رفضت جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين، دعوة حركات سياسية في مصر لمقاطعة المنتجات التركية على خلفية انتقاد أنقرة لإطاحة الجيش بنظام الرئيس محمد مرسي الذي وصل إلى سدة الحكم قبل نحو عام عبر انتخابات رئاسية. وقال زكي اكنجي، رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين: "يجب فصل الاقتصاد عن السياسية، والعلاقات التركية المصرية هى علاقات شعوب وليست حكومات، وموجودة من قبل ثورة 25 يناير 2011، وهى علاقات تاريخية وإسلامية واقتصادية، وليست علاقات سياسية فقط". وكانت الجمعية "الوطنية للتغيير" وجمعية "مواطنون ضد الغلاء" وقوى شبابية دعت لبدء حملات شعبية لمطالبة المصريين والعرب بمقاطعة المنتجات والسياحة والمسلسلات التركية، في أول دعوة من نوعها، ردا على تصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الرافضة لإطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف اكنجي، في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول للأنباء، أنه "بعد ثورة يناير، ترك أغلب المستثمرين الأجانب مصر، بينما بقى المستثمرون الأتراك وأسرهم الذين يبلغ عددهم 3.5 ألف تركي يعملون ويقومون بتشغيل مصانعهم التي يعمل بها أكثر من 50 ألف مصري، فلمصلحة من مقاطعة منتجات هذه المصانع التي يعمل بها كل هذا العدد من المصريين". ووصل حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا إلى 5.027 مليار دولار في عام 2012، منها واردات تركية لمصر بنحو 3.46 مليار دولار، بينما وصلت صادرات مصرية لتركيا بنحو 1.567 مليار دولار، وفقا لرئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين. ووصلت الاستثمارات التركية إلى 1.5 مليار دولار في مصر، وتستهدف تركيا زيادتها إلى 5 مليارات دولار خلال 5 سنوات، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار، وفقا لتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وأوضح اكنجي أن " ربط السياسية بالاقتصاد، ليس منطقيا ولا يتم في كثير من الأحيان، فإنني أدير شركة توزع أدوية تنتجها الدول الأوروبية، ومنها دول لا أرضى عن سياساتها، فهل أتوقف عن توزيع أدويتها، هذا غير مقبول وغير منطقي". وزكي اكنجي هو عضو مجلس إدارة الشركة "المتحدة للصيادلة" التي يشارك فيها الأتراك بنسبة 50% وتعتبر أكبر موزع أدوية في مصر ورأسمالها 500 مليون دولار ويعمل بها 5200 مصري وهى شركة تابعة لشركة هدف اليانس HEDEF ALLIANCE أكبر موزع للأدوية في تركيا. وقال رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين، إنه يتوقع "عدم استجابة الشعب المصري لهذه الدعوات، لأنه يفضل المنتجات التركية على غيرها من منتجات الدول الأخرى، لجودتها وانخفاض أسعارها".
