قال الشيخ صبري عبادة خليل، مستشار لرئيس قطاع مديريات وزارة الأوقاف، إن الوزارة تحت إشراف الدكتور محمد مختار جمعة شهدت نهضة علمية، وذلك بالعمل الدؤوب على رفع المستوى العلمي والثقافي للعاملين بالوزارة. وأكد «عبادة»، خلال كلمته بندوة علمية كبرى بعنوان «دور الشباب في بناء الأوطان» بمسجد عمرو بن العاص -رضي الله عنه، أن الوزارة شهدت نهضة اجتماعية في التخفيف من الأعباء المعيشية للأسر الأولى بالرعاية من خلال مبادراتها الاجتماعية. وأشار إلى أن اهتمام وزارة الأوقاف بقضايا الشباب على رأس أولوياتها الدعوية، وذلك لإيمانها بأن الشباب هم أساس نهضة الشعوب والمجتمعات، مؤكدًا أن الشباب هم الدعامة الحقيقية لرفعة الأوطان، فديننا لا يدعو إلى اعتزال الحياة بل دعا إلى العمل للدين والدنيا معا، وأن وزارة الأوقاف تعمل جاهدة على تمكين الشباب والدفع بهم في العمل الإداري والقيادي بما يحقق أعلى معدلات استثمار للطاقة الشبابية لدى أبنائها. وفي كلمته الشيخ إسلام النواوي، الداعية الإسلامي، دور الوزارة في الدفع بالشباب في مفاصل العمل الدعوي والقيادي داخل الوزارة مع كبار علمائها لتتكاتف الجهود نحو تقديم خطاب مستنير يتفق مع الواقع المتجدد بقراءة شرعية منضبطة وفق مقاصد الشريعة لديننا الحنيف. ولفت «النواوي» إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد دعا الشباب إلى العمل وعدم اليأس أمام عقبات الحياة، فهو أول من تحدث عن أهمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للقضاء على الفقر وقلة ذات اليد، خاصة بين الشباب. واستدل على ذلك عندما جاءه -صلى الله عليه وسلم- شاب قوي البنيان من الأنصار يسأله، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: «لَكَ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ»، قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءَ، قَالَ: «ائْتِنِي بِهِمَا»، قَالَ : فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: «مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا»، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ ، فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ، وَقَالَ: «اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا، فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا، فَأْتِنِي بِهِ»، فَفَعَلَ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَدَّ فِيهِ عُودًا بِيَدِهِ، وَقَالَ: «اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَلَا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»، فَجَعَلَ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: «اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا»، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ وَالْمَسْأَلَةُ نُكْتَةٌ فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ». ودعا الشباب إلى عدم الاستسلام للبطالة والكسل، مطالبًا إياهم بأن يشمروا عن ساعد الجد والعمل ويقوموا بواجب المشاركة في بناء أوطانهم. من جانبه، أكد الشيخ محمود عتلم، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرب أروع الأمثلة للشباب المتحمل لمسئوليته تجاه وطنه ومجتمعه، فنراه -صلى الله عليه وسلم- قد رعى الغنم في صباه، واشتغل بالتجارة في شبابه، وكان سبب سعادة في إزالة الخلاف والشقاق بين قبائل قريش حينما اختلفوا على من يحمل الحجر الأسود ليضعوه في مكانه. وألمح «عتلم» إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد الأمة إلى اغتنام فترة الشباب، حيث قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»، وهذا يدل على أن مرحلة الشباب هي أهم مراحل العمر والتي سيسأل عنها العبد يوم القيامة، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ، عَن عُمُرِه فيما أفناهُ، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ». ونبه على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى بالشباب، وأوكل لهم المهام الكبيرة في نشر دين الله تعالى، فالشباب يصنعون الأعاجيب ويغيرون وجه الحياة إذا استثمروا قواهم واعتدل تفكيرهم وكثرت معارفهم. وشد على أن شباب مصر هم حراس الأرض والعرض لذا هم مستهدفون من أعداء الأوطان تارة بالأفكار الهدامة، وتارة بالمخدرات، وأخرى بالانحلال والتسيب، فيجب أن يكون الشباب على دراية بما يحاك لهم من مؤامرات تستهدف أوطانهم في أشخاصهم.