عندما ننظر للكون وما يحدث فيه من متغيرات وما به من نعم وابتلاءات نجد أن عطايا الله كثيرة وهباته لعباده عظيمة. فى نظرة ايجابية لكل مايدور حولنا وما نحن فيه علينا أن لا نفكر كثيرا فيما يقلقنا، وفى كل ما هو آت وما يتعلق بالمستقبل، يجب أن نحلم ونتمنى ونرجو، ولكن عش اللحظة لأنها هبة من الخالق فلا يعلم ما يحدث فى الثانية القادمة إلا الله لذا استمتع بكل ما تملك أسعد بمن حولك تنفس هدوء ورضا ارح نفسك المرهقة من قلقها واعطها قسط من الراحة دعها تشرق وتتنفس بالتفاؤل والأمل والرجاء وحسن الظن فى الله بكل ما هو آت .. ومن أهم ما يجعل النفس تهدأ أن تتعود على التجاهل فليس كل ما يقال يستحق الاهتمام والرد فعلى تلك النفوس الرقيقة المتعبة أن ترتقى عن كل كلام يجرحها ويضايقها وتسموا على كل ذلك وتحترف فن التجاهل تجاهل عن كل ما هو مؤلم.. حاول أن تتجاهل بعض المكدرات والسلبيات مثل تحليل كلام بعض الناس وسلوكهم الذى لا يروق لك أحيانا ولا تستمع لكلام نقله أحدهم عن الآخر فيه ذم أو إهانة لك اقطع حبل القيل والقال تهنأ وترتاح، فأساس المشاكل وقطع العلاقات وشحن النفوس هي نقل الكلام! فكونوا "صم .. بكم .. عمي " عن الشر، هكذا الإحسان، فالتجاهل إذا جاء من نفس راقية، ونفس واثقة مطمئنة، وكان مصدره القناعة، فإنه يدعو إلى التقارب بين الناس ويزيل الكثير من الخلافات بينهم وقليل من يتقن هذا الفن.. قد تصادف في حياتك نوعين من البشر لكن غالبا انت تتعامل مع الصالحين والطالحين, فالصالح يضيف لحياتك مذاق خاص من الإيجابية والتفاؤل ويمكنك التعلم منه والاقتداء به, فالطيبون هم للنفس شفاء من كل دواء فصحبتهم سعادة وجلستهم راحة تنعش خلايا النفس وتجدد الروح وتصفو عن كل متاعب الدنيا .. والطالح كلما ابتعدت عنه كلما كانت حياتك أفضل وأجمل وأبهي واكثر استقرار وهدوء, وأعلم أنه من يتكلم خلفك قد يكون ضارًا لك في الدنياَ ولكن نافعًا لك في الآخرة، ولو كان فيه خير ما فعل ذلك و حفظ غيبتك واحترم سيرتك .. فإذا أردت أن تعيش متوازنًا في حياتك تخلّص من الذين إذا احتاجوك وجدوك, وإذا احتجتهم لم تجدهم المتلونين حسب الظروف أصحاب الألف وجه ! واحرص كل الحرص على أن تكون صالحا في أخلاقك وسلوكياتك لا طالحا يدعو عليك الناس.. كن أنيقا، فان الأناقة هى إناقة النفس وترفعها وعدم إيذائها للغير ليس الأناقة فى الملبس فقط الأناقة فى الجوهر قبل المظهر .. فشكرا لأصحاب الوجه الواحد والموقف الواحد والقلب الواحد.. ولنعلم أنه لا شيء يعادل النية الطيبة فافعل ما تشاء واتركهم يفهمونك كما يشاؤون، وصاحب من الناس كبار العقول واترك الجهال أهل الفضول ، وتفاءل، وابتسم دائما واسعد بكل لحظة وثانية مهما كانت المشكلات .. ابتسم ابتسامة تحدى لكل ما يتعبك ويقلقك لأن مدبر الكون وخالقه أنت متوكل عليه، كن قريبا دائما ممن يشعرك بالفرح ورفيقا للذى يرى بقربك سعادة ..