أكد السفير الكويتي بالقاهرة الدكتور رشيد الحمد أن العلاقات المصرية الكويتية لم تتأثر بعد ثورة 25 يناير، معتبراً ما يثار حول مشكلات الجالية المصرية في الكويت إلي أنها أحداث فردية، لا تعبر عن موقف رسمي . وقال في تصريحات خاصة لموقع "صدي البلد " أن العلاقات المصرية – الكويتية ليست قائمة علي أشخاص ، بل يتحكم فيها روابط تاريخية ودينية وثقافية ، موضحا ان عدد الجالية المصرية في الكويت تزايد بعد ثورة 25 يناير حتي بلغ 500 ألف مصري . وأوضح أن هناك إعلاماً يتلقف مشكلات فردية وشخصية يقع فيها المصريون ، لا تعبر عن توجه الدولة الكويتية ، ثم يضخمها ويصورها كأنها ظاهرة أو أنها شئ مقصود من حكومة الكويت.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 7 مليارات دولار ، وهناك مقترحات فورية كويتية لزيادته إلي 10 مليارات عقب استقرار الأوضاع في مصر ، مشددا علي أن الاستثمارات الكويتية في مصر لم تتأثر بعد ثورة 25 يناير .
ونفي رشيد الحمد أن يكون رجال الأعمال الكويتيين قد هددوا بسحب استثماراتهم من مصر بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك ، كاشفا عن اجتماعات جرت الأحد الماضي مع مسئولين مصريين لبدء ضخ استثمارات جديدة في محافظة السادس من أكتوبر ، حيث يجري الإعداد لإنشاء فندق كبير و"مول " تجاري وبعض الفيلات ، مشيرا إلي أن تمويل هذه المشرعات ضخم للغاية لكن لم يتم تحديده بعد .
وكشف عن عقد شراكة مصرية –كويتية بشأن إنشاء مشروع ضخم بقناة السويس عبارة عن سوق حره كبيرة . مؤكدا أن السياحة الكويتية إلي مصر تأثرت بشكل كبير عقب ثورة 25 يناير بسبب الأوضاع الأمنية ، والآن عادت من جديد حتى بلغ عدد الكويتيين الذين يصلون مصر يوميا حوالي 500 كويتي .
وعن موقف المحامين الكويتين الذين تطوعوا للدفاع عن الرئيس السابق وأثره علي العلاقات بين البلدين قال السفير الكويتي أن هؤلاء يعبرون عن أنفسهم ولهم مواقف شخصية ولا يعبرون عن موقف رسمي ، مشيرا إلي أنهم برروا هذا الموقف بضرورة رد الجميل للرئيس السابق ، الذي ساهم في تحرير الكويت من غزو العراق ، إلا أننا نؤكد أن الفضل في تحرير الكويت يرجع إلي مصر وليس للرئيس السابق حسني مبارك ، مشيرا إلى أن هناك دليلا عملي علي أن هؤلاء المحامون جاءوا ليعبروا عن أنفسهم وهو تطوع فريق آخر للدفاع عن مصابي الثورة وشهدائها ضد الرئيس السابق .
وأضاف أن المحامين تعرضوا لتهديدات بالقتل ، ثم حضروا إلي السفارة طالبين الحماية فقلنا " لهم " من أحضركم إلي مصر مسئول عنكم . ونفي سفير الكويت وجود أي اتصال لدولته بأي من مرشحي الرئاسة قائلا :" قضية اختيار الرئيس القادم أمر داخلي يخص مصر ، وسنتعامل مع أي رئيس قادم مهما كان ".
وحول موقف بلاده من التقارب المصري الإيراني – قال الحمد أن الخليج لا يضطرب من هذه العلاقة الناشئة ، مؤكدا أن الكويت لم تعترض عليها ولا يضطرب منها ، وقد استفسرنا عقب الثورة عن شكل هذه العلاقة التي تنوي مصر فتحها مع إيران وشددنا علي أن رفضها مرهون بأن تكون هذه العلاقة ضاره بالمصالح العربية والخليجية وهذا أمر بديهي .
وبخصوص الوضع في سوريا وموقف بلاده منها ، قال إن سحب السفير الكويتي من دمشق أبلغ تعبير عن موقفنا تجاه الوضع الخطير واستخدام العنف .
وفيما يتعلق بتنامي الدور التركي قال رشيد الحمد أن تركيا بنت نفسها بنفسها خلال السنوات الماضية ، وأثبتت جدارتها بأنها ذات ثقل سياسي واقتصادي بفضل إصلاحها الاقتصادي ثم السياسي ، مشيرا إلي أن الكويت لا تعاني أي مشكلات بالنسبة لهذا التواجد بل وتدعو الدول العربية لمساندته .
وردا علي سؤال حول إمكانية استخدام الكويت النفط كورقة ضغط تستفيد منها القضية الفلسطينية كما تستخدم الولاياتالمتحدة " الفيتو" لصالح إسرائيل ، قال إن الظروف تغيرت ولم يعد بالإمكان إحكام استخدام سلاح النفط كما حدث عام 1973 بسبب الظروف الاقتصادية والمصالح الاستراتيجية المتشابكة، فضلا عن أن استخدام هذا السلاح هو شأن سيادي للدول التي تمتلكه .
وعن العلاقات الكويتية- العراقية قال إنها علي المستوي الرسمي جيدة ، ولكن هناك مشكلات شعبية كبيرة يؤججها بعض البرلمانيين ، لافتا إلي أن هؤلاء البرلمانيين هم السبب الرئيسي في تأجيج أزمة ميناء مبارك الكويتي أيضا ، منوها إلي أن هذا الميناء يبني علي أرض الكويت وهذا حق سيادي لها ، أما الجانب العراقي فيعترض بدعوى تأثير الميناء سلبا علي ميناء الفاو العراقي ، وكشف عن قيام لجنة عراقية فنية بدراسة مشروع الميناء الكويتي علي الطبيعة ، وفي انتظار رد مسئولي الحكومة العراقية .