قالت مصادر من حركة طالبان إن مسؤولين من الولاياتالمتحدة ومن الحركة بحثوا مقترحات بوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية في المستقبل من البلاد وذلك في اليوم الثاني من محادثات تهدف إلى التحضير لمفاوضات سلام. والمحادثات التي تستمر ثلاثة أيام في أبوظبي هي الثالثة على الأقل التي يجتمع فيها مبعوث الولاياتالمتحدة زلماي خليل زاد مع ممثلين عن طالبان في إطار جهود دبلوماسية تكثفت هذا العام لإنهاء الحرب الدائرة منذ 17 عاما. ووصل وفد من الحكومة الأفغانية إلى المدينة والتقى مع خليل زاد. لكن رغم إصرار الولاياتالمتحدة على أن التسوية السلمية يجب أن يجري الاتفاق عليها بين الأفغان، رفضت طالبان إجراء محادثات مباشرة مع مسؤولين من حكومة كابول التي تعتبرها الحركة غير شرعية ومفروضة من الخارج. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان "تجري المحادثات مع ممثلين عن الولاياتالمتحدة بشأن إنهاء الاحتلال، وهو أمر لا يخص إدارة كابول بأي حال من الأحوال". وأضاف "جدول الأعمال بالكامل يركز على قضايا تتعلق بالمحتلين والمحادثات ستجرى حصريا معهم". وقاد وفد طالبان شير محمد عباس ستانيكزاي رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر ويضم عددا من أعضاء مجموعة القيادة المتمركزين في كويتا في باكستان ومدير مكتب زعيم الحركة الملا هيبة الله أخونزاده. وقال ناشط في الدفاع عن السلام على اتصال وثيق مع مندوبي طالبان في الاجتماع "إنه اجتماع منسق جيدا يشارك فيه ساسة من اللجان السياسية ومن مجلس شورى كويتا لأول مرة". ويلقي وجود مسؤولين بارزين مقربين من زعيم الحركة الضوء على أهمية المحادثات التي تمثل أكثر المحاولات جدية لبدء مفاوضات منذ عام 2015. ويوم الاثنين اجتمع وفد من طالبان مع مسؤولين من السعودية وباكستان والإمارات قبيل اجتماعه مع خليل زاد الذي عُين في سبتمبر للإشراف علي جهود السلام التي تبذلها واشنطن. ولم يصدر تعلق فوري من السفارة الأمريكية في كابول. * وقف إطلاق النار قال مسؤولون من طالبان تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم إن الوفد الأمريكي يضغط من أجل وقف لإطلاق النار مدته ستة أشهر بالإضافة إلى اتفاق لتعيين ممثلين لطالبان في حكومة تسيير أعمال مستقبلية. على الجانب الآخر تتمثل أولويات طالبان في إطلاق سراح سجنائها ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية. غير أن مسؤولي طالبان يقاومون وقف إطلاق النار إذ يعتقدون أنه سيضر بقضيتهم ويساعد القوات الأمريكية والأفغانية. وتأتي أحدث جولة من الجهود الدبلوماسية بعد نحو عام من إرسال الولاياتالمتحدة آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان وتصعيد ضرباتها الجوية إلى مستويات قياسية بهدف دفع طالبان إلى قبول المحادثات. وقال هارون تشاكانسوري المتحدث باسم الحكومة في بيان إن وفدا من الحكومة الأفغانية سافر إلى أبوظبي "لبدء حوار غير مباشر مع وفد طالبان وللإعداد لاجتماع مباشر بين الجانبين". وتقول الولاياتالمتحدة إن هدف المحادثات هو تسهيل عملية يقودها الأفغان. ويعكس إشراك السعودية والإمارات وباكستان في المحادثات رغبة واشنطن في دمج دول لها مصالح في أفغانستان. وعقدت الاجتماعات السابقة في قطر حيث أسست طالبان مكتبا سياسيا لكن الدفع من أجل إشراك السعودية التي تقاطع قطر أدى إلى تغيير مكان المحادثات إلى أبوظبي.