تواجه الصين ردا فعليا دوليًا عنيفًا بعد أن هاجمت إحدى سفن خفر السواحل التابعة لها قاربًا فلبينيًا بمدفع مياه في بحر الصين الجنوبي، وهي حادثة يقول محللون إنها تصعد الموقف المتوتر بالفعل. وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أظهر مقطع فيديو متداول، سفينة كبيرة تابعة لخفر السواحل الصيني وهي ترش قاربًا فلبينيًا أصغر منها، حيث كان يحاول توصيل الإمدادات إلى حامية من مشاة البحرية الفلبينية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وكشفت صور نشرها خفر السواحل الفلبيني، أن السفينة الصينية تتحرك بشكل خطير بالقرب من سفن خفر السواحل الفلبينية أثناء مرافقتها لقوارب إعادة الإمداد. وأدان خفر السواحل الفلبيني بشدة مناورات الصين الخطيرة والاستخدام غير القانوني لمضخات المياه ضد سفن مانيلا. واستدعت الفلبين، اليوم الاثنين، سفير الصين، لنقل احتجاج دبلوماسي رسمي على استخدام خفر السواحل الصيني لخراطيم ومضخات المياه ضد قارب إمداد فلبيني في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قال أحد كبار المسؤولين الفلبينيين الذين تعاملوا مع الحادث إن وزارة الشؤون الخارجية في مانيلا استدعت السفير الصيني هوانج شيليان صباح اليوم الاثنين لنقل احتجاج دبلوماسي شديد اللهجة. وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الاحتجاج سيؤكد كيف أن تصرفات حرس الخفر الصينية انتهكت اللوائح الدولية التي تهدف إلى تجنب الاصطدامات في البحر واتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار لعام 1982. من جانبها، أدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية، الحليف الرئيسي لمانيلا، التصرفات الصينية وأكدت أنها ستفي بالتزاماتها بموجب معاهدة الدفاع المشترك مع الفلبين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان صادر عنه إن واشنطن ستلجأ إلى التزامات الدفاع المتبادل الأمريكية بموجب المادة الرابعة من معاهدة الدفاع المتبادل بين الفلبينوالولاياتالمتحدة لعام 1951، بعد الهجوم المسلح على السفن والطائرات والقوات المسلحة الفلبينية. كما استنكر الأمر عدد من حلفاء الولاياتالمتحدة، فوصفت أستراليا واليابان وألمانيا تصرفات الصين بأنها "خطيرة" و "مزعزعة للاستقرار". وقالت السفارة الكندية في مانيلا إن أوتاوا "تدين بشدة الأعمال الخطيرة والاستفزازية التي يقوم بها خفر السواحل الصيني". نزاع طويل الأمد ولطالما كان بحر الصين الجنوبي مصدر توتر بين مانيلا وبكين، وتدعي الصين بأن لها "سيادة" على كل ما يقرب من 1.3 مليون ميل مربع بحر الصين الجنوبي، وكذلك معظم الجزر داخلها، حتى تلك التي تبعد مئات الأميال عن البر الرئيسي الصيني. ويشمل ذلك جزر سبراتلي، التي تسميها بكين جزر نانشا، وهي أرخبيل يتكون من 100 جزيرة صغيرة وشعاب مرجانية تطالب بها الفلبين وماليزيا وبروناي وتايوان كليًا أو جزئيًا. وقال متحدث باسم خفر السواحل الصيني إن سيادة بلاده "ليست محل شك" على جزر سبراتلي والمياه المحاذية لها بما يشمل المنطقة التي كان فيها القارب الفلبيني. وأضاف على حساب خفر السواحل على ويتشات: "نحث الجانب الفلبيني على وقف أنشطته المتعدية فورا في تلك المياه". ووصف محللون وسياسيون فلبينيون الحادث بأنه خطوة تصعيدية من سلسلة المواجهات الصينيةالفلبينية هذا العام، بما في ذلك سفينة صينية اعترضت بالليزر سفينة فلبينية في فبراير، ثم سلسلة من المواجهات القريبة التي أطلق عليها المحلل كولين كوه "الاصطدامات القريبة". وقال كوه الباحث في مدرسة "إس راجاراتنام للدراسات الدولية" في سنغافورة: "من الواضح أن الحادثة الأخيرة تمثل تصعيدًا". فيما ذكر السيناتور الفلبيني آلان بيتر كايتانو: "أعتقد حقًا أننا ندخل فترة دبلوماسية حافة الهاوية". وقال: "إذا حدث خطأ ما، فإنه يمكن أن يتسبب بالفعل في عدم الاستقرار في المنطقة". لكن الصين لا تظهر أي علامة على التراجع عن مزاعمها. وقال جان يو المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، وفقًا للبيان الذي نُشر على موقعه على الإنترنت، "اقتحمت سفينتا إمداد فلبينيتان وقاربان لخفر السواحل بشكل غير قانوني المياه المتاخمة لريناي ريف في جزر نانشا الصينية". وأعاد جان التأكيد على مطالبات الصين الإقليمية بالجزر وبحر الصين الجنوبي وتعهد بمواصلة نشاط إنفاذ القانون داخل المنطقة. كما أعلن خفر السواحل الصيني، اليوم الاثنين، أنه حث الفلبين على سحب سفينتها الحربية المتمركزة في منطقة الشعاب المرجانية "سيكند توماس شول" Second Thomas Shoal في جزر "سبراتلي" المتنازع عليها.
