"من بوكيمون إلى الحوت الأزرق، "ألعاب الموت"، قاتل إلكتروني يحصد أرواح الأطفال والمراهقين"، تحت هذا العنوان أطلقت زميلتى الفاضلة شيماء أحمد شعبان بتحقيقها ببوابة الأهرام، صافرة إنذارها وتحذيرها المدوى لنا جميعا، ضد هذه الألعاب المدمرة لأطفالنا، الملقية بهم الى آتون حتفهم برضاهم وبأيديهم وكامل رغبتهم، في حلقة جديدة من حلقات مسلسل حروب أعدائنا لنا ولنشئنا، فيما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس، وها هم أولئك ينجحون بامتياز فيما يسعون ويخططون له، فترى أطفالنا وشبابنا وقد انساقوا انسياقا أعمى وراء ما يصدرونه لنا، وعبر امتلاك العديد منهم للهواتف الذكية بحثا عن المتعة و التسلية، عبر ما يسمى بألعاب الموت، ومنها مؤخرا لعبة الحوت الأزرق. الزميلة شيماء شعبان في تحقيقها الإنذاري لنا جميعا أوردت أن لعبة "الحوت الأزرق" ينتهي معها المراهق في اليوم الخمسين من ممارستها إلى الانتحار، وقد حدث ذلك بالفعل، إذ تسببت في انتحار 130 طفلا ومراهقا في روسيا وحدها، كما أنهى في الجزائر 6 أطفال حياتهم شنقا وبطريقة متشابهة تنفيذا لأوامر اللعبة، وفى مصر كان آخرهم نجل النائب السابق حمدي الفخراني، الذي قالت شقيقته إنه انتحر بسبب "الحوت الأزرق" في الأول من ابريل الجارى، كما كان هناك حلات انتحار أخرى بالسعودية وغيرها. لعبة" الحوت الأزرق" لمن لا يعرفها وكما يقول المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات وصائد الهاكرز للزميلة شيماء شعبان عبارة عن 50 مستوى، كل يوم له تحدي معين، مطلوب منه عليه تنفيذه، وعند مواجهة الشخص الذي قام بتصميم تلك اللعبة ويدعى "فليب" كان رأيه "أني أتخلص من النفايات البيولوجية، والتي تتلخص في الأشخاص الضارين بالمجتمع، وأن هؤلاء يقومون بالانتحار بمحض إرادتهم اللعبة"، وهذا هو المغزى والهدف الرئيس من تلك اللعبة الدامية، وفكر صاحبها الخبيث.
كل الدراسات البحثية، وآراء الخبراء تجمع على مدى عظم خطورة تلك الألعاب المميتة على أطفالنا ومراهقينا، لما فيها من قتل لأحاسيسهم، وجعلهم يقبلون على إيذاء أجسادهم دون تفكير بالعواقب، فى تقليد لكل ما يتلقاه من سلوكيات خاصة من العالم الافتراضي ونقلها إلى واقعه الحقيقي، كما أن تعويدهم واستمرار رؤيتهم للأسلحة الخطيرة من السكين والسيف والمسدس في تلك الألعاب الإلكترونية، يجعل عقلوهم الباطن يتقبلها، ويقررون استعمالها دون خوف منها. صحيفة "الديلي ميل" البريطانية نشرت هي الأخرى دراسة عِلمية أجرتها جامعة بوسطنالأمريكية، حذرت فيها من تأثير الألعاب والتطبيقات الإلكترونية التي تستخدم في الهواتف وغيرها، على عقول الأطفال، حيث أكد العلماء فيها أن إعطاء الجوالات الذكية للأطفال للخلاص من بكائهم أو غضبهم قد يؤدي إلى تدمير عقولهم، وأن هذه التطبيقات تمنع الأطفال من استخدام قدراتهم العقلية، كما كان لمستشارة الإرشاد الأسري داليا الشيمي أن تدلو بدلوها، مؤكدة خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية بدنيا وعقليا علي الأطفال، لما تسببه من إجهاد للعين حاصل من تغير وميض اللعبة، نتيجة للحركة السريعة والمفاجئة التى لا تعطى فرصة للعين لتتآلف مع هذه الإضاءة، مسببة اضطرابا لأعضاء الجسم الأخرى، نتيجة للشد العصبى الذى يحدث، فتتأثر الأطراف وتتأثر عضلات الوجه، لاستجابة الطفل والمراهق العشوائية لحركات اللعبة، ليتمكن من متابعتها. أضف -قارئى الحبيب- الى أضرار هذه اللعبة المميتة الشاذة على أطفالنا ومراهقينا ما يشدده الباحثون عبر دراساتهم من أنها تسبب لهم فراغا نفسيا وشعورا بالوحدة، مع توليد صفات العنف والتوتر والعراك الدائم مع محيطهم، كما تعظم من ارتباطهم بقيم المجتمعات الغربية؛ ويعضد من انفصالهم عن دينهم وعقيدتهم وهويتهم وقيم مجتمعهم والآن حسنا ما فعلت دار الإفتاء المصرية أول أمس الخميس، من إصدارها فتوى بتحريم المشاركة فى لعبة "الحوت الأزرق"، مطالبة من استدرج للمشاركة في اللعبة أن يسارع بالخروجِ منها، مناشدة الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، مهيبة بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومنعها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثله من خطورة على الأطفال والمراهقين، متكئة على أن شريعتنا الإسلامية جعلت الحفاظ على النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصدا من أهم مقاصدها الشرعية؛ المتمثلة فى النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال، كما قررت شريعتنا أن الأصلَ في الدماء الحرمة، وسنت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ على نفوس الآدميين. مجلس نوابنا لم يكن بمنأى هو الآخر عن أحداث "الحوت الأزرق"، فحدثت تحركات برلمانية واسعة لحظر استخدام التطبيق فى مصر، تمثلت في تقديم النائب شريف الوردانى، طلب إحاطة للمهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حول انتشار الألعاب الإلكترونية الخطيرة فى الآونة الاخيرة، مطالبا بضرورة تدخل السلطات لحظر استخدامها فى مصر حماية لأبنائنا، كما طالب النائبان ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، وتادرس قلدس عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بسرعة إصدار قانون مكافحة الجريمة الالكترونية. ختاما.. أضم صوتى لدار الافتاء ونواب البرلمان، وكل الباحثين الذين عرضوا مخاطر تلك الألعاب المميتة والمدمرة لأطفالنا وشبابنا، وأنادى محذرا أيضا: إنهم يقتلون أطفالنا وشبابنا، فماذا نحن فاعلين إزاء تلك الحرب الالكترونية الحديثة؟