تعيش كوبا حالة غاضبة من الاحتجاجات حيث خرج آلاف الكوبيين منذ يوم الأحد الماضي إلى الشوارع للتنديد بمستوى المعيشة المتدني الذي أصاب البلاد، منددين بزيادة الأسعار ونقص المنتجات الأساسية والانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي، في أضخم موجة احتجاجات مناهضة للحكومة تشهدها كوبا منذ عقود. جزيرة مشتعلة وشارك المحتجون في مسيرات في عدة مدن، بينها العاصمة هافانا، رافعين شعارات الحرية وسقوط الدكتاتورية، وتعد تلك الحالة المشتعلة منذ يومين نادرة جدا في الجزيرة التى عرف عنها منذ عشرات السنين سياستها القمعية المعاقبة للمعارضين. أمريكا السبب وقال الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي السبب في حالة الغضب العارمة في الشوارع بالعاصمة وخارجها، وذلك لأن الحظر التجاري الأمريكي تسبب في حالة تجويع الجزيرة من الوقود، و نتج عنه انقطاع التيار الكهربائي، بجانب الارتفاع الجديد التى تشهده البلاد في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، الأمر الذي يتطلب من الحكومة تحويل الكهرباء إلى المستشفيات والمراكز الصحية على حساب باقي الكوبيين. إغلاق مواقع التواصل وقررت الحكومة الكوبية اليوم، حظر مواقع التواصل الإجتماعي وعلى رأسهم الفيسبوك والإنستجرام والواتساب، وذلك لمنع تواصل المحتجين مع بعضهم في سبيل تهدئة الأوضاع، بعدما ألقي الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تعمل على تأجيج نيران السخط في الجزيرة الكوبية. رئيس المكسيك: منظمات تمولها أمريكا وراء احتجاجات كوبا المعتقلون من جانبها أعلنت جماعة "كوبا تقرر" المؤيدة للثورة أن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم أو فقدوا خلال المظاهرات، بلغ حوالي 57 شخصا بينهم خوسية دانيا فيرير ونجله وهما ناشطين في الجماعة المنشقة عن الاتحاد الوطني لكوبا، فيما لم تذكر الحكومة الكوبية من جانبها أعداد المعتقلين. العلاقات الأمريكية الكوبية وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي مهدي عفيفي عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي إن كوبا هي الدولة الوحيدة التى بمجرد أن تطئ قدم مواطنيها أمريكا، يحصلون على الإقامة فورا، موضحا أنه منذ زمن وجود الإتحاد السوفيتي كات الكوبيين يهاجرون إلى أمريكا وكوّنوا تمركزات قوية في نيوجيرسي وفلوريدا، وصلت إلى مرحلة التأثير على السياسة الامريكية بشكل كبير وتمكنوا من عمل هذا القانون الخاص بالإقامة لهم في حال هجرة أحد المواطنين الكوبيين إلى أمريكا. الكوبيون في أمريكا وأضاف عفيفي خلال تصريحات خاصة ل "صدى البلد" أن هناك الكثير من أعضاء الكونجرس الأمريكي ذو أصول كوبية متمركزة في فلوريدا، وأشهرهم السيناتور مانديس المسؤول عن السياسات الخارجية، لذلك تعد فلوريدا ولاية متأرجحة مؤثرة، موضحا أنه خلال الإنتخابات الأمريكية كان للكوبين دور مؤثر في نجاح ترامب خاصة في تلك الولاية. وأوضح أن هؤلاء الكوبيين يشعرون بأن الولاياتالمتحدة عليها التزام ودور مهم في دور التحركات الديمقراطية في كوبا، وأن واشنطن عليها تغير السياسة الشيوعية السائدة في بلدهم الأصلي، لذلك هناك اتهامات دائمة من كوبا بأن أمريكا هي المتسببة في الحراك الموجود في الشارع، موضحا أن دور المعارضين الكوبيين قوي جدا وهو المتسبب في الاحتجاجات الحالية. تحسين العلاقات وأشار إلى أن أمريكا تسعى منذ عهد الرئيس أوباما في تحسين العلاقات مع كوبا، ولكن تلك المساعي توقف في عهد الرئيس السابق ترامب، وعادت للتجدد في عهد الرئيس الحالي بايدن، ولكن تلك المحاولات الأمريكية تقابل دائما بالصد والرفض من كوبا. وأكد عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي أن الأوضاع الاقتصادية في كوبا صعبة جدا، والضغوط أصحب كبيرة جدا على المواطنين الكوبيين، وهو ما تسبب في هذا الحراك الغاضب ضد الحكومة الكوبية. كوبا سياسيا وتخضع كوبا لحكم الحزب الواحد منذ ثورة 1959 ، وتواجه مؤخرا تضرر اقتصادي كبير بسبب انخفاض عائدات السياحة بسبب وباء كورونا، كما ودخلت مؤخرا في سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية الطارئة في محاولة مجابهة الركود وألغي بعض الاعلانات وعدلت الاسعار والاجور. وتعد الاحتجاجات الحالية هي أولي التحديات الرئيسية أمام الرئيس دياز كانيل الذي تولى منصبه عام 2018، وحل مكان راؤول كاسترو كرئيس للحزب الشيوعي الكوبي في أبريل الماضي.