أكد غبطة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، أن الكنيسة تصلى من أجل وطننا الغالي مصر، ومن أجل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وكل المعاونين له في خدمة الوطن، طالبين لهم الصحة والعون لمواصلة العمل من أجل كرامة وسعادة كل المصريين. وقال بطريرك الكاثوليك – خلال كلمته التي ألقاها في القداس الاحتفالي لعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر بحضور عبدالعزيز الشريف مندوبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي: "إن الاحتفال بعيد الميلاد ليس احتفال طقسي أو عادة لتقليد مسيحي، إنما فرح عظيم لاستقبال ميلاد يسوع في القلوب والحياة جميعها". وأضاف: "أن الانسان يهرب من الله لأنَّه خائف، فلماذا يخاف منه؟ بينما ألفته السابقة معه تؤكد العكس. وهذا السؤال مازال مطروحًا على كل واحد فينا. أين أنت؟ أين أنت من ثقة الله فيك ومحبته لك وانتظاره لتجاوبك معه؟". وتابع قائلا: "إن هناك فرق شاسع بين مخافة الله بمعنى احترام قدسية حضوره في الحياة، وبين الخوف منه بناءً على تصورات سلبيّة غير حقيقية عنه، لافتا إلى أن الخوف من الله قد يدفع إلى نوعين من التطرف. فإمَّا أن ينكر الإنسان وجود الله على الصعيد النّظريّ أو على الصعيد الحياتيّ فيعيش كما لو كان الله غير موجود بالمرة". وأشار: "أمَّا التطرف الثاني فهو عيش العلاقة مع الله كنوع من العبوديّة خوفًا من غضبه وبالتالي من عقابه، مما يدفع البعض إلى التعصب ورفض الآخر ظنًا منه أنَّه يدافع عن حقوق الله، بينما هو لا يستخدم أساليبه". وأكد الأنبا إبراهيم إسحق إلى أن المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء، لا تسئ التصرف ولا تطلب منفعتها ولا تحتد ولا تظن السوء، ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحقَّ، المحبة تصفح عن كُلّ شيء وترجو كُلّ شيء وتصبر على كُلّ شيء، المحبة لا تسقط أبدًا". ودعا بطريرك الكاثوليك إلى الصلاة من أجل الآباء والأمهات الذين يعيشون في قلق من عدم قدرتهم أن يوفروا لأبنائهم حياة إنسانيّة كريمة، ومن أجل المرضى الذين لا يجدون العلاج اللازم والرعاية الواجبة، ومن أجل كبار السن الذين يعيشون في خوف من كونهم غير مفيدين لأحد بل يمثلون عبئًا حتّى على أقرب المقربين اليهم. كما دعا إلى الصلاة من أجل الشباب، والخريجين الذين لا يجدون عمل، والأطفال الذين ينشأون في أجواء عائلية غير مستقرة فيكونون ضحايا الصراعات، والمهمشين والمعوزين واليائسين الذين يعيشون فيما بيننا. ورفع بطريرك الكاثوليك صلاة من أجل الوطن الغالي مصر، ومن أجل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وكل المعاونين له في خدمة الوطن، طالبين لهم الصحة والعون لمواصلة العمل من أجل كرامة وسعادة كل المصريين. وفي ختام الكلمة قدمت الكنيسة الكاثوليكية الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لإيفاده عبدالعزيز الشريف مندوبا عنه للتهنئة بالعيد، كما قدم الشكر إلى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق لإيفاد العميد عبد السميع شبانة مندوبا عنه، إلى جانب تقديم الشكر إلى نواب البرلمان الذين شاركوا في الصلاة.