استنكر الدلاي لاما -الزعيم الروحي للتبت الذي يعيش في المنفى- امس الثلاثاء هجمات الرهبان البوذيين على المسلمين في ميانمار قائلا إن القتل باسم الدين شيء لا يمكن قبوله. وأبلغ الدلاي لاما -وهو زعيم بوذي مرموق- حشدا من 1500 شخص في جامعة ماريلاند في مستهل جولة له في الولاياتالمتحدة أن السبب الاساسي للصراع في ميانمار -الذي يتخذ مظهرا طائفيا- سياسي وليس روحيا. وقال الفائز بجائزة نوبل للسلام بعد ان ألقى محاضرة أنور السادات للسلام بالجامعة "في الواقع فان قتل الناس باسم الدين شيء لا يمكن تصوره.. شيء محزن جدا في الوقت الحاضر حتى لو ارتكبه البوذيون في بورما" وهو اسم اخر لميانمار حيث يهاجم رهبان بوذيون مساجد المسلمين. واضاف قائلا "اعتقد انه شيء محزن جدا... أناشدهم (الرهبان) ان يتذكروا وجه بوذا" الذي كان حاميا للمسلمين. وتفجرت موجة من العنف الطائفي في مارس اذار في بلدة ميختيلا في وسط ميانمار مما تسبب في وفاة 44 شخصا وتشريد حوالي 13 ألفا غالبيتهم مسلمون. وتوصل تحقيق لرويترز الي ان رهبانا بوذيين متشددين يشاركون بنشاط في العنف وفي نشر دعاية معادية للمسلمين في ارجاء البلاد. وتفجرت اشتباكات طائفية بين البوذيين والمسلمين -الذين يشكلون حوالي 5 بالمئة من سكان ميانمار- في بضع مناسبات منذ تولت حكومة شبه مدنية السلطة في مارس اذار 2011 بعد خمسة عقود من حكم عسكري دكتاتوري. وحث الدلاي لاما (77 عاما) أيضا الحاضرين -ومعظهم طلاب- على اقامة عالم جديد في القرن الحادي والعشرين قائلا انه رجل من القرن الماضي. واضاف قائلا "تلك المجموعة من الافراد التي تنتمي للقرن العشرين مستعدة لأن تقول وداعا... وعليكم تقع المسؤولية في اقامة عالم جديد يقوم على مبدأ إنسانية واحدة." وتصف الصين الدلاي لاما -الذي فر إلى المنفى في الهند في 1959 بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني للتبت- بانه انفصالي. ويقول الدلاي لاما انه يسعى فقط إلى مزيد من الحكم الذاتي لوطنه الواقع في جبالا الهيمالايا.