عقد المجلس القومى للشباب مؤتمرًا حواريًا جمع أكثر من 500 شاب وفتاة من شباب المحافظات المختلفة. شارك بالمؤتمر الدكتور معتز عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وجامعة متشجان الأمريكية، وذلك فى إطار سلسلة "حوارات شبابية" ينظمها المجلس بهدف مناقشة أهم القضايا في المجتمع المصري مع المفكرين والمسئولين والسياسيين والمبدعين. فى البداية، تحدث الدكتور معتز عبد الفتاح حول سُنة الاختلاف، وما يترتب عليها من متطلبات إرساء قيمة التعايش والحوار كضرورة لضمان عدم تحول الاختلاف إلى صراعات تعوق تقدم المجتمع. كما أشار د.معتز إلى مجموعة من النقاط المرتبطة بمستقبل الدولة والمتمثلة فى التعديلات الخاصة بالدستور المصرى ودور الحكومة والمجتمع المدنى وما يرتبط به من وعى عام، حيث أكد أن المجتمع قد عانى منذ زمن بعيد من التشرذم السياسي الذى أدى إلى ما نواجهه الآن من حالة عدم الثقة، والتشكك بين الأطراف والقوى السياسية في وقت عصيب لتحديد مصير الدولة ما أدى لصعوبة الاتفاق على نقاط محددة مراد تعديلها، وهو أمر مطلوب أن تتخطاه تلك القوى من أجل مصلحة الوطن. كما يرى ضرورة تجديد الثقة فى السلطة التى تحكم البلاد حالياً كحكومة لها رؤية وخطة تحاول تنفيذها خلال المرحلة الانتقالية، لكونها خطوة هامة فى إرساء مبادىء للاستقرار، فيما يتولى الشعب دور مراقبة الحكومة فقط حتى تنتقل السلطة إلى من ينتخبه المصريين بإرادة حقيقية حرة. وفيما يخص المجتمع المدنى، أكد عبد الفتاح أن العمل المدنى في المجتمع المصرى لم يكن فاعلاً ونشيطاً خلال المراحل السابقة، مؤكداً أن مشاركة المواطنين فى هذا المجال تزيد من قدرة المجتمع على ممارسة الاختلاف المتحضر والاجتماع بين الأطراف المتحاورة على مصلحة الوطن. وقد أشار د.معتز أن الشعب المصرى قد عانى عقوداً من القهر والاستبداد أدت به إلى تخبط فى ممارسة الحريات، لذا طالب بأهمية الحرص على اكتساب مهارات تطبيق الديموقراطية و التي تضمن فى ضوئها استعداد المواطن للحصول على حقوقه المشروعة، مع الالتفات إلى أهمية تطبيق معانى التعايش وقبول الطرف الآخر دون تعصب. كما أجاب أستاذ العلوم السياسية عن مختلف أسئلة الشباب والتى تركزت حول كيفية تحول مصر إلى دولة منتجة، ومتطلبات تحقيق الاستقرار خلال مرحلة انتقال السلطة وتحقيق التوافق والتوازن بين القوى السياسية في تحديد إتجاه الدولة خلال المرحلة القادمة بما يضمن مصلحة الوطن العليا فى المقام الأول.