سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العالم سيدفع ثمن الحرب التجارية بين أمريكا والصين.. مستثمرون: 25% ارتفاعا فى أسعار السلع.. ومصدرون: تأثيرات سلبية على الصادرات المصرية وانكماش حركة التجارة الدولية
* هلال: 25% ارتفاعا فى أسعار السلع بسبب نزاعات الصينوأمريكا * سعيد أحمد: الصراع الأمريكي الصيني يؤثر سلبا على صادرات مصر * الشافعى: حرب التجارة الأمريكيةالصينية لن تؤثر حاليا على مصر * شعبة المستوردين: تراجع تجارة الصين مع العالم بسبب الحرب بين واشنطن وبكين بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية بشن حرب تجارية متعمدة على واردات الصلب والألومنيوم الصينى، كمحاولة لوقف نمو المارد الصينى وتقليم أظافره الذى يعد ثانى أكبر اقتصاد في العالم بعد نظيره الأمريكي، المصدر الأول عالميا، توقع عدد من المصدرين والمستثمرين بانعكاس تداعيات الحرب على الاقتصاد العالمى وارتفاع أسعار السلع وتباطؤ حركة التجارة العالمية مؤكدين أن الجميع سيدفع ثمن هذه الحرب التجارية. قال الدكتور محمد حلمى هلال، عضو مجلس الأعمال المصرى الصينى، إن الإجراءات الحمائية التى اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الواردات الصينية من الصلب والألومنيوم بمثابة إشارة بدء اندلاع حرب تجارية شراسة بين القوتين الأكبر فى العالم. وكانت الولاياتالمتحدة بدأت أوائل الشهر الجارى تنفيذ فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على بضائع صينية تبلغ قيمتها 34 مليار دولار، ومن جانبها ردت الصين على ذلك بفرض نسبة مماثلة من الرسوم على 545 منتجا أمريكيا، تبلغ قيمتها هي الأخرى 34 مليار دولار. وأضاف هلال، فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن الاقتصاد العالمى يمر بحركة تباطؤ وهذه الحرب ستؤدي لتراجع حاد فى معدلات النمو العالمى وستشهد الأسواق العالمية ارتفاعا فى أسعار المنتجات، والمواد الخام وبالتالي انخفاض نسب التصدير عالميا، مشيرا إلى أن العالم كله سيدفع ثمن تلك الحرب كونها بين أكبر اقتصادين فى العالم حيث تمتد آثارها إلى الدول النامية، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية متعمدة إطلاق هذه الحرب لتقليم أظافر التنين الصينى وإبطاء حركة نمو الاقتصاد الصيني وخفض الصادرات الصينية كونها أكبر مصدر فى العالم والاقتصاد الثانى عالميا. وأوضح "هلال"، أن "الأسواق الناشئة فى القارة الإفريقية والدول العربية أكثر تأثرا بتلك الحرب كونها أكبر مستقبل للسلع الصينية، حيث ستضطر الصين إلى رفع أسعار منتجاتها لتعويض الفرض الذى ستدفعه على وارداتها للولايات المتحدةالأمريكية أو خفض جودة المنتجات للحفاظ على استقرار الأسعار مما يعنى انتشار منتجات رديئة بأسواقنا"، منوها بارتفاع متوسط الأسعار بنحو 25%. تابع: سيكون هناك مفاوضات بين الصينوالولاياتالمتحدة ولكن ليس فى المستقبل القريب، متوقعا عدم الرجوع فى القرارات المتخذة من قبل أمريكا تجاه الصين تجنبا لحدوث هزات عنيفة داخل الأسواق المال العالمية. ولفت هلال، إلى أن الحرب التجارية ربما تكون فرصة لمصر لغلق الباب أمام المنتجات المستوردة، نظرا لارتفاع أسعار الاستيراد والاتجاه نحو تعميق التصنيع الوطنى واغتنام الفرص داخل الأسواق العربية والإفريقية مطالبا بضرورة اتخاذ قرارات مؤسسية ولتحفيز الصناعة المصرية. أكد سعيد أحمد رئيس المجلس التصديرى للمفروشات، أن الحرب التجارية بين أمريكاوالصين حاليا سيكون لها آثار سلبية على الصادرات المصرية والتجارة العالمية فى حال استمرارها على المدى الطويل. وأشار في تصريحات ل صدى البلد، إلى أن "تلك الحرب هي بداية لتنامي فكر تضييق حرية التجارة والسياسة الحمائية على المستوى العالمي بشكل عام، بعد أن سيطر الاتجاه نحو العولمة والاقتصاد المفتوح وحرية التجارة على النظام العالمي بقيادة الولاياتالمتحدة والدول الغربية في الفترة الماضية". وأرجع سعيد ذلك إلى أن سياسة الحرب التجارية التى يتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم تكن مع الصين فقط بل اتخذها مع دول أوروبية فى قطاعى الحديد والألومنيوم، حيث فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم من كل الدول باستثناء كندا والمكسيك. ويرى أنه مع استمرار تلك السياسات الاقتصادية من قبل أمريكا واتساع ردود أفعال الدول المتقدمة على تلك السياسات، سوف تتأثر الدول النامية سلبا ومنها مصر على مستوى تراجع تدفقات رؤوس الأموال والاستثمار فيها من أجل التصدير للدول الأخرى. وأضاف أن استمرار الحرب التجارية الدائرة بين الصينوأمريكا من المتوقع أن تؤثر على الصادرات المصرية نفسها سلبا مع تطورات الأحداث على المدى الطويل، وزيادة الإجراءات التي تتخذها كل دولة لزيادة جاذبية منتجاتها وفرض جمارك على الواردات، في الوقت الذي كان أحد أهم أهداف الإصلاح الاقتصادي وتحرير سعر الصرف زيادة جاذبية الصادرات المصرية. ومن جانبه أكد حسن الشافعى، رئيس مجلس الأعمال المصرى الرومانى أن "الاقتصاد المصري لن يتأثر بشكل مباشر بالحرب التجارية التي بدأت تدور بين الولاياتالمتحدةوالصين"، متوقعا أن يكون التأثير السلبى على مصر غير مباشر في حال استمرار هذه الحرب على المدى الطويل واتساع نطاق الإجراءات التي تشملها، خاصة على مستوى التصدير وجذب الاستثمارات، وأيضا الاستيراد. وأضاف الشافعى فى تصريحات خاصة ل" صدى البلد " أن الإجراءات الحالية التي اتخذتها كلا البلدين ليس لها تأثير مباشر على مصر في الوقت الحالي. وتوقع رئيس مجلس الأعمال المصرى الرومانى عدم تأثر مصر على مستوى التجارة والاستثمار، بالإجراءات التي تتخذها كل من الولاياتالمتحدةوالصين ضمن الحرب التجارية. قال حمدى النجار رئيس شعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنه مع استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين سوف تتراجع حجم التجارة بين الصين ودول العالم، لافتا إلى أن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على التجارة العالمية ومن ضمنها مصر ستتأثر في حال استمرار الإجراءات الأمريكيةالصينية على المدى الطويل، فمثلا أي منتجات تستوردها مصر من الولاياتالمتحدة ويدخل فيها مكونات إنتاج صينية، ترتفع تكلفتها على مصر. وأضاف النجار، فى تصريحات خاصة ل" صدى البلد"، أن أي إجراءات أخرى تصاعدية في هذه الحرب التجارية قد تؤثر على مصر أيضا بشكل غير مباشر، كما أن أسواق الأوراق المالية والعملات العالمية قد تتأثر وبالتالي ستكون لها انعكاساتها على بقية الدول. وتوقع النجار عدم تأثر سعر الجنيه بشكل ملحوظ بأي تراجع قد يحدث للدولار عالميا بسبب التوترات التجارية العالمية، مرجعا ذلك إلى أن تسعير العملات الأجنبية أمام الجنيه ليس مرتبطا بشكل قوي بالأسعار العالمية لهذه العملات، ولكن يؤثر فيه عوامل أخرى منها العرض والطلب على هذه العملات إلى جانب كمية تدفقات منها إلى مصر وغيرها من العوامل.