لم يستطع النوم في تلك الليلة، دخل وجلس على المكتب المخصص له لأداء إمتحانات الثانوية العامة، من الخارج تجده صامتا لا يظهر عليه شيئا فيما عدا بعض التوتر، ولكن من الداخل يخفق قلبه سريعا، يحاول استرجاع المعلومات في عقله وترتيبها، تهرب منه بعضها فيدب الذعر في قلبه وتزيد دقات قلبه، ولكن سرعان ما يهدأ قليلا عندما يبدأ في السيطرة على تنفسه ويسترجع المعلومات مرة أخرى، وفي خضم ذلك يقطع صوت أجش صراعه الداخلي، فيعلن مشرف الدور بداية توزيع كراسة الامتحان، هذا هو المشهد الذي مر به كثيرون منا أثناء أداء امتحانات الثانوية العامة. تلك اللحظة التي عاشرها كثيرون مما أدوا امتحانات الثانوية العامة سابقا، فالمجتمع المصري ينظر إلى مرحلة الثانوية العامة بنظرة "كن أو لا تكون"، فهي البداية لتحديد ما تريده في مستقبلك المهني والجامعة التي ستدخلها، فمرحلة الثانوية العامة مرحلة لا يستهان بها على الإطلاق. اقرأ ايضا | التعليم تشكل فريقا لمكافحة الغش الإلكتروني وتتبع صفحات شاومينج وأعوانه - لماذا يجب أن نتمسك بامتحانات الثانوية العامة؟ وتنطلق غدا امتحانات الثانوية العامة التي شهدت جدلا كبيرا في الفترة الماضية من جانب الطلاب وأولياء الأمور الذين يريدون تأجيل الامتحانات تارة، ومن جانب وزارة التعليم والتعليم ورأسها الدكتور طارق شوقي الذي تمسك بإتمام امتحانات الثانوية العامة. ورغم الأزمة الحالية وانتشار فيروس كورونا إلا أن ما يحدث يجعلنا نفكر قليلا أن التمسك بامتحانات الثانوية العامة هو الأفضل للجميع، فكيف يمكن أن يتم الاعتماد على أبحاث أو تمرير طلاب الثانوية العامة بدون اختبارات، من يمكنه أن يتحمل ذنب إخراج طالب للجامعة غير مؤهل وبناء عليه سيتخرج من الجامعة إن حدث غير مؤهل، في حين أن أزمة كورونا جعلتنا نفكر جميعا في ضرورة الاهتمام بالعلم ليكون لنا دورا في أزمات وكوارث العالم بدلا من الوقوف في صفوف المتفرجين. اقرأ ايضا | 4 معلومات عن بوكليت امتحان اللغة العربية في إمتحان الثانوية العامة غدا - لا تخافوا ولكن احذروا عندما تذكر مصطلح الثانوية العامة يتبادر إلى ذهنك سريعا الطلاب المعذبون والمرهقون والضغط العصبي الكبير، هل تحتاج الثانوية العامة أن تظل على مدار السنوات الماضية البعبع التاريخ لطلاب مصر؟ أهمية الثانوية العامة أمرا لا يختلف عليه اثنان ولذلك يجب على كل طالب أن يفكر في تجارب الآخرين في السطور التالية. فيقول وجيه صلاح، محاسب بأحد الشركات التكنولوجية، إن حلم حياته كان دخول كلية الهندسة، واستطاع في الصف الثاني الثانوي من عام 2012 أن يحصل على مجموع 96.8% فكانت فرحته وفرحة أهله لا توصف ولكن سرعان ما تبدد الحلم بسبب بعض التراخي من جانبه. وأضاف "فرحتي بالمجموع الكبير في الصف الثاني جعلتني أقل يقظة واطمئنانا خلال استذكار دروسي وكانت تلك هي طامتي الكبرى فسرعان ما صعقت بعدم قدرتي على تحصيل مجموع كبير وحصلت على نسبة 88% فقط في السنة النهائية للثانوية العامة بمجموع كلي للسنتين 93% مما منعني من تحقيق حلم حياتي ودخول كلية الهندسة". وأوضح "رغم كل ما تحدثت عنه إلا أن تلك لم تكن النهاية"، بتلك الكلمات عبر "وجيه صلاح" عن أن فشله في دخول الكلية التي لطالما حلم بها لم يوقفه بل بدأ رحلته الجديدة في كلية التجارة، لينجح في الحصول على تقدير جيد جيدا بها ويجد وظيفة مناسبة في إحدى الشركات التكنولوجية الأجنبية. اقرأ ايضا | لطلاب الثانوية العامة.. نصائح تسهل تعاملك مع امتحان اللغة العربية غدا - يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان من جانبه قال أحمد النجدي، الطالب بكلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، "لم أكن من الطلاب المتميزين في الثانوية العامة ولم امنحها كل التركيز المطلوب، مما جعلني احصل على مجموع ليس بالكبير واعتمدت على والدي لدخول كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة ولكن مازالت بها حتى الآن ولم أتمكن من النجاح بها لمدة 6 سنوات كاملة". وتابع "أعتقد أن فشلي في الثانوية العامة هو السبب الرئيسي"، وبتلك الكلمات عبر أحمد النجدي عن ندمه من عدم تحصيله المعلومات اللازمة من مرحلة الثانوية العامة مما جعله غير قادر عن التأقلم مع كلية الهندسة ومناهجها. اقرأ ايضا | لطلاب الثانوية العامة | مراجعة ليلة الامتحان لمادة اللغة العربية - لا تفقد الأمل سارة ياسين إحدى الصحفيات المتميزات بأحد الجرائد الخاصة الكبيرة، كان حلم حياتها أن تدخل كلية الإعلام وتتشرف بالوقوف أمام قبة جامعة القاهرة فكان لها ما أرادت بإصرارها وسعيها رغم أنها واجهت العقبات والضغوطات. وقالت سارة "في الصف الثاني الثانوي تخصصت علمي علوم رغم حبي كثيرا لمواد الأدبي مثل التاريخ ورغبتي الملحة في أن التحق بكلية الإعلام، ولكن إلحاح أهلي جعلني أرضخ لمطلبهم والتحق بعلمي علوم فهم أرادوا أن أصبح طبيبة". وتابعت "لم استطع التأقلم، وحققت في الصف الثاني الثانوي مجموع 91% فقط ولطلبة العلمي هو مجموع ضئيل ويصعب ان تجد كلية من كليات القمة تقبل به، فقررت أن اغير الحال واستطعت التحويل في الصف الثالث الثانوي إلى تخصص الأدبي الذي احبه وبناء عليه فقد حصلت على مجموع 98% في الصف الثالث الثانوي، وحصلت على مجموع كلي 95% وحققت حلمي بالالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة".