سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتقادات واسعة لقرار واشنطن وقف تمويل الأونروا.. مصر تعرب عن قلقها على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين.. الأردن يحذر من تأثيره على استقرار المنطقة.. ألمانيا تتعهد بمزيد من المساعدات
* روسيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يؤكدون استمرارهم في دعم الأونروا * لبنان يحذر من نية مبيتة وراء القرار * وزير إسرائيلي: اشنطن تدعم موقف تل أبيب بوقف تمويل اللاجئين الفلسطينيين أثار قرار الولاياتالمتحدة المفاجئ بقطع تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، جدلا واسعا وانتقادات عربية حادة. ووصفت الخارجية الأمريكية طريقة عمل الوكالة بأنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، وتحصل الوكالة على الدعم المادي عبر التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأممالمتحدة. وكانت الولاياتالمتحدة أكبر مانح منفرد لأونروا، حيث كانت تمول ما يقرب من 30٪ من عملياتها في المنطقة. والبداية من مصر، حيث أعربت الخارجية المصرية عن قلقها إزاء أوضاع اللاجئين الفلسطينيين عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف تمويل الأونرو، مؤكدة أن القرار الأمريكي جاء في "توقيت حرج". وأعربت الوزارة في البيان عن "قلق مصر البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، والتي تزداد صعوبة يوما بعد يوم، لاسيما مع تزايد التضييق على وكالة الأونروا وعدم تمكينها من الاضطلاع بدورها الهام في رعاية الشئون الحياتية والضرورية للاجئين". وقال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، في البيان إن "القرار الأمريكي جاء في توقيت حرج، تتضافر فيه الجهود الدولية من أجل الحفاظ على وتيرة العمل الإنساني للوكالة"، مؤكدا "موقف مصر الراسخ تجاه دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص". وأكدت مصر من خلال البيان أنها "حريصة كل الحرص على التواصل مع كافة الأطراف الدولية خلال الفترة المقبلة لدعم الأونروا، واتخاذ كل ما هو ضروري للحفاظ على وتيرة العمل الإنساني للوكالة كأحد ركائز الاستقرار لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على استمرار ولايتها وهياكلها القائمة". وفي نفس السياق، أعرب وزير الخارجية الأردني عن أسفه لقرار واشنطن بوقف التمويل عن وكالة الأونروا للاجئين الفلسطينيين، موضحا أن بلاده تسعى لحشد الدعم لتخفيف الأزمة المالية، وحذر الوزير الأردني من "الانعكاسات الخطرة على الاستقرار الاقليمي" إذا لم تتمكن الأونروا من تقديم الخدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني". كما استنكرت وزارة الخارجية اللبنانية، القرار الأمريكي وعدم التزام واشنطن بالتعهدات الدولية والأمريكية تحديدا برعاية وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الذين تسببت إسرائيل في تهجيرهم مستفيدة من غض النظر والتخاذل الدوليين". ودعت لبنان إلى التشاور مع الدول المعنية بهذا القرار، لوضع تصور للتحرك ومواجهة تداعياته، بما فيها عقد الاجتماعات الطارئة على مستوى جامعة الدول العربية، وتوسيع الأمر ليضم الدول المضيفة والمانحة والمعنية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأكدت أن مساهمات الدول في الأونروا ليست منة أو مكرمة من أحد، وإنما هي واجب على الدول التي وافقت على إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وغطت احتلال أرضها وتشريد شعبها. وحذرت وزارة الخارجية من وجود "نيات مبيتة" وراء هذا القرار كونه يأتي في سياق أحداث متتالية من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتكريسها عاصمة لإسرائيل، ومن ثم إعلان الكنيست يهودية الدولة، ثم وقف تمويل الأونروا الآن، موضحة أن تلك الخطوات تأتي للتخلص من حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الدول المضيفة الأخرى، وإسقاط كل محاولة للحل على أساس الدولتين، ودفع العرب المقيمين في فلسطينالمحتلة إلى المغادرة. ووصفت فلسطين نفسها القرار بأنه "اعتداء سافر"، حيث قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قرار الولاياتالمتحدة بوقف تمويل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" "اعتداء سافر" على الشعب الفلسطيني، مضيفا أن "هذه الإجراءات الأمريكية المتلاحقة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأممالمتحدة". وأكد المسئول الفلسطيني أن "هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيئا، فلم يعد للإدارة الأمريكية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءا من الحل". أما ألمانيا، فاتخذت قرارا فعليا، حيث قررت الحكومة الألمانية زيادة كبيرة في تمويلها ودعمها للاجئين الفلسطينيين، وأكد هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، أن أزمة تمويل الأونروا تزيد من حالة الشك وعدم اليقين، مشيرًا إلى أن ضياع هذه المنظمة يمكن أن يطلق سلسلة ردود فعل لا ضابط لها. وقال الوزير الألماني إن بلاده قدمت 81 مليون يورو للوكالة هذا العام، حتى الآن، وإنها مستعدة لزيادة إسهاماتها، دون أن يعلن رقمًا، مضيفًا: "نحن نستعد الآن لتقديم مبالغ إضافية كبيرة"، موضحا أن التمويلات الألمانية لن تسد العجز البالغ 217 مليون دولار، والناجم عن انسحاب الولاياتالمتحدة، وحث الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى على العمل لوضع أساس مالي مستدام للوكالة. فيما قالت البعثة الروسية الدائمة لدى الأممالمتحدة إن قرار واشنطن بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لا يصب في مصلحة التسوية في الشرق الأوسط، مضيفة أن "روسيا صرحت مرارا بموقفها من تقليص الدعم المالي ل"الأونروا"، وقرار الولاياتالمتحدة الأخير لا يسهم في دفع عملية التسوية الشرق أوسطية، الذي يمثل الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين جزءا مهما منها". وأوضحت أن موسكو ستواصل دعم "الأونروا"، التي يتعدى نشاطها الإطار الإنساني البحت ويهدف إلى تعزيز الاستقرار والإسهام في العملية السلمية في الشرق الأوسط. وحث الاتحاد الأوروبي الولاياتالمتحدة على إعادة النظر في "قرارها المؤسف" بوقف التمويل، مشددًا على ضرورة مواصلة الدعم الدولي للأونروا التي تدير مدارس تضم مئات الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والأردن ولبنان وسوريا. وقال متحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان، إن "القرار المؤسف للولايات المتحدة بألا تكون بعد اليوم جزءًا من هذا الجهد الدولي المتعدد الطرف يخلف فجوة كبيرة"، معربًا عن أمله بأن تعيد الولاياتالمتحدة النظر في قرارها، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي سيواصل الانخراط مع الولاياتالمتحدة وشركائها الإقليميين والدوليين الآخرين للعمل نحو هذا الهدف المشترك، والعمل على كيفية ضمان مساعدات مستديمة ومتواصلة وفعالة للفلسطينيين بما في ذلك عبر "الأونروا" خلال المرحلة التي تسبق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر". وفي السياق ذاته، قال وزير شئون الشرق الأوسط البريطاني، أليستر بيرت، تعليقا على قرار الولاياتالمتحدة،، إن الوكالة" لا غنى عنها فى منطقة الشرق الأوسط". وأضاف بيرت: "تعتبر الأونروا قوة ضرورية في المنطقة للاستجابة الإنسانية وتحقيق الاستقرار، حيث تقدم يوميا خدمات حيوية لملايين اللاجئين الفلسطينيين"، وتابع: "ستظل المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الأونروا، واللاجئين الفلسطينيين في أنحاء الشرق الأوسط، وسوف نبذل كل ما باستطاعتنا للحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الضرورية في هذا الوقت". وأعرب السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية، عن إدانة واستنكار الأمانة العامة للجامعة العربية ورفضها للقرار الأمريكي، مضيفا أنه "لا يحق للولايات المتحدةالأمريكية إلغاء تمويل وكالة "الأونروا" التي تشكلت بقرار أممي يمثل موقف وإرادة المجتمع الدولي، وهو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، والذي ينص على وجوب قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بتقديم خدماتها لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في المجالات كافة وفقًا للتفويض الدولي الممنوح للوكالة حتى حل قضية اللاجئين من جميع جوانبها طبقًا لحق العودة الذي كفلته قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) لعام 1948 ومبادرة السلام العربية التي تبنتها الدول العربية في قمة بيروت عام 2002". وأوضح أن هذا القرار هو مخالفة للقانون الدولي ولقرار الأممالمتحدة الذي أنشأ هذه الوكالة لتقديم خدماتها، مشيرا إلى أن تنصل الإدارة الأمريكية من التزاماتها الدولية لا ينبغي أن يؤثر ولن يؤثر على الالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين والوفاء بالالتزامات تجاههم حرصا على المواثيق الدولية، وكذلك تحقيقًا للسلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم. وكانت تل أبيب هي الوحيدة التي أشادت بالقرار، وقال يسرائيل كاتس، وزير المخابرات الإسرائيلي، إن قرار الولاياتالمتحدة قطع التمويل عن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" يعد "رؤية واقعية للوضع ويدعم موقف إسرائيل"، وكتب كاتس على "تويتر": "أشيد بقرار رئيس الولاياتالمتحدة الخاص بوقف كل التمويل للأونروا". بينما قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو "إن هذا القرار مهم ونحن ندعمه".