وزير الأوقاف: القرآن الكريم هو أصدق الحديث وأحسنه أصحاب النفوس السقيمة يحرفون القرآن لمصالحهم القدر ليلة الرحمة والمغفرة والسلام والأمان كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية اليوم الاثنين، الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي نظمتها وزارة الأوقاف بمشاركة 50 دولة، خلال الحفل الذي أقامته الأوقاف ظهر اليوم. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن أصحاب النفوس السقيمة يحاولون تحريف القرآن الكريم ويلعبون بأعناق النصوص من أجل مصالحهم الشخصية. وأضاف الوزير خلال كلمته، أن العناية بالقرآن الكريم تأتي حفظًا ودراسًة وتفسيرًا وفهمًا لمعانيه القائمة على اليسر والسماحة وصلاح البلاد والعباد، مضيفًا: «لا عبرة بالآراء الشاذة التي يحرف أصحابها الكلم عن مواضعه لخدمة أنفسهم. وأشار إلى أن ليلة القدر شرفها الله بنزول القرآن الكريم لذا فهى ليلة الرحمة والمغفرة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ»، منوهًا بأن القرآن الكريم هو أصدق الحديث وأحسنه، وأفصحه وأجمله، معلقًا: "ومن أصدق من الله حديثًا". وينشر «صدى البلد» نص كلمة وزير الأوقاف: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين . يطيب لي باسمي وباسم السادة الأئمة وجميع علماء الأوقاف والعاملين بها أن أهنئ سيادَتكم سيادةَ الرئيس بالولاية الرئاسية الثانية سائلين الله (عز وجل) أن يجعلها ولاية خير ويمن وبركة ، وأن يحقق فيها على أيديكم ما تطمحون إليه من رفعة شأن مصرنا العزيزة ورقيها وتقدمها وتبوئها المكانة التي تليق بها بين مصاف الدول . كما يطيب لي أن أهنئ سيادتكم والشعب المصري كله والأمتين العربية والإسلامية والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها والإنسانية جمعاء بهذه المناسبة الكريمة ليلة القدر: ليلة الرحمة والمغفرة ، والسلام والأمان "سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"، تلك الليلة التي شرفها رب العزة وكرمها بنزول القرآن الكريم فقال سبحانه: "إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". والقرآن الكريم هو أصدق الحديث وأحسنه، وأعذبه ، وأبلغه ، وأفصحه، وأجمله "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"، "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا"، ويقول سبحانه: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"، لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" , وما أن سمع أحد الأعراب قوله تعالى : "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، حتى انطلق قائلا أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين ، وإلا ، فمن ذا الذي يأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع ، ويأمر السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه. ومن ثمة تأتي عنايتنا بالقرآن الكريم حفظًا ودراسة وتفسيرًا وفهمًا لمعانيه ومقاصده الكلية القائمة على السماحة واليسر وصالح البلاد والعباد، فحيث تكون المصلحة فثمة شرع الله، ولا عبرة بالآراء الشاذة لأصحاب الأفهام السقيمة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويلوون أعناق النصوص لخدمة تفسيراتهم ورؤاهم الأيدلوجية النفعية الضيقة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ". وتتضمن مسابقتنا العالمية للقرآن الكريم التي يشرف أوائلها بتكريم سيادتكم لهم اليوم إلى جانب حفظ القرآن الكريم فهم معانيه ومقاصده الكلية ، إذ العبرة ليست بالحفظ وحده، إنما هي في الفهم الصحيح للقرآن الكريم وصحيح السنة . ويسرني أن أقدم لسيادتكم أحدث كتابين من إصدارات وزارة الأوقاف المصرية، الأول: كتاب "حديث الروح" وهو قراءة عصرية لبعض الجوانب الإيمانية، والقيم الأخلاقية والإنسانية، تهدف إلى تقريب المعاني الأخلاقية وترسيخها في الذاكرة والوجدان، وتسهم في تحويلها إلى سلوك وواقع حياتي عملي وتطبيقي معيش، مع التركيز على بعض الإنسانيات مثل معاملة الخادم والأجير، والرحمة بالحيوان والجماد ، وحق الطريق والمرافق العامة ، وأدب الحياة الخاصة. والكتاب الثاني: كتاب (نعمة الماء)، الذي أعددناه بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والري، ويقدم تأصيلا علميًّا وشرعيًّا لضوابط استخدام المياه وبيان أهميتها ، وأثرها في بناء الحضارات ، وضرورة الحفاظ عليها من خلال : ترشيد استهلاكها ، وعدم الاعتداء عليها ، أو الإسراف فيها. ويتناول الكتاب حديثَ القرآنِ الكريم والسنةِ النبويةِ المطهرةِ عن الماء ، وجانبًا هاما من حديث الفقهاء عنه ، وفيه تأكيد واضح على أن كل نقطة ماء تساوي حياة ، كما أنها تساوي مالًا مقومًا ، وأن فقدها أو إهدارها يعني إهدارًا لمقدرات هامة يجب الحفاظ عليها . كما يضم الكتاب ملحقًا فنيًّا إرشاديًّا تم إعداده بمعرفة وزارة الموارد المائية والري عن السلوكيات السلبية التي يجب اجتنابها ، والسلوكيات الإيجابية التي ينبغي اتباعها في التعامل مع الماء . ونعمل على نشر ذلك على نطاق واسع وتحويله إلى ندوات ومحاضرات وبرامج تدريبية، ولقاءات تثقيفية واسعة في مختلف أنحاء الجمهورية، بغية الوصول إلى ثقافة مجتمعية رشيدة في التعامل مع قضية المياه باعتبارها قضية حياتية.