بوجه أسمر بشوش وبضحكة تزينها الأسنان البيضاء، تقف الدكتورة جاسينتا هيجز، التي توافدت هي ومجموعة من طلابها من جزر البهاما، إلى مؤتمر المناخ cop27 المنعقد حاليا بشرم الشيخ، لعرض قضية جزرها التي تكاد تمحى من على الكوكب بسبب الفيضانات والأعاصير التي تضرب موطنها الساحلي نتيجة التغيرات المناخية المدمرة . الدكتورة "جاسينتا هيجز" وطلابها وتحملت "جاسينتا هيجز" الدكتورة الجامعة التي تناهز ال55 عام، تكلفت سفرها لتناشد قادة العالم في مؤتمر التغير المناخي المقام بمصر لإنقاذ بلدها جزر البهاما، ودعمها ماديا بعد أن أطاحت الأعاصير و الفيضانات بعدد من المدن بالجزيرة الساحلية خاصة في عام 2019. حيث شرد الآلف من سكان جزرها المنكوبة ، وتوفى المئات من الأطفال والشباب في الفيضانات المدمرة التي اجتاحت بلادها بشكل متتالي منذ عام 2015 حتى وقتنا هذا. الأعاصير تدمر جزرها بصوت يحمل الشجاعة والقوة تشرح "جاسينتا هيجز" قضية موطنها لموقع صدى البلد قائلة " انا من جزر البهاما، والتي تتكون من 700 جزيرة مختلفة، يعيش الناس على ما يقرب من 35% من إجمالي مساحتها حيث يوجد الجزر الأكبر مساحة، كما تقع مباشرة في جنوبالولاياتالمتحدةالامريكية والتي تعتبر في مواجهة مباشرة مع الأعاصير والزوابع والتي تواجه بلادنا احدها على الاقل سنويا". الدكتورة "جاسينتا هيجز" وطلابها متابعة حديثها: "وبناءا على ذلك، أصبحنا نمتلك في وقتنا الحالي قائمة بيرة مليئة بالأعاصير الغير مسبوقة التي واجهتها البلاد خلال ال 6 او ال7 سنوات الماضية فقط، كإعصار ارما وماريا ودوريان". آلاف الموتى والمشردين وتوضح: "جاءت مؤخرا من جزر أباكو، التابعة للبهاما، حيث تقابلت مع مواطنين وتحدثوا مع بأن المحيط جرف المنطقة وأغرق بالارقام الغير رسمية ما يقرب من 3 الاف شخص من السكان المحليين بالمنطقة، بينما وصف العائلات هذا الاعصار بأنهم لم يروا مثله في حياتهم وكان ذالك بالحديث عن اعصار دوريان الذي ضرب اباكو عام 2019 وكان مدمرا ، بينما كانت سرعته تفوق ال 200 كيلو في الساعة، وكانت خسائره فادحة خاصة على جزيرتي اباكو و باهاما الكبرى، واللذان يعتبران من أكبر الجزر المأهولة بالسكان، مما يجعلني أؤمن بوجود جزر البهاما في مؤتمر التغيرات المناخية كعضو رئيسي". وتستطرد "جاسينتا": " أعيش في مدينة ناساو، وهي عاصمة البلاد، وشكرا لله اننا لم نعاني في مدينتنا من خسائر في الأرواح نتيجة لذلك، لكنني تقابلت مع من فقدوا ذويهم في منطقة اباكو ومع من عانوا من الهجرة والتشرد بعد ان تركوا منازلهم بسبب التغيرات المناخية وقسوة الطقس. قصص تدمع لها الأعين وتسترسل في حديثها: "هناك في اباكو سمعت قصص تدمع لها الأعين من أمهات تخرج للمساعدة في الشوارع ولم تعود للمنزل، ومسنة طلبت منها الشرطة الاخلاء فورا لكنها رفضت ثم فقدت كامل افراد عائلتها، وغيرهم من القصص الحزينة جدا مما أدى الى حالة من الفزع والحزن التي خيمت على الجميع هناك منذ 3 سنوات". الدكتورة "جاسينتا هيجز" وطلابها خلال حديثها مع صدى البلد التعليم ثم التعليم وبسؤاله عن المقترحاتها حول الحلول لازمتها خلال حضورها بالمؤتمر قالت"مهنتي معلم، لذلك فاني مؤمن بأن التعليم في المقام الأول، يجب أن نهتم بالتعليم والرعاية الصحية وأن نتقلم على الوضع القادم، يجب على الجميع أن يتعلم أن الحل لمواجهة التغيرات المناخية هو التعليم تعليم والوعي بالرعاية الصحية السليمة ورفع مستوى الوعي العام والمسؤولية لدى الأفراد". مناشدة لقادة العالم وفي النهاية اعتقد ان جميع القادة من الدول الكاريبية ورئيس وزراء بلادي اتوا الى قمة المناخ في مصر للحديث عن الخسائر التي تعانيها الشعوب بسبب التغيرات المناخية، لذا اتمنى ان يساهم قادة العالم في مساعدة جزر البهاما وإعادة إعمارها من جديد بعد أن بات سكان الجزر يعيشون في خيام بلا مأوى أو حيات تذكر ".
