قال باحثون إسرائيليون بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إنه يجب على إسرائيل أن تكون مستعدة لجملة من السيناريوهات المحتملة بشأن المواجهة اليونانية المصرية مع تركيا، بدءا من الصدام العسكري بين تركيا وخصومها، مرورا باستمرار المعركة الدبلوماسية ووصولا إلى امكانية تحقيق تفاهمات براجماتية. وتابع الباحثون، أنه في حين أنه من الواضح أي جانب تدعمه إسرائيل، إلا أن الآثار الواسعة النطاق لضمها في المحور المناهض لتركيا في شرق البحر المتوسط لا تزال غير مقدرة حتى اليوم، وأن انجذاب إسرائيل إلى الصراع اليوناني التركي، وكذلك إلى الصراع في ليبيا، له ثمن، بما في ذلك الحاجة إلى زيادة الاهتمام بالمنطقة خلال فترة تحديات متعددة من الداخل بسبب تداعيات وباء كورونا، إلى جانب التحديات الخارجية التي تسبب الفيروس في تعليق التعامل معها مؤقتا. في حين أن معظم الأنشطة التركية في المنطقة لا تلقى قبولا من إسرائيل، إلا أن بعضها فقط يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل ويحتاج إلى رد. وأشار الباحثون إلى أن إسرائيل تولي أهمية متزايدة لشرق البحر الأبيض المتوسط نظرا لمواردها الغازية ووزنها الاستراتيجي متعدد الأبعاد، وبالتالي فهي مهتمة بمنع الأزمات في المنطقة والحفاظ عليها كمنطقة سلام.. إن تشكيل كتل صلبة في شرق البحر المتوسط لن يؤدي إلا إلى تعميق العداء بين تركيا وإسرائيل. كما أن تعميق الخلافات بين المعسكرات الإقليمية، والذي سيصاحبها سباق تسلح متسارع من قبل القوات البحرية والجيوش في المنطقة سيكون بمثابة تحد لميزان القوى القائم، وهو أيضًا أمر غير مرغوب فيه بالنسبة لإسرائيل. وبعيدا عن أن الوساطة الألمانية في النزاع الليبي، والنزاع التركي اليوناني، يمكن أن تخدم المصالح الإسرائيلية بشكل جيد، يجب على إسرائيل أيضًا أن تشجع على زيادة مشاركة واشنطن في جهود الوساطة وقيادتها. وبسبب التوتر بين الاتفاق اليوناني المصري والاتفاق التركي الليبي، يتعين على الطرفين تسوية الخلاف بينهما لمنع خطر الانزلاق إلى مواجهة عنيفة. كما أن وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي تم الإعلان عنه في 21.8.20 ، هو إشارة إيجابية لتفهم واسع النطاق بين مختلف اللاعبين للحاجة إلى حل وسط. ومن المحتمل أن يكون اكتشاف الغاز في البحر الأسود، الذي أعلنه أردوغان، والذي يعد في الواقع اكتشافًا لمصدر كبير للطاقة الأحفورية في الأراضي التركية، بمثابة فرصة لبعض المرونة من الجانب التركي. ومع ذلك ، فإن التصلب المستمر للكتل المختلفة يثير مخاوف من أن هذا الانفتاح سيظل ضيقًا وغير مرضٍ.
