تمضي آية عبد الخالق يومها في مطبخ تكية نابلس الخيرية، شمال الضفة الغربية، لإعداد وجبات الطعام إلى جانب عدد من السيدات وعدد آخر من المتطوعين الشباب جعلوا هدفهم الأساسي إدخال الفرحة إلى قلوب الفقراء والمحتاجين في شهر رمضان المبارك. وتقول عبد الخالق: "أتطوع عدة أيام خلال شهر رمضان المبارك في التكية لطهي الطعام، وداخل المطبخ توزع المهام على سيدات محترفات بالطبخ، لإعداد الشوربة (الحساء) والأرز والدجاج، منذ ساعات الصباح للانتهاء منها قبيل موعد صلاة العصر". آية عبد الخالق تدرس العلوم الإنسانية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، يشاركها طلبة جامعيون ومتطوعون من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وتعد التكايا طوق نجاة لعائلات فقيرة، لا تستطيع توفير وجبة الإفطار في شهر رمضان المبارك. وتشرف لجنة زكاة نابلس التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية على التكية، بحسب المسئول عنها أحمد شرف. ويقول شرف لمراسل الأناضول: "الفكرة نابعة من حرص أهل الخير على مساعدة الفقراء في شهر رمضان المبارك". وأشار شرف إلى أن التكية تعد يوميًا ما يزيد عن 500 وجبة فطور، وتسعى إلى زيادتها إلى 800 وجبة توزع على عائلات فقيرة بناء على كشوف من وزارة الشئون الاجتماعية، وتعتمد على رجال أعمال وأغنياء وأهل الخير في تمويلها على مدار الشهر. وتعمل إدارة التكية على تقسيم مدينة نابلس إلى مناطق جغرافية، بحيث توزع وجبات عليها وفق برنامج وحسب عدد الوجبات المتوفرة. ويقوم فريق من المتطوعين بإيصال الوجبات إلى البيوت بشكل يومي قبيل موعد الإفطار. وفي مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، يتزاحم المئات يوميًا إلى تكية "سيدنا إبراهيم" الواقعة بالقرب من الحرم الإبراهيمي لاستلام وجبات الإفطار، حيث يطهو جواد النتشة وزملاؤه ما يزيد عن 3 آلاف وجبة إفطار، مستخدمين نحو طن من الدجاج و500 كيلوغرام من اللحم إلى جانب البقوليات، لافتا إلى أنه يعمل في التكية منذ 20 عاما. وتعد تكية إبراهيم من أهم ميزات المدينة ويعود تاريخها إلى مئات السنوات، وتشرف عليها وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية، التي أعلنت منذ بداية شهر رمضان انتهاء الاستعداد لتوزيع وجبات الإفطار على الفقراء المحتاجين طيلة شهر رمضان المبارك. وتعتمد تكية سيدنا إبراهيم على رجال الخير ورجال أعمال، وتعد الأقدم في الضفة الغربية إلى جانب تكية خاصكي سلطان في القدس، في حين تعد تكية نابلس الأحدث حيث تم تأسيسها العام الماضي 2012. ويعود تأسيس التكايا إلى الزمن العثماني في البلاد العربية، حيث أقام العثمانيون التكايا لتقديم الوجبات ومساعدة الفقراء والمعوزين وعابري السبيل.