باتت تجربة نادي بيراميدز المصري، هي التجربة الأكبر في الاستثمار الرياضي، وأحد أهم المشروعات التي فتحت الباب لدى الكثيرين من أجل تملُك الأندية المصرية والدفع بها لمنافسات محلية وقارية. وعلى الرغم من قوة الأسماء التي يمتلكها النادي، والإمكانات المتاحة للفريق، لكن بيراميدز فشل حتى هذه اللحظة في أن يكون منافسًا حقيقيا للأهلي والزمالك على الألقاب المحلية فلم يحرز أي لقب، كما أهدر نسخة سهلة في العام الماضي بالخسارة أمام نهضة بركان في نهائي الكونفدرالية، والخروج أمام الرجاء هذا العام من الدور نصف النهائي.
وعلى عكس التنبؤات، لم يستطع النادي منذ 2018 وعلى مدار 3 سنوات أن يشكل ضغطًا على ناديي القمة الأهلي والزمالك في مصر، ولا حتى إزاحة أحدهم من مراكزه المفضلة، بل بات في منطقة دافئة تؤهله للمنافسة في الكونفدرالية الإفريقية فقط. ويمتلك بيراميدز لاعبون بأثمان باهظة وصفقات قياسية، يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه لاعبون متألقون في الأهلي والزمالك، وعلى رأسهم رمضان صبحي، وعبدالله السعيد، وأحمد فتحي، وشريف إكرامي، وأحمد الشناوي، وعُمر جابر، وعلي جبر.
ومن خلال تجربة بيراميدز يمكن الوقوف على بعض الأسباب التي أبعدت النادي عن إحراز البطولات خلال الفترة الماضية.
رفع سقف الطموح مقابل الرواتب نادي بيراميدز لم يبخل في الصفقات التي يبرمها، حيث كان الأخيار الأول لكل لاعب يبحث عن التأمين المادي، وامتلك النادي الإمكانيات المادية التي أوحت للجميع بأنه سيمتلك زمام الكرة في مصر بلا منافس.
ومع ارتفاع سقف طموحات النادي ودخوله في حيز المنافسة من الموسم الأول عبر اجتذاب لاعبين كبار أهمهم البرازيلي كينو والسوري عمر خربين، فشل بيراميدز في إحراز أي بطولة مما تسبب في احباطات لدى بعض عناصر المنظومة.
وكان علي النادي بناء فريق قوي بأهداف مرحلية للتدرج نحو حصد البطولات بدلًا من الدعم المادي الكبير والخروج بلا نتائج - وفقًا لبعض نظريات الإدارة الرياضية -. زحام النجوم لم يترك نادي بيراميدز فرصة للتعاقد مع نجم كبير إلا وفعل ذلك، ودائما يربح النادي صفقاته التي يكون طرفًا فيها ويحكمها العامل المادي.
بيراميدز بات النادي الأكثر في مصر الذي يضم أسماء كبيرة في كل مراكزه، بدءً من حراسة المرمى التي يتواجد بها شريف إكرامي وأحمد الشناوي، والمهدي سليمان، وفي خط الدفاع أحمد فتحي وعبدالله بكري ورجب بكار وعلي جبر وأحمد سامي، وأسامة جلال ومحمد حمدي. وفي منتصف الملعب ضم عبد الله السعيد وعمر جابروإسلام عيسى وأحمد توفيق ورمضان صبحي، وفي الهجوم جون أنطوي وإيريك تراوري، ومحمود وادي ودودي الجباس.
غياب الدوافع والحافز الجماهيري
برغم كل ما يمتلكه نادي بيراميدز، لكنه يعاني من قلة الدعم الشعبي والجماهيري، فالنادي ليس له مشجعين أو داعمين على مستوى الجمهور.
ويشعر لاعبو نادي بيراميدز بنقلة نوعية كبيرة من اللعب للأهلي والزمالك وتلقي دعم شعبي وشهرة جماهيرية كبيرة، واللعب لبيراميدز وغياب التشجيع والدعم، بل وصل الحد إلى مهاجمة الجماهير ل لاعبين بعينهم واتهامهم بالبحث عن المال فقط، مثل رمضان صبحي، الذي غاب تألقه وانقطعت جماهيريته وأصبح لاعب عادي بعدما كان أيقونة جماهيرية في الأهلي.
بيراميدز العاشر في ترتيب الدوري المصري بيرامدز لعب هذا الموسم 22 مباراة وحصّل 34 نقطة، في المركز العاشر، في أقل مستوى وترتيب وصل إليه من عام 2018. وعلى وتيرة النتائج التي يحققها بيراميدز، من المتوقع غياب النادي عن المنافسة في البطولات الإفريقية الموسم القادم إذا أنهى الدوري العام في مركز خارج المربع الذهبي.
