ماما رعبت إسرائيل.. هذه حكاية إنشاء أول سفارة في غانا وأول رحلة طيران.. صوت الحيوانات في الحديقة أزعجنا وقت الانقلاب.. ماما اتصلت بعبد الناصر وحكت له كل شيء.. هذه بعض من مقتطفات الحوار الذي دار بيننا وبين جمال نكروما ابن الزعيم الراحل كوامي نكروما رئيس غانا الأسبق.. التفاصيل في السطور التالية... سر كره جولدمائير ل كوامي نكروما قال جمال نكروما نجل رئيس غانا الأسبق الزعيم الراحل كوامي نكروما إن جولدمائير رئيس وزراء إسرائيل السابقة كانت تكره أبي وزاد كرهها له بعد زواجه من أمي المصرية فتحية حليم "فتحية نكروما"، فقد تزوجها أبي بعد إعجابه لها أثناء زيارته للرئيس جمال عبد الناصر في إحدى الزيارات بالقاهرة. من هي فتحية حليم التي ارعبت اسرائيل وأضاف نكروما خلال حواره لصدى البلد: إن جولد مائير قررت عمل زيارات لدول أفريقيا وكان الهدف الرئيسي من تلك الزيارت هو خوفها من أمي وزواج أبي من مصرية وما يترتب عليه من تقارب مصر بأفريقيا، فجاءت لتحاول إيقاف هذا التقارب قدر الإمكان، فقد كانت تخاف من أمي على أفريقيا. وأكد أن زواج والديه بني على رؤية من الشيخ إبراهيم التيجاني، شيخ الطريقة الصوفية التيجانية، والتي كان يتبعها والده، فقد قال له الشيخ إنه رأى أن نكروما سيتزوج مصرية، وتحققت الرؤيا عندما رأى نكروما والدتي خلال إحدى زياراته للزعيم عبد الناصر في مصر، فقد أعجب بها وطلب من ناصر الزواج منها، وعرض الرئيس المصري طلبه عليها وعلى أسرتها، لكنه قوبل برفض شديد من والدتها خوفا على ابنتها من الغربة وطول المسافة، بالإضافة إلى اختلاف العادات والتقاليد. وعما إذا كانت والدته أحبت نكروما أم لا، قال الابن: "والدتي كانت تحب والدي ولكن الرفض كان من جدتي، ولكن وافقت بعد طمأنة ناصر لها وتأكيده لها بإنشاء خط طيران مباشر بين البلدين وتأسيس سفارة مصرية أيضا ترعى مصالح المصريين هناك، حيث قال بالنص: « متخافيش عليها إحنا هنأسس سفارة في غانا وسيتم إنشاء خط طيران مباشر». وأكمل قائلا: "وأنجبا 3 أبناء أنا وشقيقتي سامية وأخويا سيكو نسبة للرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، وسيكو يعني الشيخ وهم لا ينطقون الخاء في غانا، وظللنا في غانا حتى الانقلاب العسكري الذي أطاح بوالدي 24 فبراير سنة 66، وخلال هذه الفترة كان والدي في الصين وانقلب عليه الجيش الغاني منتهزين خروجه من البلاد، رغم مساندة الحرس الجمهوري للزعيم نكروما". ووصف نكروما الابن لحظات الانقلاب قائلا: "تركنا والدي وسافر إلى الصين في إحدى زياراته الدولية، وقتها انقلب الجيش عليه وقرر الإطاحة به، وفي هذا اليوم استيقظنا مرعوبين الساعة الرابعة فجرا على أصوات الحيوانات وزئير الأسود الموجودة في حديقة الحيوانات أمام القصر الرئاسي بغانا، وسمعنا طلقات رصاص عدة وعرفنا أنهم يريدون الإطاحة بوالدي". وأضاف: "واتصلت أمي على الفور بالزعيم عبد الناصر ووصفت له ما حدث فرد ناصر قائلا: «ما تقلقيش هبعت طيارة من مصر تاخدكم»، وبالفعل جاءت الطائرة وأقلتنا إلى مصر وكنا متعبين جدا ونزلنا في قصر الطاهرة إلى أن ينتهي بناء سكننا الخاص الذي اختاره والدي بحي المعادي على النيل أثناء مروره هو وعبد الناصر من هناك وأشار له قائلا: "إحنا هنسكن هنا"، فعرض عليه ناصر مصر الجديدة قائلا له إنها أفضل من هذا المكان، ولكن والدي أصر وأنا أسكن فيه الآن". وأشار جمال إلى أن والده كان صديقا حميما للزعيم جمال عبد الناصر، الرئيس المصري وقتها، ورئيس غينيا أحمد سيكوتوري. وكان نكروما أول رئيس لغانا بعد استقلالها من الاحتلال البريطاني عام 1960 وحتى 66، وكان أول رئيس وزراء لغانا أيضا عام 57 وحتى 60، وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية وواحدا من مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية قبل إسدال الستار عنها في 2002. ولد عام 1909 وتخرج في دار المعلمين في أكرا، وعمل أستاذا إلى أن التحق عام 1935 بجامعة لنكولن بأمريكا، كما عمل بمدرسة الاقتصاد في لندن هام 1945. وفي 1947، عاد إلى غانا وأصبح أمين عام مؤتمر شاطئ الذهب الموحد وبدأ بالنضال لأجل استقلال غانا من الاحتلال البريطاني، فترك المؤتمر وأسس صحيفة "أخبار المساء" لتنشر أخباره. وفي عام 49، أسس حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وفي أوائل 1950 اعتقل نكروما مجددا بعد سلسلة من الإضرابات وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة في الانتخابات، وفاز وهو بالسجن بدائرة أكرا وبأكثرية كاسحة، فأطلق سراحه وتولى رئاسة الوزراء 1952، وتوفي نكروما في رومانيا 1972 فأعلنت السلطات الغانية الحداد الرسمي، وبعد أن كان قد دفن في غينيا أعيد جثمانه إلى غانا، حيث شيع رسميا. وله مؤلفات عديدة منها "أتكلم عن الحرية"، "يجب أن تتحد أفريقيا"، "الاستعمار الجديد" وكذلك نشر سيرته الذاتية بعنوان "غانا"