دعت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى ضرورة الإسراع في إنجاز المصالحة الفلسطينية والوصول إلى اتفاق تام بين الجميع يشمل جميع الملفات والمباشرة في اتخاذ الإجراءات الفاعلة على الأرض لمواجهة المشروع الصهيوني الاستئصالي الذي يعمل ليلا ونهارا على استكمال تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم، الأربعاء، إنه في غمرة المباحثات الفلسطينية - الفلسطينية في القاهرة لتفعيل المصالحة، لابد من تذكير المجتمعين من رؤساء وأعضاء التنظيمات والفصائل أن فلسطين أكبر من هذه التنظيمات وأن قضيتها المقدسة هى عنوان كرامة الأمة وعنوان حريتها أن بقاء الاحتلال يمثل إدانة للجميع. ونبهت الصحيفة إلى أن المجتمعين في القاهرة أمام تحد خطير بعد أن أعلنت حكومة العدو الصهيوني عن خططها ومخططاتها وأهدافها العدوانية في مصادرة الأرض وتهويد القدس، رافضة الرؤية الدولية ونداءات المجتمع الدولي بضرورة وقف الاستيطان والعودة الى المفاوضات وفق سقف زمني محدد ومرجعيات معتمدة تفضي إلى دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف كسبيل وحيد لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتحريرها من الارتهان للإرهاب والقرصنة الصهيونية. وقالت الصحيفة إن فشل المصالحة وعدم اتخاذ الإجراءات الفاعلة لإنهاء الانقسام الفلسطيني يتحمل مسئوليتهما الطرفان "فتح وحماس"، ويتحملان ما يترتب عليهما من أحداث وتداعيات خطيرة تصب في مصلحة العدو الصهيوني الذي وجد في هذه الخلافات فرصة ثمينة لإنجاز مشروعه التوسعي التهويدي واستولى على أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية و86% من مساحة القدس الشريف وأعلن وعلى لسان وزير داخليته عن إقامة مليون وحدة سكنية خلال العقد الحالي. وأشارت الصحيفة إلى أن إنجاز المصالحة في هذا الوقت يعتبر استجابة للربيع العربي الذي خفقت رياحه في جميع أرجاء الوطن العربي وتأخرت في فلسطين بانتظار هذا الحدث التاريخي والذي يعني الانتقال من مرحلة الانقسام والخلافات والتشتت والتمزق إلى مرحلة الوحدة وتوحيد الصفوف والتصدي بعزم وإيمان للمشروع الصهيوني الذي لا يؤمن بالآخر، ويعمل وفق نهج عنصري على نفي الشعب الفلسطيني من وطنه. وأكدت الصحيفة أن خطورة الأوضاع في المنطقة وفي فلسطينالمحتلة تحتم على فتح وحماس وجميع الفصائل والتنظيمات أن تكون على مستوى خطورة الأوضاع وعلى مستوى قدسية القضية وأن تعمل وبسرعة على إنجاز المصالحة وتفعيل الإجراءات على الأرض والانضمام إلى الربيع العربي بإعلان الثورة الشعبية السلمية ضد الاحتلال وضد الاستيطان والتهويد، كسبيل وحيد لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين.