وسط استعدادات الدول ومحاولات الحكومات للوصول إلى علاج لفيروس كورونا "كوفيد-19"، يبدو أن بعض البلدان الأفريقية وجدت الحل في علاج سحري، أعلنت مدغشقر اكتشافه مؤخرا، رغم تحذيرات الصحة العالمية من استخدام العلاج المزعوم بشكل واسع. وحذرت منظمة الصحة العالمية من استخدام المشروب العشبي الذي أعلنت عنه مدغشقر كعلاج على نطاق واسع للمصابين بفيروس كورونا، مؤكدة ضرورة عدم اعتماد المشروب الذي لم يخضع للاختبار كعلاج والاستمرار في غسل اليدين ومراعاة قواعد التباعد الاجتماعي. اقرأ أيضا: أمل جديد تكشف عنه منظمة الصحة العالمية من روسيا وفي تقرير حديث، تقول إذاعة "فويس اوف اميريكا" إن العديد من الدول في أفريقيا استوردت العلاج المزعوم من مدغشقر، في محاولة لاحتواء تفشي الوباء لديها. وأوضح التقرير أن عددا من الدول بينها الكونغو استلمت مؤخرا كمية من الدواء المعروف باسم "كوفيد العضوي"، مشيرا إلى أن كلا من غينيا بيساو وغينيا الاستوائية وتنزانيا وليبيريا والسنغال قد استوردت المشروب أو تنوي القيام بذلك. ومع ترويج رئيس مدغشقر للعلاج الجديد المستخرج من عشبة "الشيح"، حذرت الصحة العالمية الأشخاص الذين يستخدمون علاجات غير مجربة للفيروس. في السياق ذاته، حذر خبراء طبيون من كارثة تنتظر أفريقيا ومخاطر محتملة حال استخدام المشروب الجديد على نطاق واسع، محذرين من احتمالية أن يخلق استخدام المشروب العشبي سلالات جديدة من الملاريا المقاومة للأدولية، حيث لا تزال الملاريا تمثل خطرا على القارة بعدما أودى المرض بحياة أكثر من 400 ألف شخص. وتقول مدغشقر إن المشروب الجديد مستخرج من "الشيح" بسبب خصاصه العلاجية المزعومة في إنتاج الأدوية المضادة للملاريا، وهو العامل الأساسي لمادة أرتيميسينين التي أظهرت فعالية كبيرة ضد المرض. وأوضح المحللون أن العقار المستخلص من الأعشاب قد يجعل الملاريا مضادا للأدوية، حيث من المحتمل أن تنشأ سلالة من الملاريا مقاومة ضد الأدوية نتيجة استخدام مادة الأرتيميسينين بمفردها، في ظل ارتفاع عدد المصابين بالمرض في أفريقيا. ومع ذلك، لا يزال كثيرون في أفريقيا متفائلين بأن العلاج الطبيعي يمكن أن يكون المفتاح لحل الأزمة العالمية، ففي وقت سابق، تعهد الرئيس التنزاني، جون بومبيه ماجوفولي، بشراء المشروب العشبي الذي تنوي مدغشقر توزيعه على نطاق واسع في القارة.
