هل كان حسن البنا حشاشا، أعجب بحسن الصباح وبأفكاره، بالطبع لا أقصد ما طرأ في ذهنك بأن البنا كان مدمنا لمخدر الحشيش، ولكني أقصد بالطبع تلك الجماعة الاسماعيلية الشيعية والتي نشأت علي يد حسن الصباح، والتي انتقل بدعوته من مصر الي ايران واتخذ من قلعة ألموت هناك مقرا له و لجماعته. اختلفت الروايات حول تسمية جماعة حسن الصباح بالحشاشين، فالروايات الاوروبية تتحدث عن الصباح بأنه كان يضع مخدر الحشيش لاتباعه حتى يعطيهم الاوامر ويعيشون في القلعة و كأنهم في الجنة. ويعد مصدر هذه الروايات الرحالة الايطالي ماركو بولو والذي ذكر أن الحشاشين كانوا يستخدمون الحشيش من اجل تجنيد أتباعهم.
غير أن عددا من الروايات العربية يؤكد أنه تمت تسميتهم بذلك لأكلهم الحشائش من الارض بعد أن حوصروا زمنا طويلا في قلعة ألموت حتى كاد الموت ان يفتك بهم.
منذ أيام قليلة وقع في يدي كتاب قديم لرئيس جامعة القاهرة الدكتور عثمان الخشت يتحدث فيه عن هذه الفئة وعن تاريخها بعدها لا اعرف لماذا ربطت بين الاخوان وهذه الجماعة ؟ وهل اسس حسن البنا جماعته علي غرار حسن الصباح عندما اسس فرقة الحشاشين او كما اطلق هو عليهم الدعوة الجديدة ؟ وهل أنشأ البنا النظام الخاص علي غرار فرقة الاغتيالات التي انشأها حسن الصياح ؟؟ . كتب قليلة بل ونادرة هي التي وصلتنا عن فرقة الحشاشين ولولا ان هولاكو القائد المغولي الذي تحطم حلمه علي ابواب القاهرة قد ترك عددا قليلا من الكتب ما كنا سنعلم شيئا عن هؤلاء الحشاشين الذين اصبحوا نموذجا عالميا في القتل والارهاب والقدرة علي التخفي والتسلل وتصفية الخصوم دون مراعاة لأي مبدأ او معاهدة او اتفاق فلم يشغل الحشاشون مثلا انهم فرقة شيعية اسماعيلية حيث قام اتباعهم باغتيال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله نفسه، فيما ناصبت هذه الجماعة الدولة السلجوقية العداء والايوبية من بعدها فقد قتلوا عددا كبيرا من وزرائهم بطرق غاية في المكر والخديعة فاغتالوا نظام الملك السلجوقي ومن بعده ابنه فخر الملك واحمد الكردي حتى انهم كانوا يصنعون التكتيكات والخطط لتوظيف اتباعهم في بلاط الحكام والملوك حتى اذا ما احتاجوهم أوصلوا اليهم الاوامر بالقتل ؛ لدرجة توظيف اثنين من أهم حرس صلاح الدين نفسه والذين كان يثق فيهم ثقة عمياء وعندما أرادوا قتل صلاح الدين والذي لم يدخر وسعًا لمحاصرتهم والتضييق نفّذوا العديد من المحاولات الفاشلة لاغتياله، ما جعله بالغ الحذر منهم واتخذ العديد من الإجراءات والاحتياطات الأمنية الصارمة حتى لا يصلوا إليه مع ذلك لم يكتشف امر حراسه . لم تكن التقية وحدها هي وجه التشابه بين جماعة الاخوان الدموية ايضا ولعهم بالاغتيالات وتصفية خصومهم بالمكر والخديعة فقط او قدرتهم علي التخفي، الغريب أن كلا منهم كان متشابها حد التماهي مع الاخر في تأسيس نظام تربوي وعقائدي لجماعته فقد نصب زعيم الحشاشين الرابع (الحسن علي) نفسه إمامًا كما أسقط عن أتباعه كل الفرائض والواجبات المرعية في الإسلام! تماما كما اعلن حسن البنا عن نفسه مرشدا واضعا نظاما خاصة لتنشئة الفرد داخل الجماعة والتي تعد بمثابة العقيدة.
أما اتجاه البعض في مصر بتشبيه الاخوان بالخوارج فهو تشبيه ضعيف فلم يلتق الاخوان والخوارج في الافكار الا فقط من حيث المزايدة والتطرف الفكري فقد زايد الخوارج علي ايمان سيدنا علي بن طالب رضي الله عنه وطلبوا منه التوبة بعد الانقلاب عليه ومحاولة اغتياله اكثر من مرة. أما الخوارج اختلفوا عن باقي الفرق الاسلامية وقتها في نقطة جوهرية تتعلق بمرتكب الكبيرة حيث يرونه كافرا مخلدا في النار إذا لم يتب قبل وفاته بينما يراه الجميع فاسقا لذا اجازوا الخروج علي الامراء والحكام وأحلوا القيام بالثورات عليهم.
إيماني أن حسن البنا كان علي علم بفرقة الحشاشين الاسماعيلية واعتقادي انه قد أعجب بحسن الصباح وبتاريخه في القتل محاولا تأسيس نظام خاص للقتل والفتك بالخصوم علي غرار الحشاشين خاصة ان حسن البنا كان درعميا درس علم الكلام وفلسفة الفرق الاسلامية والتي كان الحشاشون احدها كما درس التاريخ الاسلامي وهو ذاته ما جعل سيد قطب زميله في دار العلوم يناديه بحسن الصباح ولم يكن احد من اتباع البنا يعرف من هو حسن الصباح ويعتقدون انه لقب يحبذه البنا. ربما تتشابه النهايات ايضا كما تشابهت البدايات فقد خرج حسن الصباح من مصر الفاطمية الي ايران تماما كما خرج الاخوان من مصر الي تركيا وقطر لصناعة وتصدير الدم والدسائس والاغتيالات.