أعلن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني جانتس الفوز في الانتخابات التي أجريت مساء الثلاثاء في إسرائيل بعد أن توقعت استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع حصول الأحزاب اليمينية بزعامة نتنياهو على أغلبية في الكنيست. ويحارب نتنياهو، الذي يتولى السلطة منذ 2009، من أجل بقائه السياسي فيما يسعى لنيل فترة ولاية خامسة. وهناك احتمال أن توجه له اتهامات في ثلاث قضايا فساد لكن زعيم حزب ليكود ينفي ارتكاب أي مخالفة. وأشار استطلاعان من ثلاثة استطلاعات إلى حصول حزب الأزرق والأبيض على عدد من المقاعد أكبر من حزب ليكود بزعامة نتنياهو. وتوقع استطلاع ثالث تعادل الحزبين. ورغم أن أيا من الحزبين لم يحصل على أغلبية تؤهله للحكم في البرلمان فقد توقع استطلاعان حصول تكتل الأحزاب اليمينية على 60 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا لتشكل تكتلا يتيح لنتنياهو تشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة. وحذر بعض المحللين السياسيين من أنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد النتيجة. وإذا فاز نتنياهو (69 عاما) فسيكون بصدد أن يصبح أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في السلطة. أما جانتس (59 عاما) فهو حديث العهد بالسياسة. وتوقعت القناة 13 أن يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حاكم يحتل 66 مقعدا مقابل 54 في ائتلاف لأحزاب يسار الوسط واليسار بقيادة حزب أزرق أبيض. وقدرت قناة كان التلفزيون الحكومية التقسيم بنحو 64 و56 لصالح ليكود، في حين توقعت القناة 12 التعادل بحصول كلا الجانبين على 60 مقعدا. وقال نتنياهو في بيان إن "الكتلة اليمينية التي يتزعمها ليكود حققت انتصارا واضحا. "سأبدأ في تشكيل حكومة يمينية مع شركائنا الطبيعيين هذه الليلة". وقال جانتس في كلمة ألقاها أمام تجمع حاشد لأنصار الحزب في تل أبيب إن استطلاعات الرأي تظهر أن الحزب حصل على أكبر عدد من المقاعد ومن ثم ينبغي أن يحصل الحزب على فرصة، من الرئيس الإسرائيلي، لتشكيل الحكومة المقبلة. وقال "نحن المنتصرون...نريد أن نشكر بنيامين نتنياهو على خدمته للأمة". لكن استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم سبق وأخطأت من قبل. وقال عوفر زالزبرج، وهو محلل كبير في مجموعة الأزمات الدولية، إنه سيتعين على الحزبين معرفة مصير الأحزاب الصغيرة أولا لتحديد إن كان أي منهما قد حصل على دعم كاف لتشكيل تحالف. وقال "من المرجح أن يشكل نتنياهو حكومة يمينية أخرى، لكن علينا أن ننتظر ونرى". نتنياهو يتباهى بعلاقته بترامب خلال الحملة الانتخابية، اتهمت الأحزاب المتنافسة بعضها البعض بالفساد والتعصب والتراخي الأمني. وسلط نتنياهو الضوء على علاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي أسعد الإسرائيليين وأثار غضب الفلسطينيين من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017 ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في مايو أيار الماضي. في إشارة نادرة، خلال السباق الانتخابي، للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، زاد نتنياهو قلق الفلسطينيين عندما وعد بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة إذا أعيد انتخابه. ويريد الفلسطينيون إقامة دولتهم هناك وفي قطاع غزة وتكون عاصمتها القدسالشرقية. وخلال الحملة الانتخابية، قال جانتس إن الحكومة تحت قيادته ستسعى إلى تحقيق السلام ، لكنه لم يصل إلى حد الالتزام بإقامة دولة فلسطينية. وفي تعقيب على الانتخابات الإسرائيلية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصحفيين في الضفة الغربية "كل ما نأمله أن يسيروا في الطريق الصحيح للوصول إلى السلام". وانهارت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في عام 2014. تشكيل الائتلاف من شأن نتيجة متقاربة في الانتخابات أن تضع الأحزاب الصغيرة في موقع قوي، وتحول شخصيات سياسية هامشية إلى صناع ملوك. وبمجرد الانتهاء من فرز الأصوات، سيسأل الرئيس ريئوفين ريفلين الأحزاب التي فازت بمقاعد برلمانية من تؤيد ليصبح رئيس الوزراء. ثم سيختار أحد قادة الأحزاب ليحاول تشكيل ائتلاف. ويُمنح المرشح 28 يوما للقيام بذلك، مع تمديد لمدة أسبوعين إذا لزم الأمر. وقد يكون أحد العوامل نسبة مشاركة الناخبين من الأقلية العربية الإسرائيلية التي تمثل 21 في المئة من سكان إسرائيل. وثار غضب كثيرين بسبب قانون الدولة القومية في إسرائيل، الذي صدر عام 2018 ، والذي أعلن أن اليهود وحدهم هم الذين لهم حق تقرير المصير في البلاد. ودعم نتنياهو هذا التشريع. وأرسل حزب نتنياهو مراقبين مزودين بكاميرات إلى عدد من مراكز الاقتراع في الدوائر العربية يوم الانتخابات. وأدان سياسيون عرب هذه الخطوة ووصفوها بأنها محاولة لترهيب الناخبين. وقال رجل الأعمال ديدي كوهين (44 عاما) الذي صوت في تل أبيب إنه يؤيد جانتس. "فكرت في التصويت لصالح بيبي (نتنياهو). الحياة ليست سيئة... جبت جميع أنحاء العالم واكتشفت أن إسرائيل مكان جيد من حيث الاقتصاد والأمن". وأردف قائلا "لكن لا بد من التغيير. بعد 13 عاما، حان وقت رياح التغيير". وقال آفي جور (65 عاما) وهو محاضر في جامعة أرييل في مستوطنة بالضفة الغربية ويدعم نتنياهو إنه "متحمس للغاية". وقال "آمل أن يفوز اليمين".