لم يتوقع أحد لفترة ليست ببعيدة أن تحاكي الآلة قدرة العقل البشري وطريقة عمله، والاكتشاف والاستفادة من التجارب السابقة، فمنذ التطوّر الذي شهده الحاسب الآلي في منتصف القرن العشرين، تمَّ اكتشاف قدرة الحاسب على القيام بمهام أكثر تعقيدًا مما اعتقدنا. ويتوقع العلماء اختفاء عدد من الوظائف مستقبلا، تصل إلى نسبة 74% في معظم المجالات كالمجال الطبي والمصرفي والصحافة، ومقابلات العمل (Hr)؛ والكول سنتر، وذلك بسبب الطفرات الكبيرة للذكاء الاصطناعي. المجال الطبي على الرغم من أننا ما زلنا في المراحل الأولى من تطوره، فإن الذكاء الصناعي هو بالفعل قادر كالأطباء من البشر، إن لم يكن أكثر قدرة، في تشخيص المرضى. لقد طور الباحثون في مستشفى John Radcliffe في "أكسفورد" بإنجلترا نظامًا لتشخيص الأمراض بواسطة الذكاء الصناعي، أكثر دقة من تشخيص الأطباء لأمراض القلب، على الأقل في 80% من الحالات. واندهش الكثيرون من دقة فحص الروبوت للمرضى؛ فقد كشفت بعض الاختبارات أن دقة الفرز عند الممرضات كانت دقيقة فقط بنسبة 73.5 % من حالات المرضي، بينما الأطباء فجاءت دقة الفحص بنسبة 77.5%، ولكن حقق الروبوت نسبة دقة وصلت إلى 90.2 %. وليس هذا فقط بل استغرق الأطباء 3 دقائق و 12 ثانية لإتمام التشخيص والممرضات دقيقتين و 7 ثوان، في حين استغرق الروبوت دقيقة واحدة و 7 ثوان. الصحافة تبحث شركة «جوجل» تطوير مشروع يعمل على إيجاد معالج صحفي إلكتروني، ما قد يطيح بالصحافة التقليدية، وذلك بعدما قررت الشركة تأسيس وكالة صحفية إخبارية ضخمة ممولة بنحو 800 مليون يورو، لتطوير العملية الصحفية لتتمكن من إنتاج 30 ألف خبر صحفي شهريا. الذكاء الاصطناعي داخل المصارف في المجال المصرفي؛ يتوقع المدير التنفيذي السابق لمصرف سيتي بنك فيكرام بانديت، أن يتم شطب 30% من وظائف القطاع خلال 5 اعوام، كما تقول مجموعه كي.بي. ام. جي ان يصبح النشاط المصرفي غير مرئي بحيث يتم الاستغناء عن المصرفين في جميع مراحل التعامل مع العملاء، ومنذ عام 2010 استخدم مصرف سانتاندير الإسباني روبوتات للتعامل مع العملاء، الكول سنتر تمضى شركة جوجل قدما فى خططها لاستبدال موظفين مراكز الاتصالات "خدمة العملاء" فى جميع أنحاء العالم بالذكاء الاصطناعى. ووفقا لتقرير من موقع The Information، فيمكن لمساعد الصوت الذكى المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعى التعامل مع مكالمات العملاء البسيطة والمكررة بينما يتدخل البشر عندما تصبح المحادثات أكثر تعقيدًا. وطور مجموعة من الشباب، منصة روبوتات للرد الآلى المعروفة باسم "شات بوت" تدعم اللغة العربية لأول مرة بالشرق الأوسط، تعتمد على خاصية الذكاء الاصطناعى، وتعمل المنصة بشكل أكبر عبر خدمات التراسل مثل فيسبوك ماسينجر، وسكايب وتليجرام وغيرها من التطبيقات. ويشهد عام 2020 إطلاق الجيل الخامس والذى من شأنه أن يجعل الآلات تتحدث مع بعضها البعض، وانتشار خدمات إنترنت الأشياء.
