يدير ثلاثة من زعماء مجموعة السبع الكبار الاقتصادية "G7" أعمالهم من الحجر الصحي، المستشار الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ونظيره الكندي جاستن ترودو، بعد إصابة مقربين بفيروس كورونا، فيما أصيب جونسون نفسه بالفيروس التاجي. هكذا لخصت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، مشهد تفشي فيروس كورونا، التي تصدرته دول الغرب المتقدم الديمقراطي، الولاياتالمتحدةوإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، حيث خرج الوضع عن السيطرة، ولم تتمكن دولة من السيطرة على انتشار فيروس كورونا حتى الآن سوى الصين، منشأ الفيروس. يعترف قادة مجموعة العشرين، بأن إجراءاتهم لمواجهة كورونا البالغة قيمتها 5 تريليونات دولار حتى الآن ليست كافية، وبدأ قادة أكبر الاقتصادات في العالم والدول الأكثر تضررًا من الوباء جهودًا حقيقية متعددة الأطراف يوم الخميس، ووعدوا بالقيام "بكل ما يلزم" للسيطرة على الفيروس، في اعتراف ضمني بعدم وجود نهاية قريبة في الأفق. وقال خادم الحرمين، الملك سلمان، الذي اجتمع بقادة مجموعة العشرين، إنه "من مسئوليتنا محاربة الفيروس وليس بعضنا البعض". فيما طالبت رئيسة صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجيفا"، أعضاء مجموعة العشرين بمضاعفة القدرة التمويلية الطارئة للصندوق للمساعدة في التعامل مع 80 دولة تطلب الدعم. تقول المجلة في تقريرها إن تفشي فيروس كورونا يضع النظام الديمقراطي أمام المحاكمة، وأشارت إلى الجانب السلبي لبعض الأنظمة الديمقراطية في الدول ذات أنظمة المستشفيات اللامركزية أو الفيدرالية، حيث تحتاج مثل الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وأستراليا، ربما مع استثناء الحالة الألمانية، حيث تتطلب البلاد اللامركزية مستوى أعلى من التنسيق والحوار، مثال على ذلك إسبانيا، حيث ترك المسنون للموت بفيروس كورونا في دار رعاية للمسنين. من الأمور التي سببت أزمات جانبية خلال ازمة كورونا، الجداول الزمنية، الأمر الذي ظهر في رغبة الرئيس دونالد ترامب في عودة الأمور إلى طبيعتها بحلول منتصف أبريل، إن حكام الولايات يفعلون ما يفعلونه، وفي أوروبا ببساطة ليس لديهم أي فكرة متى يمكنهم رفع القيود. وتساءلت المجلة، "وسط معارك موازية لإنقاذ الأرواح والاقتصادات الوطنية، فإن السؤال العاجل التالي هو: هل يمكن للديمقراطية أن تتأقلم؟ إذا فشلت المؤسسات الديمقراطية أمام فيروس كورونا، فهذه علامة رهيبة على صعيد التحدي الأبطأ والأكثر تعقيدًا، تغير المناخ؛ المقارنات بين الحكومات الاستبدادية المختلطة وحكومات الغرب تتقدم بسرعة". وأشارت على سبيل المثال إلى روسيا، فبينما سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام الأزمة لكسب سلطة مباشرة للبقاء رئيسًا حتى عام 2036. يوم الأربعاء، بسبب مخاوف تتعلق بالفيروس، أخر بوتين الاستفتاء الذي كان سيسمح له بشروط إضافية. عمل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي المدان والمُضرب، على تعطيل وتحييد البرلمان والقضاء في الوقت الذي يجري فيه جلسات إحاطة طارئة يومية على غرار ترامب. المستفيد الأول: نتنياهو نفسه الذي تم تأجيل محاكمته بتهمة الفساد، والذي يتجنب الكنيست تمرير قانون يحظر على السياسيين المتهمين شغل منصب رئيس الوزراء. تعمل الإستراتيجية على مستوى الحزب أيضًا: حيث عكس المنافس القديم بيني جانتس المسار يوم الخميس وأشار إلى أنه سيكون منفتحًا على الخدمة في حكومة بقيادة نتنياهو. انتقدت نظرية الرئيس ترامب باعتبارها سلطوية الفكر في الأسابيع الأخيرة، لكن صديقه القوي في البرازيل، الرئيس يائير بولسونارو، وصف إغلاق المدن الكبرى بأنه "جريمة" متجاهلا الإجماع العالمي على العمل للحد من الفيروس. وتوضح المجلة أن تفشي الفيروس والضرورة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية يضع صناع الديمقراطية أمام اختبار يتمثل في مدى الالتزام بالمسارات الديمقراطية، ومدى استغلال الأزمة للحصول على مزيد السلطات أو المكاسب السياسية. من جانب آخر، قالت "سي إن إن" في تقرير لها إن مدينة ووهان الصينية كانت اول من شهدت قرارا بفرض الحظر الشامل على سكانها البالغ عددهم 11 مليونًا في يناير ، مع إلغاء جميع الرحلات الجوية والقطارات والحافلات وإغلاق مداخل الطرق السريعة. والآن، وبعد مرور أكثر من شهرين، يتطلع المسؤولون في بؤرة تفشي الوباء إلى تخفيف هذه القيود مع التراجع الشديد في اعداد الحالات الجديدة. في غضون ذلك، تعمل إيطاليا على تكثيف تدابير الإغلاق بشكل مطرد. ذكرت رويترز أن الإيطاليين يواجهون الآن غرامات باهظة تصل إلى 3000 يورو، عقوبة لانتهاك أوامر الحكومة بالخروج فقط لشراء المواد الأساسية مثل الطعام. وأكد جورجيو بالو ، الرئيس السابق للجمعية الأوروبية والإيطالية لعلم الفيروسات وأستاذ علم الفيروسات والميكروبيولوجي بجامعة بادوفا ، لشبكة CNN أن الإجراءات الإيطالية 'ليست قوية أو صارمة مثل الإجراءات الصينية'. وأضاف مشيرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها الدولة الشيوعية في الصين "لكن هذا افضل ما يمكنك فعله في إطار الديمقراطية." وقال بالو عن حرية الإيطاليين بعد أن قال:"بعض الحقوق الدستورية مأخوذة منا. لا يمكن أن يكون لدينا تجمعات عامة الآن". ولكن مع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى، لا تبدو قيود إيطاليا وكأنها ستتراجع في أي وقت قريب. يتضح من ذلك، أن النظام الديكتاتوري، الصين، كان الأنسب في مواجهة "جائحة كورونا"، إلا أنه كان أيضا سبب تفشي الفيروس وخروجه عن السيطرة في بداية الأمر، عندما اعتقلت السلطات الصينية ووبخت الطبيب الصيني الراحل لي وينليانج الذي استشعر خطر كورونا قبل أن يتفشى ويصبح وباء عالميا، فمات بعد إصابته بالفيروس حين كان يداوي إحدى مرضاه منه في فبراير. من ناحية أخرى، أظهرت أزمة كورونا أن الدول اديمقراطية تخلت عن الكثير من المبادئ الديمقراطية لمواجهة تفشي الفيروس، فيما تسبب عدم التزام شعب مثل إيطاليا بالتعليمات الحكومية إلى تفشي الفيروس في كل أنحاء البلاد. قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن 4 من كل 10 أشخاص في العالم محاصرين في منازلهم بسبب تفشي فيروس كورونا. أي أن أكثر من 3.38 مليار شخص حول العالم يخضعون لإجراءات الحظر الكلي أو الجزئي. ويمثل ذلك حوالي 43 % من إجمالي سكان العالم ، أي 7.79 مليار نسمة وفقًا لإحصاءات الأممالمتحدة في عام 2020. فيما تجاوز إجمالي عدد الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" حاجز ال700 ألف شخص. وأظهرت الإحصاءات وصول عدد المصابين حول العالم بحسب الأرقام الرسمية إلى 702.368 شخصا حول العالم. فيما وصل عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في العالم إلى 33,180 شخصا.فيما تعافى 149.219 شخصا من فيروس كورنا حول العالم. تحتل الولاياتالمتحدة المرتبة الأولى كأكثر الدول تضررا من فيروس كورونا ب 131.403 إصابة تليها إيطاليا 97.689.