توفت الدكتورة فينيس جودة أول وزيرة للبحث العلمي في مصر أمس الأحد عن عمر ناهز 90 عاما، ويعيد موقع صدى البلد نشر آخر حوار لها والتي كشفت فيه عن طكثير من التفاصيل وكان الحوار الآتي: في بداية حوارها معنا أعربت الدكتورة فينيس كامل جودة أول وزير بحث علمي في مصر والوحيدة التي كرمها جميع رؤساء مصر، عن سعادتها بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لها في عيد العلم، مشيرة إلى أن اهتمام السيسي بالعلماء والبحث العلمي في مصر يساعد على نهضة الدولة وتقدمها. وأشادت جودة، بقرارات السيسي التي أقرها أثناء الاحتفال، مطالبة بسرعة تفعيل تلك القرارات وعمل خطة واضحة لتنفيذها، مشيرة إلا أن مصر لن تنهض إلا بنهوض البحث العلمي والتعليم. كما أشارت إلى أن خطاب الرئيس في عيد العلم كان وافيا وشمل نقاط مهمة في تطوير البحث العلمي والاهتمام بالعلماء مما سيكون له أثر إيجابي على نهضته ومواكبة تطورات البحث العلمي. وقالت جودة، إنها منذ صغرها وهي مهتمة بالبحث العلمي وخدمة المجتمع، واجتهدت في دراستها وعملها حتى أصبحت وزيرة للبحث العلمي عام 1994. وأضافت خلال حوارها ل"صدى البلد"، أنها كانت تنوي الارتقاء بمنظومة البحث العلمي ومواكبة تطوراته منذ شغلها منصب وزيرة البحث العلمي إلا أنها لم تستطع ذلك بسبب تركها الوزارة. وأشارت إلى أنها استطاعت تطوير المنظومة بعض الشيء فهي أول من نادت بعمل عيد البحث العلمي عام 95 وأنشأت لجنة لتكريم العلماء المغتربين وكان أحمد زويل أول عالم يحصل على التكريم وكان أول تكريم له وذلك قبل فوزه بجائزة نوبل ب 4 سنوات، وأشارت إلى أنها لاقت اعتراضا شديدا من فاروق حسني وزير الثقافة وقتها بسبب فكرة تطبيق عيد البحث العلمي، وطالبها بتغيير الاسم لأنه لابد أن يكون مناصفة بينهما وعليهما أن يشتركا في إخراجه. وأكملت قائلة: لم أمانع فاروق حسني ووافقت على التنسيق بيننا في إخراج عيد البحث العلمي وقمنا بتكريم العلماء وقتها، وكان من بين المكرمين أنفسهم رئيس الوزراء وقتها عاطف صدقي، كما تم تكريم الدكتور مجدي يعقوب عام 1996. وأضافت: سعيدة بأنني أول من كرم الراحل أحمد زويل عام 1995، وكان فخورا جدا وقال لي أثناء التكريم: سعيد بتكريم بلدي لي وهذا سيضاف في السيرة الذاتية الخاصة بي أمام العالم كله، لافتة إلى أنه بعد عام 1996 لم يهتم أحد بعيد البحث العلمي قائلة: المسئولين كانوا بيزوغوا مني. وأكملت: الرئيس السيسي يريد تنظيم البحث العلمي في مصر، مشيرة إلى فهو يشبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في أشياء كثيرة منها الاهتمام بالبحث العلمي، وأعربت عن تفاؤلها بمستقبل البحث العلمي في ظل هذا الاهتمام الذي يوليه السيسي للمنظومة والاهتمام بالعلم والعلماء. من ناحية أخرى أكدت أنها نجحت في أول تجاربها الابتكارية وكان عبارة عن جهاز يستخدم في قياس حالة الفلز أو السبيكة في أي مكان، وفوجئت بطلب أمريكا شرائه من المركز القومي للبحوث وكان سعره وقتها 5000 جنيه تقريبا وكنت سعيدة للغاية، وكنت وقتها أتقاضى أجرا 45 جنيها شهريا وكان مبلغا وقتها كبيرا كانت تلبي به كل احتياجاتها. وأضافت قائلة: ينقصنا الكثير لنهضة البحث العلمي في مصر، فلابد من تفعيل نظام الهندسة العكسية وهو حرص الباحث على معرفة مكونات أحدث الأجهزة والابتكارات في العالم من خلال فكها لفهم التكنولوجيا الخاصة بها ومن ثم التفكير في تطويرها وإضافة بعض التحديثات الخاصة ومواكبة التطور التكنولوجي. من ناحية أخرى أعربت عن ثقتها الكاملة في الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم ومقدرته على النهوض بالمنظومة إلى الأفضل ومن ثم مواكبة التطور التعليمي في العالم، مشيدة بما حققه في الفترة القليلة الماضية من إنجازات وتخطيه بعض العقبات التي أثرت سلبا على الطالب والمعلم. وفي سياق مختلف أشارت إلى أنه تم اختيارها و9 من العلماء المصريين من ضمن أفضل 909 عالم في العالم، مشيرة إلى تفوق مصر هذا العام على إسرائيل فى هذا التصنيف، إن كل من العلماء الكبار مصطفى السيد ومجدي يعقوب وأحمد زويل تغلبوا على علماء إسرائيل في التصنيف العالمي. تعتبر جودة واحدة من العالمات المميزات في العالم العربي ومصر ليس لكونها كانت أول وزيرة بحث علمي في مصر ولكن أيضا لأنها السيدة الوحيدة في مصر التي تم منحها درجة دكتوراه العلوم بناء على توصية اللجنة المشكّلة من الجمعية الملكية في انجلترا. واختيرت ممثلة لمصر في المجلس الدولي للتآكل اعتبارا من عام 1974، وتم التجديد لها حتى عام 2009، وحصلت على جائزة التفوق العلمي وشهادة التقدير والميدالية الذهبية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1986، كما حصلت على درع المعهد الكويتي للأبحاث العلمية أعوام 1988، 1995، واختيرت ضمن عشر سيدات من منظمة العالم الثالث للمرأة في العلوم على مستوى الدول النامية كرائدات في مجال العلوم والتكنولوجيا نظرًا لإسهاماتها الدولية والمحلية.