أكد سعد الدين إبراهيم مدير مركز أبن خلدون للدراسات الإنمائية أنه شعر بالأسى لرؤية أسرة مبارك في القفص مشيراً إلي أن الرئيس السابق كان بإمكانه دخول التاريخ من أوسع أبوابه لو أنه أكتفي بثلاث مدد رئاسية فقط. وأكد إبراهيم خلال لقاءه مساء اليوم مع قناة" صدي البلد" أن ثورة يناير أبهرت العالم وأحيانا كانت تخرج لافتات من دول عديدة أثناء مظاهراتهم قائلة "حارب كما حارب المصريون أو قاتل كما قاتل المصريون" بما يعني أن ثورتنا أصبحت مثل يحتذي به علي المستوي الدولي.
وأضاف يجب أن نذكر أن الثورة أعادت لمصر ريادتها الأقليمية ومكانتها الدولية بالمقارنة بما كانت عليه في عهد مبارك حيث تضائل الدور المصري بشكل كبير علي الساحتين الإقليمية والدولية . ووصف إبراهيم الهجوم علي مقارات المنظمات الحقوقية بأنه "خطأ فادح" مشيراً إلي أنه يعتقد أن هذا الموقف يتم تداركه حاليا.
وأكد أن من أهم إيجابيات أن الثورة سلمية بالمقارنة بالثورات الأخرى التي راح ضحيتها الألوف. واتهم إبراهيم الإسلاميين وبالتحديد السلفيين بخطف الثورة حيث أنهم جاءوا من الضباب واختطفوها مشيراً إلي أنه لا يجب نسيان أرائهم قبل الثورة الخاصة بأن الخروج علي الحاكم حرام وأنهم لا يمارسون الانتخابات ووجدناهم أول من دخل الانتخابات بجانب الأخوان المسلمين ، كما يجب الأ ننسي أنه يسجن أو يعدم سلفي واحد في عهد الرؤساء الثلاثة السابقين .
وأشاد إبراهيم بالإخوان وفكرهم التنظيمي وممارستهم السياسة لأكثر من ثمانون عام ؛ مشيراً إلي أن معظم السياسيين توقعوا نسبة الأخوان في البرلمان مابين 40 و 50 بالمائة وهو ما حدث بالفعل . وكرر إبراهيم طلبه بضرورة تخصيص 40% من مقاعد البرلمان للشباب تحت سن الأربعين لأننا نحتاج لمهاراتهم وكفاءتهم العلمية فهم يملكون القدرة علي الفكر والإبداع. وكشف سعد عن أنه ضد نظرية المؤامرة ولكنه ينتقد سلوكيات معينه ؛ كما نفي تأييده أو استخدامه مصطلح شرق أوسط جديد ولكنه يرغب في فكر عربي جديد . وبالنسبة لأمريكا وموقفها من الثورات أكد إبراهيم أن أمريكا و الدول الكبرى بصفة عامة ليسوا من أنصار الثورات لأنهم يرون في الثورات تغيير في الوضع القائم وإحداث هزة في التوازن الدولي والإقليمي وهم يميلون لبقاء الأمور كما عليها . وأضاف لو تابعنا موقف أمريكا سنجدها في البداية كانت مؤيدة لموقف مبارك والنظام السابق وأن مصر ليست سوريا في الأسبوع الأول ثم تمايع الموقف في الأسبوع الثاني ثم بعد ذلك وجدنا أوباما يطالبه بالرحيل "الآن" بعد مظاهرات المصريين أمام البيت الأبيض والبنتاجون . وعن رأيه في مرشحي الرئاسة أشاد بهم جميعا ولكنه أكد ترشيحه لأي من الشباب في حال ترشحهم لأنهم الأجدر بذلك لا يجب نسيان التاريخ جمال عبد الناصر تولي الحكم وعمره 35 عام . وعن توقعه للرئيس القادم مدني أم عسكري أكد إبراهيم أنه سيكون مدني بالرغم من كل ما يقال .