يبدو أن حالة الهدوء الحذر الذى يسبق العاصفة هى السائدة بالوقت الراهن بلجنة الحكام ، فعصام صيام رئيس اللجنة الذى ينال يوما بعد يوم الرضا السامى من قبل سمير زاهر رئيس إتحاد الكرة ورفاقه بالمجلس الموقر ، قد تناسى أن قضاة الملاعب هم فى الأساس جزء من نسيج الشعب المصري الذى يرزخ ويعانى من الظروف الحياتية الصعبة التى تمر بها البلاد ، ويغفل أيضا مستحقاتهم المتأخرة لدى الجبلاية عن إدارتهم لمباريات الدورى العام فضلا عن القسم الثانى . صيام يلجأ عادة كسلفه الذين تعاقبوا على رئاسة اللجنة إلى اسلوب المسكنات الذى أثبت عدم جدواه ويؤدى بالنهاية إلى ثورة الحكام وإنقلابهم عليه ، فالسكوت يعتبره رئيس اللجنة ضعفا وتخاذلا من جانب الحكام المغلوبين على أمرهم ، متبعا سياسة فرق تسد ، وأيضا إستمالته للعديد من الحكام إلى جانبه ، شريطة تقديم فروض الولاء والطاعة لسياساته المعروفة فى عدم إثارة أية مشاكل بوجه مسئولى الجبلاية ، يقابلها زيادة جرعة إسناده إدارة العديد من المباريات للمقربين منه لضمان عدم خروجهم عن مظلته فضلا عن تجاهله المطالبة بالمستحقات المتأخرة للحكام لدى الإتحاد ، ووفقا لمعلوماتى المتواضعة فإن حكام الدورى الممتاز لم يتقاضوا حتى اللحظة سوى أجر ثلاثة اسابيع من عمر الدورى الممتازعن إدارتهم لقاءات المسابقة المحلية أما زملائهم بدورى المظاليم فلهم رب يحميهم فلم يتقاضوا مليما واحدا عن فترة تخطت حاجز السبعة شهور . اعتقد ان صيام الذى أقدره على المستوى الشخصى لم يستوعب الدرس بعد من سلفه محمد حسام ويصر على إتباع نفس النهج بل وصل الأمر إلى تجاهله لمساندة الحكام فى تحمل نفقات شراء الزى الخاص بهم للظهور بشكل يليق بالحكم المصري ، الذى يعيش أسوأ عصوره ، ويعد أضعف الحلقات بالمنظومة الكروية ، رغم أن هناك ميزانية مرصودة لقضاة الملاعب من جانب اتحاد الكرة بشكل سنوى تتخطى حاجز ال 9 مليون جنيه للنهوض بمستوى أدائهم والحفاظ على الفورمة واللياقة البدنية الخاصة بهم ، ولا تنتظر سوى مجرد مذكرة مشفوعة وممهورة بتوقيع شخصى منه ورفعها لزاهر للانتهاء منها ، دون ذلك لن نرى حكاما بكامل تركيزهم بإدارة المباريات فكيف تطالبه بالإجادة والتميز وعدم صدور أخطاء منه وهو يعيش حالة من التشتت واللا تركيز بأوضاعه المعيشية. ومن المخزى عزيزى القارئ انك ستجد تبعات ذلك واضحة فى عدم مشاهدتك لدى متابعتك لمنافسات بطولة الامم الافريقية بالجابون وغينيا الإستوائية سوى عنصرا واحدا من حكامنا تم اختياره من جانب الكاف مؤخرا ألا وهو جهاد جريشة حكم الساحة بما يمثل إنذارا شديد اللهجة لغياب حكامنا بالفترة المقبلة عن المشاركة بإدارة اللقاءات الدولية والأوليمبية وتلك نقطة أعتبرها سقطة لصيام ورفاقه بلجنة الحكام وأتساءل على الدوام اين الخطط التى يتغنى بها رئيس اللجنة لتجهيز الأطقم التحكيمية لدينا تمهيدا لترشيحها للاتحاد الافريقى واختيار العناصر الجديرة بتمثيل القارة السمراء ضمن حكام مونديال البرازيل عام 2014 . الارتجالية والتخبط أصبحا عنوان العمل بلجنة الحكام ، لا توجد سياسة لإعداد حكامنا منذ النشئ ، فمشروع اكاديمية براعم الحكام أخيرا تم تجميده بفعل فاعل ، ولا نجد رئيس اللجنة يحرك ساكنا للمطالبة بإحياءه ، فالهم الأكبر لديه اجراء عملية التنويم المغناطيسي لأبناءه الحكام ، وكذلك رفع تقارير لرئيس الجبلاية تفيد بأن كله تمام ، لذا من المتوقع ان نشهد تراجعا لمستوى حكامنا بالتزامن مع وصلات التقطيع التى تشهدها الفضائيات بإعتبار أن الحكام وأخطائهم بالمباريات مادة دسمة لبرامج التوك شو الرياضى ، يقابلها حالة من الطناش لدى صيام وترك حكامه يواجهون المصير المجهول أمام القاعدة الجماهيرية العريضة التى لايهمها سوى فوز فرقها بالمقام الأول . يجب على صيام وهو احد خبراء التحكيم ان يلقى نظرة على الأوضاع المزرية لابنائه من الحكام والاهتمام بها ، من خلال وضع وخطط تساهم فى تحسين أوضاعهم المادية أولا ثم برامج ومعسكرات للنهوض بمستوى أدائهم تفاديا لفضائح الرسوب المتكرر التى أصابتنا بالغثيان ، وأفقدتنا الثقة فى وجود حكم مصرى يتمتع باللياقة البدنية والفورمة العالية ومن قبلها السمات القوية للشخصية ، وألا يلتفت إلى الضغوط التى تحاصره من جانب زاهر ورفاقه وأن يضع مصالح حكامه بالمقام الاول ، لانه بالنهاية جزء منهم وسبق له أن مر بنفس الظروف وكذلك عليه أن يطلع على التجارب العربية والافريقية بالمجال التحكيمى التى تضع الحكام موضع الاهتمام والتقدير،للإستفادة منها، بس خلاص.