يستعد الشعب الفلبيني لاستقبال رمضان مثل غيره من الشعوب حيث يقبل على شراء الأطعمة بكميات كبيرة في اعتقادهم أن هذا الشهر هو شهر الأكل فينفقون كل ما جمعوه من أموال طوال العام على الأطعمة المختلفة والوجبات الخاصة. وفي آخر يوم من شهر شعبان عند غروب الشمس يذهبون إلى الأنهار ويغتسلون فيها تيمنًا بغفران الذنوب واستعدادًا للصوم واستقبال أول أيام شهر رمضان الكريم، كما تتسابق العائلات بين بعضها البعض، في عمل الخير وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين. يرتقب المسلمون دخول شهر رمضان من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية، فبمجرد أن تثبت رؤية الهلال ويعلن أول أيام الصوم يشترك الجميع رجالاً ونساء وأطفالاً في إقامة الابتهالات الدينية، كما يتجهون إلى المساجد لإنارتها وتزيينها وأداء صلاة التروايح والاعتكاف بها، حيث يعتبر شهر رمضان في الفلبين عطلة اختيارية للمسلمين وهذه عادة متوارثة منذ زمن طويل. في أول أيام رمضان تجد الأفراد يدقون على ما يسمى بالتابؤ وهو يشبه الدف الكبير إعلاناً بحلول هذا الشهر الكريم وبدء الصوم كما تجده بعض العائلات فرصة ليتجمع أفرادها فيسهرون معاً حتى موعد السحور وصلاة الفجر. يستضيف الأغنياء هناك الفقراء على موائدهم التي يعدونها خصيصاً لتناول طعام الإفطار، وينبع ذلك من حرصهم الشديد على تقديم المساعدات والخدمات الاجتماعية للمحتاجين. وما أن ينتهى الجميع من تناول طعام الإفطار ترى المسلمين متجهين مُسرِعين إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء والتراويح، وهي واجبة الأداء وتتكون من عشرين ركعةً، فتصلى بعض المساجد بجزء كامل، وغالبية المساجد تُصلى بقصار السور بشكل ثابت كل ليلة، حتى إنَّ بعض المساجد تُصلى بالركعات الأخيرة بسورة الإخلاص فقط، وفي النصف الثاني من رمضان يصلون بسورة القدر، أما الأطفال فتتجمع لللعب واللهو، فيرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف الجميلة، حاملين في أيديهم ما يشبه الفوانيس، يغنون أغانيهم الوطنية ويستقبلون بها المصلين عند المساجد، يتنقلون من مكان إلى مكان حتى ساعة متأخرة من الليل فيتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفي بهجةً وسعادة على هذا الشهر الكريم. تتوارث بعض القرى في الفلبين اعتقادات تتعلق بالصوم، حيث يعتقد البعض أن مبطلات الصوم مثل مبطلات الصلاة، ومن ثم فإنهم أثناء نهار رمضان لا يتبولون ولا يتغوطون ولا يخرجون ريحًا خوفاً من إبطال الصيام. وعن كيفية إخراج زكاة الفطر فهي تجمع من الأفراد وتُوزَّع في ليلة النصف من رمضان، حيث يتولى أئمة المساجد سواء في المدن أو القرى جمعها وتوزيعها بمعرفتهم على المستحقين من الفقراء والمحتاجين، ويعد ذلك من العادات التي توارثها أهالي هذه البلاد منذ نشر الإسلام وهي تتفق مع تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي. تتمتع مائدة الإفطار الفلبينية بسمات خاصة تميزها عن مثيلاتها في أي دولة أخرى فتتزين موائد الطعام في هذا الشهر بالأكلات المحلية الخاصة بهم وكذلك المشروبات المتنوعة حيث يبدأ الصائمون إفطارهم بتناول المشروبات والتي غالباً ما تتكون من الموز المضاف إليه السكر واللبن وجوز الهند.. ثم يقدم «الكاري كاري»، وهو إحدى الأكلات الفلبينية.. وتتكون من اللحم والبهارات، بينما يفضل البعض تناول «السي يوان سوان»، وهو أحد أطعمة الإفطار المفضلة لدى معظم الأفراد، وتتكون من السمك واللحم، كما يوجد هناك بعض الحلوى تسمى «الأيام»، وهي تشبه «القطائف» المصرية هذا إلى جانب عصير الليمون و «قمر الدين» حيث يتم تناولهما بعد الإفطار أو على السحور.