الحرارة القياسية خلال الليل حتى يوم الخميس.
وتقول تنبؤات NWS قصيرة المدى: "إن درجات الحرارة هذه جنبًا إلى جنب مع مدة الحرارة ، التي من المتوقع أن تستمر خلال هذا الأسبوع، وستشكل بشكل متزايد مخاطر صحية متزايدة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم تكييف هواء مناسب، والخطر الأكبر هو بالنسبة للمقيمين في الوديان الداخلية في غرب ولاية أوريغون والارتفاعات المنخفضة، والتي يمكن أن تشهد واحدة من أكثر فترات الامتداد حرارة لمدة أربعة أيام المسجلة، ومن المتوقع أن يصل يوم الثلاثاء إلى 105 في وسط كاليفورنيا و 106 في أيداهو و 107 في ولاية أوريغون و 108 في واشنطن ، ووفقًا ل NWS ستستمر درجات الحرارة هذه في جميع أنحاء المنطقة حتى تنخفض إلى أقل من ثلاثة أرقام يوم الجمعة.
خطر انتشار الحرائق بالغابات .. وانتشار الوفيات
كما تثير درجات الحرارة المرتفعة الخوف من حرائق الغابات، حيث تتوقع أجزاء من ولاية مونتانا أيضًا درجات حرارة ثلاثية، ورياح شديدة ، ورطوبة منخفضة ، وهذا هو السبب الذي دفع NWS لأصدرت تحذيرات بشأن مراقبة طقس الحرائق . تخلق هذه العوامل الظروف المناسبة لحرائق الغابات ، والتي قد يكون من الصعب احتواؤها، وتقول NWSإن الحرارة الشديدة كانت القاتل الرئيسي المرتبط بالطقس في الولاياتالمتحدة العام الماضي ، مما أسفر عن مقتل 148 شخصًا، من بينهم 33 طفلاً لقوا حتفهم في سيارات ساخنة، ويمكن أن تحدث الحوادث المرتبطة بالحرارة بسرعة ويمكن أن تؤثر على الجميع. والأطفال الصغار وكبار السن والأفراد الذين يعانون من حالات طبية أساسية معرضون للخطر بشكل خاص، ويجب عليهم اتخاذ احتياطات أكبر أثناء أحداث الحرارة الشديدة، وكذلك تقول الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إنه من المتوقع الآن أن يكون موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي "أعلى من المعدل الطبيعي" هذا العام. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد ذكرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أمس الاثنين أن الشهر الماضي كان الأكثر سخونة على كوكب الأرض منذ 174 عامًا ، وأن سطح البحر العالمي سجل رقماً قياسياً للشهر الرابع على التوالي، وتقول المراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إنه "من المؤكد تقريبًا" أن عام 2023 سيكون أحد الأعوام الخمسة الأكثر سخونة على الإطلاق ، وهناك احتمال بنسبة 50٪ أن يكون الأكثر سخونة على الإطلاق.
وعلى الجهة الأخرى من الأرض، فقد شهد العراق موجة حر الأحد والاثنين، وصلت فيها درجات الحرارة إلى 50 مئوية في العاصمة بغداد؛ وما زاد من صعوبة الحياة اليومية، لا سيما لمن يعملون في الخارج، وقال عامر الجابري، المتحدث باسم دائرة الأنواء الجوية العراقية، لفرانس برس، أمس الاثنين، إن درجات الحرارة بلغت في العاصمة بغداد خمسين درجة مئوية الأحد، متوقعا أن يكون ذلك بداية موجة حرارة داخل البلاد، أما أعلى درجات الحرارة الاثنين فمن المتوقع أن تسجل "51 في مناطق السماوة والناصرية والديوانية والنجف" في جنوب البلاد، وفق المسؤول.
وألقى ذلك بثقله على حركة السكان؛ فيما قلصت بعض المحافظاتالعراقية لا سيما في الجنوب، مثل ذي قار، الدوام الرسمي للموظفين، وتوقع المسؤول أن الحرارة ستبقى مرتفعة في العراق حتى نهاية شهر سبتمر، وفي هذا البلد الغني بالنفط، يعاني قطاع الكهرباء من التهالك، ولا يوفر سوى ساعات قليلة من التيار خلال اليوم، لذلك يلجأ البعض إلى المولدات الكهربائية؛ لكن ذلك يكلف نحو 100 دولار في الشهر لكل أسرة، وقد لا يكون متوفرا للجميع، وأكثر المتضررين من الحرارة هم العمال المجبرون على العمل في الخارج تحت الشمس الحارقة، ويعد العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغير المناخي وفق الأممالمتحدة، وهو يواجه الجفاف للعام الرابع على التوالي.
درجات الحرارة والحرائق يفتكان بالمياه السطحية بالمغرب
وهنا في بلاد المغرب كارثة درجات الحرارة المرتفعة متفاقمة، وبعيدا عن حرائق الغابات بمناطق مغربية مختلفة في ظل توالي موجات الحرارة المفرطة، تتجه الأنظار نحو أضرار أخرى ليست أقل خطورة تتكبدها المملكة المغربية بسبب التغيرات المناخية، إذ تجعل الحرارة المخزون المائي السطحي المتراجع أصلا عرضة للتبخر بوتيرة أسرع تنذر بتفاقم أزمة الماء في البلاد، وفي هذه الأجواء يرتفع معدل سخونة الأرض الذي يجعل نسبة مهمة من المياه المجمعة في السدود في مهب الريح، وهو الأمر الذي كان قد لفت الانتباه إليه وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة، إلى جانب ظاهرة التوحل.
وبحسب ما نشرته صحيفة هسبريس المغربية، يقول عبد الرحيم كسيري، المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إنه يعتبر ظاهرتي "تغير المناخ" و"إل نينيو"، "مؤشر على أن الحرارة ستستمر 18 شهرا وستبلغ أرقاما قياسية"، مؤكدا أن هذه الحرارة سيكون لها تأثير على "جميع مكونات الحياة والأوساط التي تحتوي على الماء"، وأضاف: "الظاهرة القوية التي تثيرها الحرارة المرتفعة هي "تبخر المياه"، وبذلك تكون المياه السطحية عرضة لأكبر نسبة من التبخر، وأننا أمام قياسات جديدة لنسبة التبخر، لأن القياسات الموجودة تحتاج إلى التحيين، فنسبة التبخر تهم كميات ضخمة من المياه السطحية، لأننا نرى كيف تجف البحيرات وعدد من مناطق السدود".
