ضاق بها الحال وأصبحت تحمل لقب "أرملة".. سيدة أربعينية رزقها الله ب3 أطفال وتركها زوجها وسط أعباء الحياة لتبحث عن قوتها وقوت أطفالها الصغار الذين لم يكن لهم ذنبا في ضيق الحال وقسوة القدر. لا تعد "عبير" أول سيدة تلجأ للعمل بمجال غريب عن السيدات، حيث قررت أن تخترق عالم الرجال لكسب لقمة العيش بالحلال رافضة الاستسلام و الخضوع للعادات و التقاليد ، لتصبح اول سائقة توكتوك بالإسكندرية . "مرزوقة" أصبحت اسما يتردد بين مستخدمى التوكتوك كوسيلة للانتقال بالمنطقة وخاصة السيدات اللاتي يفضلن التعامل معها اكتر من الرجال ، حيث يعتبرونها اكتر امانا . تروي عبير قصتها لصدي البلد قائلة: "انا أم لثلاتة اولاد، من زمان وانا بسعي على الرزق، فتحت محل للملابس وفشل، جربت تاني وفتحت محل أكل فشل برضه، توفي زوجي واتقفلت في وشي كل الابواب فقررت أخذ قرض من البنك و اشتري توكتوك واشتغل عيله عشان اصرف علي ولادي". وتابعت: "الشباب والرجالة في الأول كانوا بيضايقوني جدًا، وفي رجالة مكنتش بترضي تركب معايا، وأوقات كتير كانوا بيزنقوا عليا، وأنا كنت بتضطر أتخانق معاهم عشان يسبوني في حالي، واتعرضت لمحاولات خطف 3 مرات ولكن دلوقتي الناس عرفتني وبيحبوني". لم تتخيل يوما أن كفاحها وسعيها لتوفير حياة كريمة لابنائها سيكون سببا في قطيعة استمرت سنوات ، بعدما هجر ابنيها المنزل، ابن وابنة كانا ثمرة سنواتها في الحياة، وهبت لهم عمرها، مالها، وراحتها، ولم تلق إلا قسوة قلب غير معهودة وكأنها أجرمت، قائلة في حسرة: "ولادي قطعوني واستعروا مني". ووجهت "عبير "، نصيحة لكل السيدات، قائلة: انزلوا اشتغلوا و اعتمدوا علي نفسكم ومتسمعوش كلام اللي يقولهم إن الشغل عيب وحرام، الست زيها زي الراجل لازم تشتغل وتتعب، عشان تأكل عيالها بالحلال. واختتمت عبير حديثها قائلة: "أنا مكملة في شغلانتي وعمري ما استعريت منها وراضية بحياتي، وبتمني ربنا يوسع رزقي عشان أسدد الاقساط اللي عليا".
