قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ، إن حسن الظن بالله وعدم الأمن من مكر الله وجهان لعملة واحدة؛ حسن الظن بالله لا يجعلك تيأس، عندما ترتكب ذنبا وتتوب يكون صدرك واسعًا لأن الله يقبل التوبة، لكن لا تتمادى فى المعصية و تعتمد على أن الله غفور رحيم، و لا تأمن مكر الله، فحسن الظن بالله هو نفسه عدم أمن مكر الله، بمعنى: افعل الخير .. امتنع عن الشر. ... أحسن ظنك ولكن لا تأمن مكره، لأنك لو لم تأمن مكره لزدت فى المعصية، ولو لم تحسن ظنك لذهبت الثقة بالله. وأضاف جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن النبي قبل وفاته بثلاثة أيام قال "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله"، منوها أن هذا الحديث مدهش ، كما أن حسن الظن بالله يصل بالثقة والمحبة واليقين مع الله عز وجل. وذكر أن حسن الظن بالله يكون في الخير والشر ، فكما يظن الإنسان بالله يجده، فإن ظن به خيرا وجده، وإن ظن به غير ذلك وجده. واستشهد بما ورد عن أبي هريرة، قال النبي "يقول الله سبحانه وتعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فمن ظن بي خيرا آتيته خيرا ومنظن بي شرا آتيته شرا" فهنا ربط بين حسن الظن بالله والذكر فكأنه يشير إلى أن الظن عبادة. وأكد أنه ينبغي علينا أن نكون محسنين الظن دائما ونتضرع إليه بالدعاء دائما. فيما قال إنه ينبغي على المسلم أن يكون حسن الظن بالله دائما، حتى قال النبي في الحديث الشريف "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله". وأضاف أن معنى الحديث هو أمر الناس بإحسان الظن بالله، ومعنى قوله تعالى "وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا" هو إنشاء وإن كان في صيغة الأمر وهو بمعنى الأمر، أي أمنوا من دخل البيت الحرام. وذكر أنه ليس معناه أن كل من دخل البيت الحرام كان آمنا لأنه قد يدخل البيت الحرام ويرتكب مخالفا فيروع الآمنين فيه، فهنا يكون الأمر بتأمين من دخل البيت الحرام. وأكد أن حسن الظن بالله يكون قبل الموت وقبل فوات الأمان وعليه أن يكون على وعى بأن حسن الظن بالله سيؤتي بالخير في الدنيا والآخرة.