في انعكاس للأزمة الاقتصادية العالمية على توفر أساسيات الحياة في مختلف دول العالم، ارتفعت أسعار مواد البقالة في الولاياتالمتحدة بشكل قياسي هذا العام، ويأتي البيض على رأس قائمة الأغذية التي تشهد أسعارها ارتفاعا كبيرا. ووفقا لبيانات مكتب إحصاءات العمل، فقد ارتفعت أسعار البيض بنسبة 49% حتى نوفمبر الماضي، ولم يتم تعديلها طبقا للتغيرات الموسمية، وجاء تفشي فيروس إنفلونزا الطيور القاتل الذي أدى إلى تقليل أعداد قطعان الدواجن، خاصة الديوك الرومية والدجاج البياض منذ بدايات هذا العام، كأحد أهم أسباب ارتفاع أسعارها، كما تفاقمت الأزمة بسبب ارتفاع تكاليف الأعلاف الحيوانية والطاقة أمام المنتجين، بالإضافة إلى تزايد الطلب في الأسواق. ونقل تقرير نشرته قناة "سي إن إن" الأمريكية اعتقاد خبراء أن ذروة الأزمة قد مرت، لكن من المتوقع أن يمر بعض الوقت قبل أن يلمس المستهلكون التحسن على أرض الواقع، وحتى يحين هذا الوقت سيضطرون إلى دفع المزيد من المال مقابل البيض. يذكر أن إنفلونزا الطيور مثلت مشكلة في الولاياتالمتحدة منذ عدة أشهر، لكن أسعار الجملة تصاعدت بشكل كبير خلال التسعة أسابيع الأخيرة حتى وصلت لمستويات قياسية، حيث وصلت الأسعار اليومية لذروتها منذ أسبوع عيد الشكر في نوفمبر الماضي، وفقا لما أعلنته كارين ريسبولي محررة أسعار البيض في بورصة "إرنر باري" لتحليل بيانات سوق المواد الغذائية. لم يدخل الحضانات.. حقيقة البيض المنتشر بالأسواق بسبب أزمة الدواجن قفزة في كرتونة البيض والفراخ ب45 جنيهًا.. مفاجأة في أسعار الدواجن اليوم وأوضحت ريسبولي يوم الجمعة الماضي، أن سعر البيض الكبير في الغرب الأوسط، وهو المعيار القياسي للبيض المباع في قشرته، بلغ 5.46 دولار لكل 12 بيضة، وكانت بيانات "إرنر باري" قد أظهرت أن سعره لم يكن يتجاوز 1.70 دولار في مثل هذه الفترة من العام. وأشارت ريسبولي إلى أن النقص الحاد في الإمدادات بسبب إنفلونزا الطيور يعد أحد أكبر أسباب ارتفاع الأسعار، فلا يكفي الإنتاج الحالي طلبات تجار التجزئة المتزايدة هذا العام، فقد تفشى الوباء في عموم الولاياتالمتحدة في فبراير الماضي واستمر طوال العام، وكان آخر تفش له في البلاد عام 2015، وقد تم احتواؤه بحلول يونيو من ذلك العام، حسبما أفاد براين إرنست الخبير الاقتصادي في البروتين الحيواني لدى "كو بنك" وهو بنك وطني يدعم القطاع الصناعي الأمريكي. ولفت إرنست إلى حدوث موجات كبيرة من هجرة الطيور في الولاياتالمتحدة خلال هذا العام، وتوقع أن تستمر هذه الموجات خلال العام المقبل، وأن تشهد الأسواق مزيدا من النقص في المعروض السلعي وتسعير أعلى بشكل مطرد. وأعلنت وزارة الزراعة الأمريكية نقلا عن جمعية تسويق البيض التي يمولها المزارعون نفوق أكثر من 60 مليون طائر بينهم 43 مليون دجاجة بياضة بسبب الوباء حتى الآن، ورغم ذلك تمكن المزارعون من تقليل الخسائر نسبيا، وقد أوضحت إميلي ميتز المديرة التنفيذية للجمعية أن المنتجين واجهوا الكثير من التحديات الصعبة هذا العام، وتمكن بعضهم من إعادة تسكين قطعان الطيور الخاصة بهم، وتقليل الآثار السلبية الناتجة عن انخفاض أعدادها وبالتالي نقص إمدادات البيض، وقد بلغ عدد الدجاجات البياضة أواخر ديسمبر الحالي قرابة 308 ملايين دجاجة، مسجلا انخفاض قدره 20 مليون دجاجة عن نفس الفترة من العام الماضي. وأوضحت ميتز أن قلة المعروض ليس السبب الوحيد لارتفاع أسعار البيض، بل يضاف إليه ارتفاع أسعار الأعلاف والوقود وتكاليف أخرى لعملية الإنتاج، والتزايد المعتاد للطلب على البيض في هذا الوقت من العام، حيث يقبل المستهلكون عادة على شرائه في فترة الأعياد لاستخدامه في الطهي والخبز وتناول الإفطار في المنزل، لذا ترتفع أسعار الجملة في الشتاء بسبب هذه العادات. ورغم هذا الارتفاع في الأسعار، لم تنخفض مبيعات متاجر التجزئة سوى بنسبة 2% فقط حتى الرابع من ديسمبر الحالي وفقا لبيانات شركة "آي آر آي" المتخصصة في أبحاث السوق، حيث يتقبل المستهلكون ارتفاع أسعار المواد الغذائية في مقابل تراجع ارتيادهم للمطاعم، كما تظل أسعار البيض في متناولهم مهما ارتفعت مقارنة بأسعار الأنواع الأخرى من البروتينات. ويتوقع الخبراء أن تنخفض الأسعار مع انتهاء العطلات وتراجع الطلب، وقد لفتت ريسبولي إلى ثبات الأسعار على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين، في أول استقرار لها ليومين متتاليين منذ أكتوبر الماضي، وأشارت إلى إبلاغ الموردين عن انخفاض الطلب خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الميلاد. وقال كيه ديفي رئيس مراكز الفكر في المعهد الجمهوري الدولي وشركة "آي أر أي" إن الأمر يحتاج ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن تنخفض الأسعار بشكل ملحوظ، كما يحتاج لفترة أطول حتى تنخفض إلى ما كانت عليه العام الماضي.