تفاقمت أزمة الوقود في قطاع غزة، اليوم السبت، بعد تشديد الجيش المصري من إجراءاته الأمنية حول منطقة الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية ونفاد مخزون الوقود المعد للتهريب في المدن المصرية القريبة من القطاع. ومنذ ساعات، صباح اليوم السبت، تشهد محطات قطاع غزة تكدسا شديداً في أعداد السيارات والمواطنين الذين اصطفوا في طوابير للحصول على الكميات الأخيرة من الوقود (البنزين والسولار). وقال عبد الناصر مهنا، رئيس الهيئة العامة للبترول في حكومة غزة، إن "أزمة الوقود تفاقمت اليوم بشكل كبير جداً بسبب إغلاق الأنفاق الحدودية بشكل كامل وعدم توريد أي كميات من الوقود عبر الأنفاق اليوم السبت". وفي حديثه لمراسل الأناضول، أضاف مهنا: "لا أتوقع أن تنتهي الأزمة إلا بعد انتهاء أحداث 30 يونيو في مصر". وأوضح أن الاعتماد خلال الأزمة سيكون على الوقود الذي يتم شراؤه من إسرائيل، داعيا كل من يحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود إلى الاتفاق مع أصحاب محطات بيع الوقود لشراء الكمية المطلوبة من إسرائيل وتوريدها عبر معبر كرم أبو سالم. وذكر صاحب أحد أكبر أنفاق تهريب الوقود من مصر إلى قطاع غزة أن الأنفاق توقفت، صباح اليوم، عن العمل بشكل كامل بسبب نفاد كميات الوقود المعدة للتهريب والمخزنة في المدن المصرية القريبة من الحدود مع غزة. وقال المهرب الذي رفض الكشف عن هويته: "خلال الأيام الثلاثة الماضية تم تهريب كافة الكميات المخزنة والمعدة للتهريب فكان يتم تهريب 30 ألف لتر من الوقود يومياً بصعوبة بالغة بسبب الاجراءات الأمنية المشددة". وأشار إلى أنه قبل الأزمة كان يتم تهريب 500 ألف لتر من الوقود يومياً. وفي وقت سابق، قال مصدر بهيئة الحدود والأنفاق التابعة لحكومة غزة إن "عملية التهريب توقفت بالكامل عبر الأنفاق نتيجة لتردي الأوضاع الأمنية في الأراضي المصرية ما أدى لخلق حالة من التوتر تمنع نقل السلع بسهولة للأنفاق". وأشار إلى أن الأنفاق التي كانت تعمل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة هي ثلاثة أنفاق فقط وتوقفت بشكل كامل صباح اليوم، موضحاً أن الأنفاق التي لا تزال تعمل هي أنفاق الأفراد فقط، متوقعاً أن يتم إغلاقها مساء اليوم السبت. وأضاف: "كان يتم تهريب الوقود ومواد البناء عبر الأنفاق الثلاثة التي كانت تعمل خلال الأيام القليلة الماضية"، مشيراً إلى أن نفاد مواد البناء والوقود المخزن والمعد للتهريب في المدن المصرية الحدودية تسبب بتوقف التهريب بشكل كامل صباح اليوم. وأوضح أن هذه هي المرة الأولى التي تتوقف عمليات التهريب عبر الأنفاق بهذا الشكل الكامل حيث كانت في السابق تغلق بشكل محدود خلال الحملات الأمنية. وارتفعت وتيرة الإجراءات الأمنية المصرية في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة تحسباً لتظاهرات 30 يونيو التي دعت إليها المعارضة المصرية لإسقاط الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.