في حواري مع فضيلة المفتي العالم الجليل الدكتورعلي جمعة، تطرق الحوار إلي قضية الخلط بين الدين والسياسة، وهي القضية التي تثير خلافا حادا بين التيارات الاسلامية والليبرالية، والتي زادت حدة الخلاف حولها خلال الانتخابات مع لجوء بعض الاحزاب لاستغلال الدين في جذب الناخبين. وبإجابة تحمل الكثير من العلم والحكمة قال د. علي جمعة ان هناك خلطا كبيرا بين السياسة الحزبية والسياسة العامة، فالسياسة العامة التي يقصد بها رعاية شئون الامة في الداخل والخارج يتداخل فيها الدين فعلا، ويجب أن يكون الدين هو السقف الذي يقف عنده الجميع، والذي لا يجب أن نتعداه في التشريع داخل البرلمان، أما السياسة الحزبية فتعني استغلال الدين في الحياة الحزبية أو كوسيلة للحصول علي اصوات في الانتخابات، وهو أمر لا نقبله لأنه يعد اهانة للدين، واضاف متسائلا كيف ينادي البعض بالدين وهم يريدون من ورائه الكراسي؟! والحقيقة ان الخلط بين الدين والسياسة الحزبية اصبح ظاهرة لا يمكن تجاهلها ووسيلة لجذب المواطنين غالبا ما تؤتي ثمارها وخاصة بين البسطاء. ورغم انني اؤمن ان علاقة الانسان بربه هي علاقة خاصة لا يعلم اسرارها إلا الله إلا انني أيضا اؤمن بالديمقراطية واحترم ارادة الشعب وأري ان نعطي الناجحين فرصتهم، واتمني ان يكونوا عند حسن ظن هذا الشعب وان ينجحوا في النهوض به للمكانة التي تأخر عنها طويلا. نقلا عن الاخبار