أُفتتح بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بالمملكة العربية السعودية، أعمال المؤتمر الدولي الخامس للسلامة والصحة المهنية، بالتزامن مع المؤتمر العربي الرابع للسلامة والصحة المهنية تحت شعار" نهضة وسلامة "، ضمن مبادرة البرنامج الوطني الاستراتيجي للسلامة والصحة المهنية والذي يهدف إلى تعزيز مستوى الوعي لدى أصحاب العمل والعاملين في منشآت القطاع الخاص، وتعزيز مفهوم أمان بيئة العمل بما يسهم في إيجاد بيئة عمل خالية من الحوادث والإصابات وجاذبة لتوظيف الكوادر البشرية واستمراره. جاء ذلك انطلاقا مما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من رعاية دائمة ودعم مستمر لتطوير سوق العمل السعودي بما يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، برعاية وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي وحضور فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية. في مستهل كلمته قال فايز المطيري في هذه الأرض المباركة، مهد الأنبياء والمرسلين، وقبلة المسلمين ومقصدهم، يكمن الكثير من الثروات والموارد الطبيعية والبشرية التي حباها الله بها، فاسمحوا لي أن أحيي جهود المملكة العربية السعودية وإنجازاتها المتميزة على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، فقد حققت نمواً متسارعاً برز في العديد من المؤشرات التنموية العالمية خلال السنوات الأخيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وولي عهده صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظه الله". وقدم المطيري، الشكر والامتنان للمهندس أحمد بن سليمان الراجحي، لتكرمه برعاية أعمال المؤتمر العربي الرابع للسلامة والصحة المهنية، مؤكداً بأن قرار دمج المؤتمر الرابع للصحة والسلامة المهنية مع المؤتمر السعودي الدولي الخامس للسلامة والصحة المهنية تحت شعار" نهضة وسلامة" ضمن مبادرة البرنامج الوطني الاستراتيجي واستضافة ورعاية هذا الحدث المهم في العاصمة الرياض، يؤكد سعي المملكة الجاد لتبادل الآراء والخبرات وأفضل الممارسات العربية والعالمية لتوفير الآليات المناسبة لحماية العمال وبيئة العمل، في كافة القطاعات على المستوى الوطني. وأشار إلى اهتمام وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وضع قضايا الصحة والسلامة المهنية وحماية بيئة العمل ضمن أولوياتها، وإنشاء المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية برئاسة المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، راعي المؤتمر، يعكس مدى قيمة العامل الإنسان إن كان مواطناً أم وافداً لديكم، ويعكس جهودكم المبذولة في العمل على تنفيذ رؤية المملكة 2030 والهدف الثامن لأجندة التنمية المستدامة، لتوفير العمل الكريم واللائق وتحقيق النمو الاقتصادي، وبناء مجتمع منتج ومزدهر.
وأكد المطيري أن بيئة العمل تعاني مرحلة انتقالية في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما أدى الى ظهور أنماط العمل الجديدة فأحدثت تغييرات كبيرة في أشكال وأنماط وعلاقات العمل ومكونات بيئة العمل، مما شكل تحديات خطيرة على صحة وسلامة العامل، تحثنا على مراجعة التشريعات القائمة وتدفعنا للعمل على تطوير وتحديث التشريعات الوطنية، واتباع نهج ديناميكي لمعالجة العديد من القضايا التقليدية والناشئة حديثًا لبناء أنظمة صحة وسلامة مهنية أكثر مرونة وقادرة على مواجهة أية أزمات مستقبلية. فالحاجة اليوم ملحة أكثر من أي وقت مضى للتأكيد على أن الحق في بيئة عمل آمنة وصحية هو فعلاً حق أساسي من حقوق الإنسان، وينبغي ضمان حمايته لجميع العاملين في دولنا العربية. وطالب "المطيري" صناع القرار والمسئولين الحكوميين ومفتشي العمل والصحة والسلامة المهنية وأصحاب العمل والعمال في الدول العربية، والأخصائيين والخبراء المحليين والدوليين في العديد من التخصصات ذات الصلة؛ لمشاركة معارفهم وخبراتهم وتصوراتهم لتكريس حماية صحة وسلامة العامل وتعزيز أماكن العمل الآمنة والصحية. ومن جانبه، أشاد الراجحي خلال كلمته بالتشريعاتِ والإجراءاتِ والمبادراتِ التي اتخذتها قيادة المملكة العربية السعودية للعناية ببيئات العمل، وتعزيز السلامة والصحة المهنية في قطاع الأعمال، الذي كان لها أثر إيجابي في خفضِ تكاليفِ إصاباتِ العملِ، وتعزيز كفاءةِ المنشآتِ. وأشار الإسهامات المهمة للقطاع الخاص، قائلًا: "أشيد بتعاون القطاع الخاص واستجابته المميزة لتشريعات السلامة والصحة المهنية، والمبادرات التي تعكس العناية الحقيقية بتوفير بيئات عمل آمنة وصحية ومستدامة، ترتقي بمستوى سوق العمل السعودي، وكلنا أمل أن نواصل مع شركائنا من الجهات المتخصصة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا قصة التغيير للأفضل". وأضاف أن هذا المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي داخل بيئة العمل حول ممارسات السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز التوجهات الفنية والتقنية في مجال السلامة والصحة المهنية وتشجيع الأبحاث والدراسات في مجال الوقاية، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات وعرض أبرز الممارسات والتجارب العالمية من خلال الخبراء والمختصين في المجال على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
يأتي انعقاد المؤتمر تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، وضمن مبادرة البرنامج الإستراتيجي للسلامة والصحة المهنية، حيث سيناقش المؤتمر، محاور تتعلق بالتحول الرقمي والتقنية الحديثة وفرص الابتكار والنظرة المستقبلية لقطاع السلامة والصحة المهنية، كذلك عقد عدة ورش عمل مكثفة، وجلسات حوارية، وتقديم أوراق عمل متخصصة، إضافة إلى تنظيم فعاليات ومعارض مصاحبة لأبرز الجهات والشركات المهتمة بالصحة والسلامة المهنية. ويستهدف المؤتمر حضور المختصين والأكاديميين وأصحاب العمل والعاملين والجهات الدولية المهتمة في مجال السلامة والصحة المهنية، ومشاركة نخبة من الخبراء والمتحدثين من الجهات الحكومية والخاصة والدولية لتقديم محاور المؤتمر.
وقد صاحب فعاليات المؤتمر معرض مشروعات وابتكارات لمختلف الشركات الرائدة في مجالات الطاقة والاتصالات والتكنولوجيا وغيرها من المؤسسات المختصة في مجال الصحة والسلامة المهنية، والتي تقدم حلول ذكية ومتطورة للحفاظ على صحة وسلامة العمال في مكان العمل وتطور من أدائها الوظيفي من خلال سلامة صحتهم.
