تواصل الطريقة الرفاعية وشيخها طارق الرفاعي، اليوم الخميس، احتفالاتها بذكرى مولد الإمام أحمد الرفاعي بإقامة «جمع الجموع»، كتقليد سنوي، حيث تختتم الاحتفالات بحضرة للرفاعية في ضيافة الطريقة الضيفية الخلوتية وشيخها الدكتور محمود أبو علي بمقام الشيخ إسماعيل ضيف مساء اليوم . جمع الجموع الرفاعي وشهد احتفال الطريقة الرفاعية الذي انطلق الجمعة الماضية إقامة احتفالات وحضرات داخل مسجده بحضور الشيخ طارق الرفاعي ونائبه محمود الرفاعي ونقيب الأشراف محمود الشريف ولفيف من العلماء ومشايخ الطرق الصوفية. جمع الجموع هو طقس صوفى من الطقوس القديمة الصوفية حيث يكون هذا جمع من أبناء وشيخ الطريقة صاحبة الاحتفال وبحضور مشايخ طرق أخرى مشاركة فى الاحتفال . ولكن في مولد الرفاعي دون غيره من الاحتفالات التي يقام بها هذا الطقس الصوفى يكون شيخ الطريقة وأبناء طريقة فقط في هذا الجمع، ويقوم أحد الأشخاص بقراءة ما تيسر من آيات القرآن الكريم ثم يقوم شخص ويطلق عليه نقيب الشورى بذكر مناقب الشيخ أحمد الرفاعي ويقوم الشيخ بتهنئة أبناء الطريقة بالمولد والدعاء أن يجمعهم الله في هذا الجمع العام القادم. أبو العلمين.. الإمام أحمد الرفاعي في سطور ويعد الإمام أحمد بن علي الحسيني الرفاعي، فقيه شافعي أشعري وصوفي عراقي من علماء القرن السادس الهجري، وأحد أقطاب الصوفية، وإليه تنتسب الطريقة الرفاعية، ويلقب ب«أبو العلمين»، و«شيخ الطرائق»، و«الشيخ الكبير»، و«أستاذ الجماعة». كان فقيهاً محدّثاً مُفسّرا وكان أعلم أهل زمانه، وكان يُضرب به المثل في التواضع والانكسار ولين الجانب ورحمة الناس وشفقته عليهم وقد وصفه الرافعي (محرر المذهب الشافعي) فقال: كان متمكناً في الدين سهلاً على المسلمين صعباً على الضالين هيّناً ليّناً بشّاً ليّن العريكة (أي سلسلاً)، وكان حسن الخلقِ كريم الخُلُق حلو المكالمة لطيف المعاشرة لا يملّه جليسه ولا ينصرف عن مجالسه الا لعبادة، حمولاً للأذى (بعض الناس في عصره كانوا يحسدونه ويكيدون له ومنهم من كان يفتري عليه)، وفيّاً إذا عاهد صبوراً على المكاره متواضعاً. ودأب الإمام الرفاعي كغيره من العلماء العاملين في تعليم الناس أمور دينهم وجَدَّ في الوعظ والإرشاد وعقد حلق العلم حتى كان نبراسا يستضيء به الناس فيما ينفعهم، وكان لا يفتر عن تعليم الناس هدي الرسول وأسرار القرآن العظيم. كما كان الإمام أحمد الرفاعي يأمر في مجلس وعظه بالتزام حدود الشرع، ويحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول: «هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم» وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله يحل بالعالم ويقول: «هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم، إياكم ومجالستهم» وكان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول: «اتبع ولا تبتدع، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة، وإن ابتدعت هلكت».
